تدور معارك عنيفة بين قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي، من جهة أخرى، على ثلاث جبهات في آن.
فإلى جانب جبهة البيضاء بمحوريها، ناطع وقانية، تدور، منذ أيام، معارك شرسة في جبهة الملاحيظ بمحافظة صعدة، وتهدد معقل الجماعة بحيدان، إضافة إلى الجبهة الثالثة في الساحل الغربي، وتهدد شريانها الرئيسي على البحر الأحمر.
وأثيرت، أخيرًا، تساؤلات عن الجبهة التي قد توليها جماعة الحوثي اهتماما أكبر، بالنظر إلى الخطورة التي تشكلها.
ويرى الخبير العسكري، عبد العزيز الهداشي، أن جبهات البيضاء تبدو أقل أهمية بالنسبة إلى الحوثيين في الوقت الراهن، خصوصا وأن طبيعة المناطق الجبلية تجعل أي تقدم سريع للجيش الوطني صعبًا جدًا.
ويضيف الهداشي، في حديث لـ “عرب برس” أن جبهة الملاحيظ ـ حيدان جبهة معنوية أكثر منها جبهة عسكرية تحمل بعدًا استراتيجيًا، مشيرًا إلى أن طبيعة مران وحيدان الجبلية تجعل أي نصر حاسم وسريع في هذه الجبهة صعبًا جدًا، إضافة إلى أنه يسهل الدفاع عن جبال مران وحيدان بعدد قليل من المقاتلين.
ويتابع: لعل القيادة العسكرية الحوثية تدرك أن جبهة الساحل هي الأخطر، فسهل تهامة أرض منبسطة مكشوفة، كما أن الزخم الإعلامي والتهويل من قوات طارق تجعل الحوثة يعطوا هذه الجبهة أهمية قصوى، على اعتبار أن تهامة والشريط الساحلي وميناء الحديدة يعني قطع لشريان الحياة للحوثيين.
وبحسب الخبير العسكري، فإن سقوط ميناء الحديدة يفقد مليشيا الحوثي إيراداتها المالية من الجمارك ويفقدها حتى التحكم في المساعدات الدولية، كما يفقدها محافظة هامة وإحدى أهم المدن اليمنية.
وتوقع الهداشي أن يركز الحوثيون جل اهتمامهم على هذه الجبهة، وقد يضطرون لسحب بعض قواتهم من بقية الجبهات وخصوصا جبهات الجوف وتعز والبيضاء.
ولم يستبعد الهداشي أن تدفع المليشيا بالآلاف من المقاتلين والمجندين الجدد إلى جبهة الساحل.
المصدر: وكالة عرب برس
