أسابيع قليلة، وتنطلق نهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي تستضيفها روسيا، وهي النسخة رقم 21 للمونديال.
و قصة اختيار كل بلد لاستضافة هذا العرس الكروي العالمي، واستعدادات الدولة المنظمة، وأشهر الملاعب التي استضافت البطولة، وأبرز المشاهد فيها.
وفي هذه الحلقة من السلسلة، نستعرض لكم، بعض اللمحات من النسخة الـ 12، في تاريخ كأس العالم عام 1982، والتي أقيمت في إسبانيا.
واختار الاتحاد الدولي، إسبانيا، لاحتضان منافسات المونديال، بعد انسحاب ألمانيا، كما شهدت البطولة، مشاركة أول فريق عربي آسيوي، وهو منتخب الكويت.
كما شهدت البطولة، مشاركة منتخب الجزائر، لأول مرة في تاريخ محاربي الصحراء، وعادت إنجلترا للعرس العالمي، بعد غياب دام 12 عامًا.
وشارك في نهائيات مونديال 1982، 24 منتخبًا، بدلًا من 16 فريقًا، وتم تقسيم المنتخبات على 6 مجموعات، يتأهل منها أول وثاني كل مجموعة، ليتم تقسيم المتأهلين مرة أخرى على 4 مجموعات، يتأهل بطل كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.
وشهدت البطولة، تسجيل أسرع هاتريك في تاريخ كأس العالم، عندما أحرز مهاجم منتخب المجر، لازلو كيس، 3 أهداف في غضون 8 دقائق ضد السلفادور، في مباراة انتهت بنتيجة 10-1، في لقاء شهد أكثر عدد من الأهداف في تاريخ كأس العالم لكرة القدم.
وحفل دور المجموعات، بمفاجآت عديدة، كان أولها فوز المنتخب الجزائري على منتخب ألمانيا الغربية بنتيجة 2-1، بتوقيع كل من رابح ماجر ولخضر بلومي.
وكانت الجزائر قريبة من التأهل للدور المقبل، رغم الخسارة في الجولة الثانية من النمسا بثنائية دون رد، خاصة بعد فوزها على تشيلي بنتيجة 3-2.
في المقابل، وفي لقاء آخر من نفس المجموعة بين ألمانيا الغربية والنمسا، سجل الألمان هدف التقدم، وظل الفريقان يتناقلان الكرة، واتفقا على إنهاء نتيجة المباراة على ما هي عليه، ليتأهلا إلى الدور الثاني، على حساب الجزائر، في مباراة عرفت باسم "فضيحة خيخون".
وأجبرت تلك الأحداث، الاتحاد الدولي لكرة القدم، على إقامة آخر مباريات كل مجموعة في نفس التوقيت، منعًا لتكرار التلاعب في النتائج.
وحظيت البطولة بمواجهات ممتعة، منها لقاء المنتخب الإيطالي أمام نظيره البرازيلي، حيث استطاعت إيطاليا بطريقتها المعروفة باسم الكاتيناتشو، التغلب على أفضل جيل أنجبته البرازيل بعد جيل كأس العالم 1970، بوجود سقراط وزيكو.
واستطاع المهاجم باولو روسي، والذي خرج من السجن قبيل انطلاقة منافسات البطولة لتورطه في فضيحة تلاعب بالنتائج، تسجيل 3 أهداف، قاد بها منتخب بلاده، إلى الفوز بنتيجة 3-2 على السليساو، والتأهل للدور قبل النهائي، في موقعة عرفت باسم "مأساة ساريا".
أقيم نهائي كأس العالم، على ملعب سانتياجو بيرنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد، بحضور 90 ألف متفرج، بين المنتخبين الإيطالي والألماني.
واستطاع المنتخب الإيطالي الفوز بالمباراة بنتيجة 3-1، وبعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي، سجلت إيطاليا 3 أهداف متتالية خلال 24 دقيقة، عبر باولو روسي وماركو تارديلي وأليساندرو ألتوبيلي، ثم قلصت ألمانيا، الفارق في وقت متأخر من اللقاء، عن طريق بول برايتنر.
