عيدروس.. ؟!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
 
 
عرفته منذ قرابة العقدين، فارسا لا يشق له غبار في بلاط صاحبة الجلالة ( الصحافة) وهو الذي يعد أحد أبرز الناسكين في محرابها بيراع يستعصي على المقلدين ولصوص الإبداع ؛ ودرب متفرد سلكه دون سواه معتمدا على قدرات بلاغية خاصة ؛ عززتها سنوات الممارسة بسمات خاصة رشت عطر الخبرة على ذلك المسك الفواح من عنفوان الحروف المتمردة  ـ دائما ـ على الروتين ؛ والجانحة  ـ غالبا  ـ صوب (العدائية) لكل ما هو تقليدي من موالات المديح وحتى الهجاء الذي له مذاقه الحرّاق لدى أستاذي الذي يطول عنه الحديث بطول قامته السامقة كمكانته في ساحة العطاء الصحفي عموما وبشقه الرياضي على وجه الخصوص.
 
انه عيدروس عبدالرحمن الاسم الذي لا يحتاج إلى التعريف؛ والذي يعاني حاليا من تبعات مرض (السكر) بصورة أجبرته على التقوقع في فراشه ؛ متواريا عن الأنظار بعد أن بلغ به الأثر درجة لا تقاوم ؛ لكنه أبى إلا أن يبقى شامخا كعادته متحديا الألم ، متسلحا في الوقت ذاته بأمل لا يخيب في الله عز وجلّ ؛ وفي أعماقه ثقة  تكبر كل يوم بأن الشافي المعافي لن يخيّب له رجاء.
 
تحادثت معه قبل أيام، فوجدته صابرا محتسبا وهو يتحدث عن مرضه الذي وصل إلى مرحلة متقدمة؛ وعن العلاج الذي وصل معه وبه إلى نقطة مهمة على طريق الشفاء التام بإذن الله .
 
 حدثته عن توقنا جميعا ـ تلاميذه وزملائه ـ إلى رؤياه وقد منّ عليه المولى عزّ وجلّ بالشفاء وألبسه تاج العافية، وحدثني هو عن ثقته التي لم ولن تتزعزع في الله سبحانه وتعالىّ، ثم بمن حوله من الأهل والأحبة ؛ راجيا من الله الصحة والعافية وأن يكمل عليه كرمه بالخروج من (الامتحان) الذي قوى إيمانه بالله و شحذ عزيمته التي زادت صلابة كما قال.
 
ودعته على أمل اللقاء في وقت قريب، يكون فيه  حاضرا بكامل صحته، وبمشاغباته التي عرفناه بها وأحببناها من خلاله، كما أحببناه من خلالها، عبر مسيرة  امتدت لسنوات ، اقتربنا منه خلالها ، ونهلنا القليل من كثير خبراته في مهنة الكد والجد والتعب اللذيذ.
 
شفاك الله يا أبا عادل وأعادك إلينا بلباس العافية.. اللهم آمين.