قصة "شبح المزادات" السعودي.. ثراء و"سحر" وصوت جهوري

Monday 30 November -1 12:00 am
قصة "شبح المزادات" السعودي.. ثراء و"سحر" وصوت جهوري
----------

سعودي لُقب بـ"شبح المزادات" نظير تعاملاته في الشراء، وعدم الخوف في غمار المنافسة بحراج -مزاد- سوق الزل، ضمن مزادات القطع الأثرية، صوته جهوري يدوي في السوق، لتباع بصوته القطع بآلاف الريالات في مزادات شهرية.

"صالح الحاتم" دخل مجال بيع وشراء القطع الأثرية قبل نحو 33 عاماً، بعد بيعه قطعا أكسبته ثلاثة أضعاف ما دفعه فيها، ليبدأ رحلته ويصبح أحد أشهر الدلالين في مزادات القطع التراثية في سوق الزل التاريخي، والشهير وسط العاصمة الرياض.

الحاتم تحدث لـ"العربية.نت" بقوله: "لم يكن أحد من أسرتي يعمل في هذا المجال، وكان والدي يعمل في مجال المعدات الزراعية والحفارات، وكنت أساعده مع شغفي ومحبتي لكل ما هو تراثي وقديم، فكنت أبحث عن الأواني القديمة كالدلال وبعض القطع".

 

ويرجع الحاتم سبب تسميته بـ"شبح المزادات" نظير اندفاعه لشراء القطع الأثرية بأي قيمة عندما يحرج عليها ويعرفها، وهو ما جعل البعض يسميه شبح المزادات.


5 آلاف متحف في منازل أهل الرياض

يشير الحاتم أن المنازل في الرياض لا تخلو من القطع التراثية، حتى تحول البعض منها لمتاحف مصغرة في منازلهم، فمن البنادق القديمة للسيوف للدلال الشهيرة للزوالي والفرشات المعروفة.

وقال: "لم يكتف البعض بهذه القطع، ليبني بعضهم مجلساً صغيراَ في منزله من الطين ويجهزه بالقطع التراثية، وغالباً الشراء يتم من حراج التراث في سوق الزل".

وبين الحاتم، أن الحراك التجاري في القطع الأثرية سببه توجه العديد بتخصيص مجالس أثرية في منازلهم والتي بلغت قرابة 5000 منزل في الرياض يضم تلك المجالس، لكن تشهد المزادات خلال هذه الفترة ركودا، فلم تعد كما كانت في السابق، نظير تحفظ العديد بهذه القطع وعدم تخليه عنها وبيعها.

وتابع الحاتم حديثه: "في السابق كانت هناك موجودات في منازل الطين القديمة، ومع تحرك الناس للترميم خلال السنوات العشر الأخيرة، وجدت أغلب القطع وبيعت، وهي تحت ملك أشخاص يتم تدويرها إما بالبيع أو التأجير".

وبين الحاتم: "أصبحت هناك المتاحف المتخصصة في المنازل، بعضها صغير لا يرتقي لتسميته متحفا، فهناك مهتم بالعملات وجمع العملات، وآخرون مهتمون بالملابس، وغيرهم بالبنادق، بينما غابت كثيراً المتاحف الكبيرة التي تجمع كل شيء، بسبب تكلفتها المادية العالية فلا يستطيع أحد الصرف عليها".


التراث و "السحر"

ويرى الحاتم محب التراث بأنه يصبح كالمسحور في هذا المجال، فهو لا ينفك عنه أبداً ويصبح ملازما له، حتى وإن غاب فهو راجع لا محالة لهذا، واصفاً ذلك بالعشق الذي لا ينتهي.

فهناك العديد من الهواة لا يغيبون أبداً عن الساحة، والبعض غابوا فترات فنراهم يعودون، فالتراث له مفعول سحري، ودائماً يتذكره الإنسان ويفضل مشاهدته بين الفترة والأخرى.

وذكر الحاتم، أن المزادات التي تقام، أسس لها أحد المهتمين وهو "فيصل الجنيدل" مواقع تهتم بالتواصل وإقامة المزادات ودعوة المهتمين من دول الخليج، ونذر نفسه لهذا المجال، كما أن الجنيدل أسس مواقع إلكترونية تهتم بالتراث والمزادات في مواقع التواصل، ويعمل على تطوير العمل فيها.


صناديق قد تجلب الثراء.. و"شيلة" غريبة

يشير شبح المزادات "الحاتم" أن التراث والعمل فيه، قد يكون مربحا متى ما كان الشخص لديه المعرفة والتمييز، خصوصاً شراء المتاحف الكاملة، والتي تباع قطعها بالتجزئة ذات الأرباح العالية، فهناك قطع أثرية تباع في المزادات، قد تكون بداخلها مواد ثمينة أو مبالغ نقدية تصل لآلاف الريالات.

واستطرد الحاتم حديثه، سارداً قصة وقعت قبل خمس سنوات، عندما قام أحدهم ببيع صندوق لا يتجاوز سعره 180 ريالا، وكان بأسفله درج صغير، وجد فيه المشتري قرابة الخمسين ألف ريال من العملات القديمة والتي ترجع لأيام الملك فيصل، وبهذه الحالة يصبح المبلغ له إذا لم يجد صاحب هذا المال، وهناك العديد من القصص بمثل هذه المبيعات التي تصبح ملكا للمشتري بوجود قطع مخفية لا يعلم عنها أحد تنكشف فيما بعد.

وعن أغرب مبيعات الحاتم، قال: "قمت بعمل حراج على شيلة غريبة نسائية، لم أعرف قيمتها حتى وصل سعرها لأكثر من 10 آلاف ريال، وقال مشتريها لو وصلت لخمسين ألف ريال، لدفعت فيها ولا أعلم السر حتى الآن".

وأردف الحاتم: "قد نبيع قطعة بسعر، ويكسب مشتريها أضعاف سعر البيع، كما حدث في بيع بندقية قديمة خربة اشتراها صاحبها بقيمة تصل لـ 60 ألف ريال، وباعها فيما بعد بأكثر من 120 ألف".


الدلال والسيوف.. أسعار خيالية وقصص تاريخية

وكشف الحاتم، أن أواني القهوة هي أشهر الأدوات التراثية مبيعاً في المزادات، وتصل أسعارها إلى أرقام كبيرة، طبقاً لصناعتها وتاريخها، وكذلك لمن قام بصناعتها بحسب الأختام الموجودة على جسم الدلة، ويرتفع سعر الدلة بحسب القصة التاريخية لمالكها أو لمن سبق أن تمت ضيافته في هذه الدلال وعادة تكتب هذه القصة.

واستشهد الحاتم بواقعة بيعه لأربع دلال بغدادية بقيمة تجاوزت 200 ألف ريال، وهي أقل من قيمتها، كما أن هناك دلالا لها قصة مع الملك عبدالعزيز، لم يبعها صاحبها رغم دفع مبلغ مرتفع فيها.

أما بالنسبة للسيوف، فالأغلى فيها ما يعرف تاريخها، أو ما يوجد عليها ختم وزارة الداخلية القديمة، فتباع بأسعار عالية، وهي مطلوبة في السوق، ويتم تداولها بكثرة، وهناك بعض السيوف التي لها قصص في المعارك فهذه قد تصل لمليون ريال إن وجدت.