الكورة اجوان!

Monday 30 November -1 12:00 am
الكورة اجوان!

دينا عبد الفتاح

----------
«الكورة اجوان».. زى ما قال الكابتن لطيف، أشهر معلقى مباريات كرة القدم على الإطلاق فى مصر، عشان كده أحب أقولكم بلاش نزعل، وبلاش نختزل إنجاز الصعود لكأس العالم لأول مرة من 1990 فى خسارة مبارتين.
  
هل هناك أخطاء؟ نعم هناك أخطاء ويجب مراعاتها والتحوط من الوقوع فيها مرات أخرى، ولكن علينا ألا ننسى أن دخول مصر مونديال 2018 وظهور منتخبها فى روسيا فى هذا العرس العالمى الكبير بعد غياب طويل هو إنجاز يحسب للجيل الحالى.
 
«الشعب المصرى هو البطل.. ودائماً سيكون البطل».. هذا رأيى فمساندة الجماهير المصرية لفريقها ووقوفها بجانبه طول الفترة الماضية، كان السبب الرئيسى فى شحن اللاعبين وتمكينهم من تخطى كل الصعاب للوصول إلى حلم اللعب فى روسيا مع الكبار.
 
وأعتقد بل أنا متأكدة أن الشعب المصرى وجماهير كرة القدم ستكون هى مفتاح عودة المنتخب المصرى مرة أخرى ليشارك فى مونديال 2022 المقرر تنظيمه فى قطر، دون الانتظار لـ28 عاماً أخرى يولد ويكبر فيها أجيال دون أن يروا منتخبهم الوطنى فى كأس العالم الذى ينتظره عشاق كرة القدم كل 4 سنوات.
 
«صلاح والننى ووردة وحجازى وتريزيجيه» أعمدة رئيسية فى المنتخب المصرى لم يسرقها العمر، وأصبح فى مقدورها أن تلعب فى كأس العالم 2022 و2026، وأتوقع مع ازدياد خبرتهم الدولية وتطور أدائهم أنهم سيشكلون علامة فارقة فى مستقبل الكرة المصرية بالإضافة للكثير من المواهب فى الأهلى، والزمالك، والإسماعيلى، وإنبى، والمصرى، والمقاولين وغيرهم من الفرق المصرية.
 
لدى عتاب بسيط على جماهير الكرة المصرية، هو ارتفاع سقف الطموح بشكل مبالغ فيه مع عدم التماس العذر للاعبين، «ممكن نحلم» ونشتغل عشان نحقق أحلامنا، لكن لو أحلامنا كبيرة أوى لازم يكون عندنا صبر كفاية على اعتبار إنها مش هتتحقق بين يوم وليلة!
 
بعض المشجعين توقعوا أن تصل مصر إلى المربع الذهبى، فى حين أن كل ما يميز مصر بكل صراحة لاعب عالمى اسمه محمد صلاح لم تمهله الإصابة فرصة للمشاركة فى أول مبارة للمنتخب بكأس العالم، مع مشاركته فى مباراة روسيا دون أن يتعافى بشكل تام، فى حين أن باقى اللاعبين البعض منهم مجتهد ويلعب فى دوريات أوروبية قوية، والكثير منهم «لاعيبة عادية» بتلعب فى الدورى المحلى دون جمهور ودون منافسة قوية حقيقية فى ظل تراجع مستوى منافسى الأهلى محليا خلال الفترة الماضية.
 
لذا كان مطلوبا أن نهبط بسقف طموحنا إلى مستوى إمكانياتنا، أو أن نبقى على الطموح عند مستوى عالٍ، بشرط ألا نُصدم من النتيجة لو لم يتحقق الهدف، وفقا لمقولة «مفيش حد بيطلع السلم مرة واحدة»!
 
مصر حققت الكثير من الإنجازات والمزايا على مستوى مشاركتها فى مونديال روسيا، بعد غياب لـ6 دورات تم تنظيمها بين عامى 1994 فى إيطاليا، و2014 فى البرازيل.
 
المكسب الأول إثبات منتخب مصر للعالم أن مصر لديها فريق قادر على الصعود لكأس العالم واللعب بقوة مع الكبار، وخير دليل مباراة أورجواى التى سُرق المنتخب المصرى فيها بهدف مفاجئ فى الدقيقة 90.
 
المكسب الثانى تردد سم مصر ملايين المرات فى العديد من الدول، نتيجة ظهورها فى المحفل العالمى، وانتظار أداء قوى منها مدعوما بنجمها العالمى محمد صلاح الذى سجلت قيمته السوقية حوالى 150 مليون يورو وفقا لموقع ترانسفير ماركت المتخصص فى تقييم اللاعبين.
 
المكسب الثالث هو تمكن الجماهير المصرية من رسم صورة جميلة عن مصر فى استادات روسيا التى شاهدها العالم كله، فوجدنا المشجعين المصريين بالزى الفرعونى فى المدرجات، وبالملابس المصرية التقليدية، بالإضافة للطبيعة الاجتماعية للجماهير المصرية الغفيرة التى شاركت فى المباريات والتى رسمت صورة جيدة عن السياحة فى مصر بدافع وطنى لمساندة السياحة فى مصر، خاصة أن روسيا البلد المنظم لكأس العالم 2018 هى المصدر الأول للسياحة فى مصر.
 
المكسب الرابع هو تمكن وزارة السياحة المصرية بالتنسيق مع وزارة الاستثمار من الحصول على راعٍ إقليمى لكأس العالم، وتمكنها من تنظيم بعض الفعاليات التى ساهمت فى الترويج للمزارات والمقاصد السياحية المميزة فى مصر أمام كل جماهير العالم المجتمعين؛ لحضور هذا المحفل الضخم.
 
المكسب الخامس هو الترويج للاعبين المصريين باعتبار أن كأس العالم تعقبه الفترة الأكثر رواجا فى انتقالات اللاعبين بين الدوريات العالمية، وظهر بالفعل بشكل طيب عدد من اللاعبين المصريين الذين أتوقع انضمامهم لأندية كبرى خلال الفترة المقبلة، بينهم محمد الشناوى، ومحمود تريزيجيه، وطارق حامد.
 
المكسب السادس هو تمكن بعض نجوم مصر من تنظيم فعاليات هامة على أرض روسيا، وأخص هنا الموسيقار المصرى العالمى عمر خيرت الذى نظم حفلا عملاقا على مسرح «مارينسكى» المتواجد بمدينة بيترسبرج الروسية، وشهد حضور وإعجاب العديد من الجمهور من مختلف بلدان العالم، الذين أبهرتهم الموسيقى المصرية الكلاسيكية والحديثة التى تعد لغة يتقنها كل سكان العالم من كل الجنسيات.
 
ومع كل هذه المكاسب التى تحققت وحتى نضمن تكرارها فى مونديال 2022، المطلوب الآن العمل على إعداد منتخب أقوى ينافس بشراسة فى التصفيات؛ ليضمن تذكرة وصوله للمونديال المقبل، ويشارك بشكل أفضل؛ ليضمن وصوله لأبعد مرحلة ممكنة من المنافسات.
 
وأتمنى أن أجد القيمة السوقية للاعبى المنتخب تساوى 1.9 مليار يورو، فى غضون عامين من الآن، مقابل 190 مليون يورو حاليا وفقا لترانسفير ماركت، من خلال اكتشاف المزيد من النجوم، وتصدير مائة محمد صلاح جديد لفرق وأندية العالم، فصلاح والننى اللذان يلعبان فى فرق من أقوى أندية العالم لابد أن نستند إلى تجربتهم ونشجع الناشئين المتميزين؛ ليخرجوا ويخوضوا التجربة فى عمر مبكر مثل أحمد حسام ميدو حتى يتمكنوا من تكرار تجربة «مو صلاح» الذى أصبح يردد اسمه مئات الملايين من المشجعين والمتابعين حول العالم.
 
dina_afattah@yahoo.com