غياب الروح الرياضية

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
من خلال متابعتنا للأنشطة والفعاليات الرياضية التي أقيمت خلال المراحل الماضية في العاصمة عدن، ومن خلال نشاط الاتحادات والأندية، وجدنا نشاط رائع والاجمل تحريك مياه الرياضة في ضل الأوضاع التي تمر بها عدن والبلد، لكن للأسف الشديد تغيب جانب مهم في تلك الأنشطة الرياضية وخاصة التي تكون تنافسية بين الأندية على تحقيق لقب أو بطولة، فنجد غياب الجانب الأهم والمتمثل في جانب الروح الرياضية الذي يفترض أن بكون حاضراً بقوة ومهم ، لأن الرياضة في الأساس فن واخلاق وتطهير وتهذيب للنفوس قبل كسب الكؤوس، وهي في الأساس تجمع ولا تفرق ورسالة للمحبة والسلام والوئام بين أفراد المجتمع .
 
ولكن المتتبع للفعاليات الأخيرة التي اقيمت من قبل الاتحادات بالمحافظة وإشراف قيادة الرياضة بعدن، لاحظنا غياب روح الأخلاق والاحترام المتبادل بين الرياضيين وانعدام سمة الروح الرياضية السائدة، وظهور بعض من الرياضيين باسلوب نشاز  وبروح مخالفة وبتصرفات غريبة على رياضة عدن العريقة، انعدمت فيها الروح  السائدة والصفات الحميدة والسلوك الطيبة للرياضة. وهي تصرفات غريبة ودخيلة على مجتمعنا الرياضي وعلى لاعبي ومنتسبي رياضة عدن وأبنائها المتميزين بصفاتهم وسلوكياتهم ونجومبتهم التي كان يضرب بهم المثل والاقتدى بهم كنجوم مكتملة الصفات.
 
ومالفت نظري ونظر كثير من المتابعين للشأن الرياضي وأنشطته المتعددة مؤخراً في عدن، هو تلك المواقف المزعجة أو المهازل كما نسميها لمناظرها المغززة التي شوهدت وشوهت من رياضتنا، وعكرت صفوا المشاهدين والمتابعين للشأن الرياضي، من خلال تصرفات صبيانية وتعصبية من قبل لاعب او مدرب أو قيادي لأي نادي واثارته للزوبعة والفوضى والاعتراض على نظام اي  فعالية أو مسابقة رياضية أو على لوائحها التنظيمية  وإلى درجة الانسحاب من تلك الفعالية أو البطولة بطريقة تسي لشخصه قبل نادية، محتجا  بأسلوب مستفز  ومزعج لايضع اي اعتبار وتقدير او احترام للقيادات الرياضية وزملائه الرياضيين ، ويمارس اسلوب غابت فيه الروح الرياضة السائدة بين الرياضيين اليوم في الوسط الرياضي بعدن، وقد تكررت مثل هذه الأفعال المسيئة والمشينة في كثير من الفعاليات الرياضية بعدن وهي أفعال غريبة ودخيلة على رياضة عدن العريقة ، ضف إلى ذلك أن الشخص المحتج والمعترض دائماً على أي قرار ، يحرم لاعبيه الذي استعدوا وبذلوا جهوداً كبيرة لأي بطولة وكلفوا أنديتهم اعبا مادية كبيرة للاستعداد البدني والفني الأمثل، ويكونوا حينها على أهبة الاستعداد للمشاركة وفي أعلى درجات الاستعداد المنافسة على اللقب وتحقيقه، ولكن بتصرف فردي ومشين خارج سمة روح المنافسة الرياضية لقيادي او مدرب لأي نادي تجعل لاعبيه خارج إطار المنافسة ويحرمهم المشاركة الذي انتظروا طويلاً وحرموا منها بسبب تصرف طائش ومتعصب من قبل القائمين على هذا النادي أو ذاك، ولايستبعد أن يكون ذلك  الاحتجاج كشماعة وحجة للفشل من قبل البعض.
 
 ومانتمناه من قيادات الاندية الرياضية أن تحرص على المشاركة النموذجية التي تعكس الانضباط والاحترام للوائح المنظمة ، وتحث مدربيها ولاعبيها وأيضاً مشجعيها على مبدى اتباع الروح الرياضية التي يجب أن تكون حاضرة وبقوة بين الرياضيين ، وكذلك الحرص على التمثيل المشرف الذي لايسي للنادي ومبادئ واخلاقيات الرياضة، لأن المكسب الحقيقي في التنافس الرياضي روح المحبة والأخلاق السائدة وفرضها وأتباعها في سلوكيات الرياضيين، بغض النظر عن النتائج والبطولات التي يسعون إلى تحقيقها، فالاهم من ذلك أخلاق البشر واحترامهم المتبادل، لأن الرياضة أساساً فن وذوق واخلاق.