الطائرة المسيّرة

Monday 30 November -1 12:00 am
الطائرة المسيّرة
عبدالقوي الأشول
----------
لم تكن فكرتها فصيلة عن تاريخ تطور علوم الطيران التي بلغت بحكم الثورة العصرية تطورات هائلة على كافة أصعدة الطيران، الأمر الذي أغرى الصناعات العسكرية في عدد من بلدان العالم إلى تصنيع الطائرات المسيرة، ومن بين أبرز تلك البلدان الولايات المتحدة الأمريكية والصين وإسرائيل وروسيا وإيران، حيث تتنوع استخدامات الطائرة بدون طيار، كما أن لها أنواع عدة منها النفاثة والمنطاد (أي تطير بطريقة المنطاد) وذات المراوح، وتدخل طبعاً في توازن الحرب الإلكترونية في الوقت الحاضر.
 
 ومن مميزات هذه الأنواع للطائرات بدون طيار أنها ذات أوزان خفيفة بعد أن تخلصت من التفاصيل التي لابد أن تتوفر في الطائرات التقليدية، من هنا خف وزنها ما جعلها قادرة على تحمل الكاميرات الإلكترونية والأسلحة، حسب مقتضى الحاجة.
في حين أن استخدامات أخرى لهذا النوع من الطائرات كما هو الحال في الأعمال الاستطلاعية وجمع المعلومات وتوجيه القوات ومراقبة الحدود والمسح الجيولوجي، حيث يمكنها أن تغطي مساحة 200 كيلو متر مربع، ومن الطبيعي أن تجد فيها الصناعات العسكرية ضالتها بحكم أن بمقدورها استخدام تلك الطائرة قليلة التكاليف.. ناهيك عن أن تلك الطائرات مثلت للجيش الأمريكي وسيلة عسكرية متقدمة على صعيد ما يسمى محاربة الإرهاب والتدخل العسكري، خصوصاً في بلدان الشرق الأوسط والتي تهاجم من قواعدها وتصل أهدافها بدقة متناهية، ما جعل الصناعات الإسرائيلية العسكرية تعمل على تطوير الصنف الذي تمكنت من إنتاجه رغم اعتمادها في السابق في الحصول عليها من أمريكا.. وهنا يبرز السؤال: هل خرجت أسرار تلك الطائرات إلى العلن وهو ما يجعل أمر صناعتها ممكناً لأطراف كثيرة؟
وفق معطيات كثيرة ومن منظور تسارع تطوير واستخدام هذا النوع من الطائرات تشير الكثير من المؤشرات إلى إمكانية صناعة وتطوير تلك الأنواع من قبل بلدان كثيرة وبحكم عدم تعقيد تفاصيل صناعتها التي تعتمد الجوانب الإلكتروني الميسر الحصول على أسرارها من شركات عدة، ما يجعلها على المدى القريب واحدة من الوسائل العسكرية المستخدمة على نطاق واسع.. في حين أنها لا تعد معجزة عسكرية ولا وسيلة متقدمة يمكن المباهاة بإنجازاتها التي يتوقع أن تتراجع أمام التدابير المضادة لها في الوقت القريب. 
 
أن تبلغ تلك الطائرة المسيرة المستخدمة من قبل الحوثيين سماء منصة الحفل في أهم منطقة عسكرية فهذا فرق وثغرة في الاستراتيجية العسكرية وعمل يمنح الطرف المهاجم تسويقا إعلاميا في الوقت نفسه يخلق مجسات صحوة لدى الطرف المهاجم في إعادة الكثير من القراءات للمشهد..
إلا أنه ليس بأي حال نصر عسكري للطرف المهاجم الذي يسعى وبقوة للاستفادة من كل ما هو متاح لرفع معنويات أتباعه لا أكثر.