شغف الأحداث الجديدة

Monday 20 April 2020 5:32 pm
----------
أتساءل دائما لماذا نحن ابناء هذا الوطن نسرف بالإهتمام بكل ماهو جديد علينا وبشكل مفرط للغاية؟
وأقف عند هذا المثل القديم الذي يقول:(جدة اليمنيين ماتت من الغلت) أي بمعنى أن جدة هذا الوطن كان سبب موتها الحيرة وترقب الأحداث الجديدة.
كلنا ندرك  ونؤمن بأن الأحداث المستجدة تأخذ جل تفكيرنا حتى تبلغ ذروتها، ومن ثم ننسى الحدث  مهما كان ناتجه، ويتلاشى بريقه ونعتاد عليه ويصبح روتيني.
فمثلا حين سمعنا دوي خبر المصاب الأول بالوباء في حضرموت! كيف بلغ الذعر أعلى مستوياته أعتقد أن هناك أُناس أصيبوا بجلطات دماغية جراء سماعهم الخبر ، الآن لم يعد ذلك الحدث "الوباء" يحمل في نفوسنا طابعه السابق الذي سجلته مخيلتنا من هلع وشتات. لا أقصد بهذا عن الفيروس نفسه بل بالحدث الذي هو أساس مانتكلم عنه...
وقبل ذلك الوباء  تفاعلنا مع بداية الحرب بنفس الشعور والخوف الذي ينتابنا في كل ماهو جديد ومن ثم اعتدنا على الحرب ومازلنا نتنفس بارودها إلى الآن ونسمع أحداثها لكن ليست بذلك الشعور السابق في بدايتها. 
يتضح أننا شعب لازال ببراءته يهتم بما هو ملحوظ، شعب نقي الجوهر، شعب كما عُرف مذ الأزل، شعب لم يتأثر مبادئه الإنسانية  جراء الأوضاع الصعيبة التي يعيشها، شعب متماسك المبادى رغم متاهات الواقع.