هل ينقرض العدانية عما قريب ؟

Sunday 28 June 2020 4:45 am
هل ينقرض العدانية عما قريب ؟
يمني سبورت:
----------
حينما اندلعت حركة كفاح مسلحة في العام 1963 ضد التواجد البريطاني في جنوب اليمن كانت مدينة عدن تشهد اوج ازدهار لها طوال ألف عام من تاريخها .
وفي العام 1955 تقول احصائيات مدنية ان المدينة سجلت اكبر رقم فيما يخص الكيانات السياسية والمدينة واصدارات الصحف والجمعيات والنوادي الفنية وبما بلغ أكثر من 1453 كيانا مدنيا وسياسيا .
ووصل الأمر ان المدينة شكلت فيها جميعات حقوقية لرعاية الحيوان الأمر الذي عكس وبجلاء واضح حجم الحضور الحضاري للمدينة وتنوعها .
وفي العام 1967 أعلنت بريطانيا رحيلها عن المدينة لتعلن بعد ذلك حركة ثورية استقلال البلاد واختيار مدينة عدن عاصمة لها .
ومنذ ذلك الحين بدأت متاعب السكان الاصليين الذين كانوا يحكمون المدينة بعيدا عن التدخلات السياسية للمناطق الاخر حتى ان مدينة عدن كانت دولة مستقلة بعيدا عن اتحاد الجنوب العربي الذي أشهر قبل اعلان استقلال جنوب اليمن باعوام .
ويبدو واضحا ان الإدارة البريطانية كانت أكثر الأطراف تفهما لتنوع وخصوصية المدينة وسكانها إلا ان هذه الخصوصية انتهكت على نطاق واسع وكبير خلال العقود اللاحقة .
ومنذ 1967 تحولت عدن إلى ساحة صراع سياسية كبيرة بين كافة الأطراف السياسية التي تناحرت على السلطة وصولا إلى كارثة 1986 .
وضربت هذه الاحداث العنيفة النسيج العدني في الصميم حيث غادر الآلاف من السكان إلى دول الخليج والهند واوربا .
واستقرت مئات العائلات العدنية هناك حتى اليوم.
وتواصلت لاحقا حالة التغيير الديمغرافية لمدينة عقب حرب صيف 1994 حينما سيطرت قوات تابعة للشمال يومها على المدينة .
وتواصلت حالة التغيير الديمغرافية للمدينة وبعد ان كان السكان الاصليون يمثلون مانسبته 90% من عدد السكان في السبعينات تراجع العدد إلى اقل من 60 % عقب حرب صيف 1994 .
وتواصلت الاحداث السياسية المختلفة ومع المتغيرات الأخيرة واندلاع الحرب في اليمن ونزوح قطاع كبير من سكان محافظات مختلفة إلى عدن بات السكان الاصليون لايمثلون مانسبته 30 % من السكان في المدينة التي شهدت تغييرا ديمغرافيا هو الاضخم لمدينة عربية خلال 50 عاما مضت.
ويتخوف كثيرون من ان تتحول مدينة عدن إلى اول مدينة عربية خالية من سكانها.
بعد 50 عاما على المتغير الأول انقرضت الكثير من المظاهر الحضارية العدنية لعل أبرزها التراث العدني الاصيل من اغاني ورقصات شعبية وحضور لكيانات مدنية عدنية واندية وفعاليات .
والى جانب ذلك دفعت المدينة وبسبب الصراعات السياسية والعسكرية ثمنا باهظا من تراثها الانساني الضخم الذي دمرته الحرب .
وامور كهذه في حال استمرارها يعني ان يقرأ الناس في عقود لاحقة وكتب تاريخ عتيقة قصة الانسان العدني الذي مر من مدينة وانقرض.
 
 
عن عدن الغد