البعض لا يطيق الحديث أو الاصغاء لغير ما يتوافق مع ما رسب في ذهنه ، أو تشكل في إدراكه كقناعة لا تقبل التبدل أو التغيير .
تحاول جاهدًا شحن أحدهم بأفكار إيجابية غايتها الانفتاح على الآخرين المختلفين سياسيًا ، فيصدمك بكونه لا يستوعب أو يقبل بأي فكرة جديدة غير مألوفة .
فمثلما قيل بأن العقل البشري يماثل مظلة الشمس أو المطر ، فالأثنان لا ينفع معهما الإغلاق بقدر ما يستوجبهما الانفتاح .
فالسياسة فيها من المرونة والواقعية وحتى السريالي ما يجعلها دائرة فسيحة من المكاسب والمصالح والصلات والغايات والمبادرات وحتى التنازلات والخسارة .
البعض يتعاطى مع الآخر المختلف بعدائية وكراهية وثأرية . وهذا الصنف ، وهم كُثر ، للأسف ، يتعاطى مع الآخر المختلف بحالة من العداء والممانعة السلبية ، تقول له : السياسة ليست وحامًا نسويًا كيما يتم المفاضلة بين ما نريده ونشتهيه ، وبين ما نكرهه ويسبب لنا الإعياء .
فما هو معلوم أن النساء المتوحمات ، فيهنَّ من تأكل التراب ، وأخريات لا يطقنَّ أزواجهنَّ أو طعامهنَّ أو بيوتهنَّ ، بل ومنهنَّ من تجد رغبة شديدة في طلب أشياء غريبة لا يستوعبها عقل انسان .
بينما السياسة فن وتكتيك ومرونة وإقناع وإبداع وبدائل وربح وخسران ورؤى وافكار وعلاقات وقدرات وخيارات ، فمن يتقن هذه الأشياء سيكون جديرًا بقيادة الناس إلى ما ينفعهم في خاتمة الأمر .
.
الخلاصة ، لا نريد التعاطي مع الاحداث بمنطق وحام النساء - اعتذاري الشديد لهذا التشبيه - وانما بمفاهيم سياسية قابلة باستيعاب واحتواء كل مستجد وطارىء ..
السياسي الحقيقي هو ذاك الذي لا يعجز عن مد جسور التواصل والحوار مع الآخرين ، كما وهو القادر على الاشتغال في مساقات متعددة وفي متلازمة من المسارات المختلفة والمتضادة في احايين .