وطنية ..!!

Wednesday 05 June 2019 5:12 pm
----------
- وهو يحدثني عن ضياع (الوطن) بين اهواء الساسة ومصالح بياعيه ، كان يشرح لي باهتمام بالغ معنى الوطنية والشرف والنزاهة والثبات ، وكيف أن يكون الشخص وطني هذا الزمان !! ، يخبرني بجد انه قد عانئ كثيرا ، عن ادواره الكبيرة !! ، تضحياته العظيمة !! مواقفه البطولية !! وكيف كان (ذكيا) في استغلاليته الفرصة التي اوصلته لمكانته الحالية في (دولته) التي هو فيها الآن ، بعد أن فر هاربا وترك الوطن منذ سنوات الحرب .. 
- مع زحام كلماته على مسمعي وتودج أعصاب وجهه ، وانفعاله وهو يشرح لي بحرص عن نفسه واحواله ، لاح في مخيلتي لبرهة حال (المواطن) المسكين في أرض (الوطن) ، ووضعه بين طحين أزمات الخدمات وضربات الأسعار و انهيار الاقتصاد والعملة ، بين عجين الأمن والأمان والقتل والاقتتال ، تأملت نفسية ذاك الغلبان وهو يبحث عن ما يمكن أن يرسم به إبتسامة (العيد) على وجه أطفاله ، براتبه (المعدوم) الذي لا يكاد يسد به حاجته اليومية من مأكل ومشرب ، تخيلته وهو يواري وجهه حرجا من بقالة حارته ، ومن محلات أخرى مجاورة بسبب ديونه المتراكمة . 
- لاحظ شروذ ذهني واوقفني .. تابع كلامه  يوصف لي (شقتيه) التي اشتراهما مؤخرا ، و فرشها الجديد الذي أخذه وكلفه الشيء الكثير ، لكنه على تعبيره يستحق ما دفع فيهما ، فالنوعية خارجية والماركات عالمية !! حتى أن كل (زملائة) الذين قد زاروه في سفراتهم المتعددة ، اخبروه انها فخمة وفاخرة  ، أخذ يتكلم بالتفصيل عن حياته هنا والاختلافات الموجودة ، عن وضع عائلته وأولاده الذين أدخلهم مدارس خاصة باللغات ، يؤمن لهم مستقبلهم بعد أن وضع لكل منهم مبلغا محترما برصيد جيد في البنك على حد قوله ، قال لي وهو يعدد امتيازات منصبة الجديد نظير "وطنيته" مثلما يرى : (بالرغم إني ولله الحمد أموري ماشية بس تعرف !! اشعر بالظلم ، لي زميل لا يقل عني !! عين في منصب يستلم أفضل مني بكثير !! لدرجة انه اشترى عمارة هنا - وأشار إلى المنطقة - وقام بتأجيرها على أبناء البلاد ، فيما أنا شقتين فقط !! ، حتى أن أولاده تحصلوا على منح دراسية في دول أخرى ، وقد وظف أبنائه وأقاربه الآخرين وزوجهم) .. يقول لي والزعل في عينيه  : (نحن نعاني ونتعب وغيرنا يحصلها بالراحة ، مافي تقدير لنا !! لكن يالله بنصبر على هذا الوطن ).. 
- أكمل كلامه الطويل والمنمق عن معاناة الوطنيين (أمثاله) وتضحياتهم والوطن ، ثم سألني عن وضعي هنا وعن سبب قدومي !! أجبته دون تردد  : أنا تمام ، تمام في خير والحمد لله أموري مستورة ، أي خدمات من عندي!؟ 
أجابني : ( الله يسلمك ، بالله عليكم لا تنسوا ذكرنا في الإعلام ، وتتحدثوا عنا وعن إنجازاتنا وادوارنا وتضحياتنا ، امدحونا خلو الناس تعرف اسمائنا .. !! 
- هززت راسي له ساخرا ومشيت !!