شاهد قصة من الواقع اليمني: ربة بيت عمرها 9 أعوام تعيش تحت أحد الجسور في صنعاء

Monday 30 November -1 12:00 am
شاهد قصة من الواقع اليمني: ربة بيت عمرها 9 أعوام تعيش تحت أحد الجسور في صنعاء
----------

قالت منظمة أساس للتوعية والتنمية الإنسانية، كم هو صعب أنتجد طفلتك التي لا يتجاوز عمرها الـ10 عاماً يتيمة بلا أم، وليس هذا فحسب بل أن تتحولهذه الطفلة إلى ربة البيت، التي يتوجب عليها أن تقوم بدور الأموتحمل مسؤولية بيت، وفوق هذا تقيم في الشارع.في جولتها للبحث عن عمالة الأطفال، إنسل إلى عدستها مشهد يوحي بكثير من علامات الاستفهام والوجع الطفولي... طفلةلا يتجاوز عمرها 10 أعوام، تقوم بدور ربة البيت، وتسكن تحت أحدالجسور في أمانة العاصمة، تعتني بإخوانها، وتقوم بدور أمها المتوفية.تحدثت الطفلة إلى منظمة أساس قائلة: إمي توفيت في الـــ 27 منشهر رمضان، براجع من مضاد الطيران في منطقة التحرير، وتركتنا وحيدين، ولأنه لا يوجد من يقوم بدورها، توليت أنا المسؤولية رغم صغر سني، لكني مجبرة على هذا، لكوني أكبر طفل في العائلة، ولذا كان لزاما عليا أن أقوم بدورها كربة بيت.تضيف الطفلة: أصحو باكراً كي أذهب لجلب الماء من إرتواز الماء، ثم أعود لتنظيف المكان الذي نقيم فيه تحت هذا الجسر- أي الجسر الواقع قرب منطقة شعوب على مقربة من المجلس المحلي، وبعدها أعد ما تيسر من الطعام لإخواني، وبعد الإفطار أقومبتنظيف ملابسهم ومساعدتهم على الإغتسال.وتنتهي الفترة الصباحية بعد كثير من العناء والعمل، ليأتي عمل فترة الظهيرة، وهذه الفترة تكون أكثر عملاً لكونها تتطلب مني الكثير، جلب كثير من الماء وغسل الأواني التي سأعد بها طعام الغداء، يليه غسلها بعد الإنتهاء من الطعام وكذلك تنظيف إخواني مرة أخرى، والمكان الذي نقيم فيه تحت هذا الجسر، وتساعدني في العمل اختي ذات الأربع سنوات.. ما زال الكلام للطفلة.وكما تشوفون –الكلام للطفلة، نحن نعيش في هذا المكان بدون حمام، ونقضي الحاجة بالعراء، وكثير ما أضطر للبحث في براميل القمامة عن بقايا طعام لي ولإخواني، لأن حالتنا صعبة للغاية وليس لنا مصدر دخل، ونحن لا نريد أن نتسول، لأن التسول يجلب المتاعب، ويسبب مشاكل كثيرة وقد أدفع الكثير من أجل الحصول على عطفوشفقة الأخرين، ونحن نازحين وليس معنا دورة مياه.هذه الطفلة – وفق ما نقلته منظمة أساس على لسان الطفلة، تقول إنها تحلم أن تجد نفسها يوم تحمل حقيبة فيها مناهج دراسية وأقلام، وتتوجه نحو المدرسة، كما تشاهد الأطفال الذين في سنها، لكن هذا الأمر مستحيل بالنسبة لها وهي في مثل هكذا وضع، صارت فيه أم وهي ما زالت طفلة تحتاج إلى حنان وعطف وعناية الأم، وهو ما حرمها منه القدر.تتنهد الطفلة وتواصل حديثها كل يوم أبكي حتى أشعر أني فقدت الرؤية، من شدة البكاء على فقدانأمي والمتاعب اليومية التي أقوم بها، وكلما أرى الأطفال ممن هم في سني يذهبون إلى المدرسة، أحزن كثيرا وأبكي بلا فائدة، كما أحزن وأبكي على إخواني كثيراً.وبلغة أبكت فريق عمل منظمة أساس، قالت الطفلة: لماذا قدري أن أعيش بلا أم، وأصير أم وربة بيت وأنا ما زلت طفلة، أحتاج إلى حنان وعطف وعناية وشفقة ونصح أمي وكذلك إخواني، فيما بقية الأطفال يعيشون مع أمهاتهم ونحن وحيدين لا أم لنا.تضيف: كلما أشاهد طفل يمشي مع أمه وهو يمسك يدها أحلم أن تكون أمي حية وأنا أسير معها وأقبض على يدها، لكن الموت أخذها علينا، وما عاد صار من الحلم فائدة، فهذا قدري أن أعيش وأنا طفلة معذبة بلا أم وأقوم بدورها لأني لا أحب أن يتبهذل إخواني وهم أصغر مني.الطفلة أصرت على عدم ذكر اسمها، ولأن الموضوع بحسب منظمة أساس لا يخص طفلة لوحدها، بل يختصر واقع لعدد كثير من الأطفال ممن هم في سنهذه الطفلة، فقد تحرت عنها، وعرفت أن والد هذه الطفلة رجل معدم وحالته بائسة للغاية، وزادت معاناته بعد وفاة زوجته أكثر، واسم والد الفتاة محمد علي حمود المسيبلي.وتقول منظمة أساس إن حلم الطفلة أن تعيش في كنف أمها، واقع يعكس حال كثير من الأطفال اليمنيين الذين وجدوا أنفسهم أيتام بلا أم أو أب، كما أن حلم الذهاب إلى المدرسة هو حلم يجسد واقع الأطفال المحرومين من التعليم، وهذا بحد ذاته يكشف عن واقع مأساوي يكتنف حياة أطفال اليمن، وهذا الواقع يزداد بؤساً في ظل الأوضاع الراهنة.