حجور.. تاريخ من انتصارات القبائل على المليشيات وانتقام وحشي للحوثي وخذلان مستمر للشرعية

Monday 18 February 2019 6:04 am
حجور.. تاريخ من انتصارات القبائل على المليشيات وانتقام وحشي للحوثي وخذلان مستمر للشرعية
----------

منذ ٨ سنوات مضت شنت ميليشيات الحوثي الارهابية حربا غاشمة على ابناء حجور شمال محافظة حجة، لاتزال آثارها على الارض حتى اللحظة، كما ان الحوثيين لم ينسوا هزيمتهم النكراء على ايدي القبائل حينها تحديدا خلال عامي ٢٠١١/٢٠١٢م، وذلك ضمن مشروع انقلابهم على الدولة.

حرب الميليشيات على ابناء حجور التي دارت رحاها في منطقة عاهم التابعة لمديرية كشر شواهدها لاتزال حية، حيث آلاف الالغام المزروعة من الحوثيين وما خلفته من آثار على الاطفال والنساء والمواشي، الى جانب التهجير لمئآت الاسر، وغيرها من الجرائم.

"يمن الغد" تستعرض في هذا التقرير جانبا من تلك الجرائم الحوثية وما خلفته من دمار للأرض والانسان في عاهم، للتذكير بما تحمله الميليشيات من حقد دفين على ابناء حجور والتي كانت سببا رئيسيا في انتفاضة قبائل وأبناء حجور.

 

حرب انتقامية

لم تكن الميليشيات حين خاضت حربها مع حجور قبل ٨ سنوات قد تمكنت من السيطرة على مقدرات الدولة واسلحتها وامكاناتها المادية و البشرية، وإنما كانت تمتلك من العتاد والسلاح الذي استولت عليه في صعدة من معسكرات الدولة، والذي وجهته صوب ابناء حجور، الا انها منية بهزيمة لم تكن تتوقعها من قبل القبائل الذين تركتهم السلطات المحلية والمركزية حينها يواجهون مصيرهم وقد كان النصر حليفهم.

الحوثيون لم ينسوا ما حل بهم في "عاهم" من انتكاسة، لتوجه عناصرها اليوم بعد ان استولت على مقدرات الدولة واسلحتها وصارت السلطة في يدها، لتعود الى المنطقة للانتقام من ابنائها، غير انها لم تحقق اي شيء من اهدافها، بل على عكس ما كانت تتوقع فقد كبدها قبائل حجور الاشاوس خسائر باهضة في الارواح والعتاد في أقل من شهر منذ بدأت حربها مؤخرا.

 

عاهم.. منطقة منكوبة

أعلن فريق حقوقي من المحامين بمحافظة حجة عن منطقة عاهم بأنها "منكوبة" وذلك لبشاعة ما تعرض له ابنائها من انتهاكات من قبل ميليشيات الحوثي الارهابية تنوعت ما بين قتل وتهجير وزراعة للالغام وتدمير لسوقهم التجاري وغيرها.

التقرير الذي صدر عقب توقف الحرب نهاية ٢٠١٢م، تضمن احصائيات عن حجم الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات، والتي امتدت آثارها حتى اليوم.

 

جرائم ضد الانسانية

وثق تقرير المحامين آلاف الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات بحق ابناء حجور، ما بين قتل واصابات وتهجير وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية، لم تلتفت اليها الدولة حينها رغم النداءات المتكررة.

وسجل التقرير ارتكاب الحوثيون لأكثر من٥٠٠ جريمة قتل لمواطنين بينهم اطفال ونساء، فيما اضطر قرابة ٤٠ ألف مواطن للنزوح الى المجهول بالقوة.

 

نزوح بلا عودة

نازحوا عاهم في حجور البالغ عددهم أكثر من ٤٠ ألف مواطن، لازال معظمهم يعاني قسوة النزوح والتشرد حتى اليوم نتيجة زراعة الميليشيات لآلاف الالغام وسط قراهم ومساكنهم، وسبق ان حاول البعض منهم الرجوع الى منزله بعد ان توقفت الحرب الا انهم تعرضوا لانفجار الالغام، ما جعل البقية يعيشون بين الخوف من الموت بالألغام وقسوة التشرد والحرمان.

 

تدمير أكبر سوق

يعتبر سوق عاهم أكبر سوق تجاري على مستوى محافظة حجة بشكل عام، حيث كان يتمتع بحركة تجارية كبيرة، غير ان الحوثيين عمدوا الى تدميره بالكامل، واحالته الى ركام.

وقد سجل المحامون في تقريرهم تدمير الميليشيات ل ١٧٧ محلا تجاريا في عاهم، علاوة على ما خلفته من خسائر في ممتلكات التجار التي تقدر بمئات الملايين، بالإضافة الى ان ذلك كان له تبعات عديدة على المواطنين ابتداء بإفقار التجار، واحالة المئات من العاملين في السوق الى البطالة وغيرها من التبعات نتيجة هذه الحرب العبثية للحوثيين.

 

الغام بالآلاف

وبحسب التقرير فقد قدرت الالغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات في عاهم بحوالي (3000) لغم، فيما بلغ عدد القذائف المتفجرة (  6000) قذيفة، مخلفة عشرات الوفيات معظمهم من الاطفال والنساء، كما تسببت في اعاقة ما يزيد عن ٣٠ مواطنا آخرين.

 

تدمير للمنازل والبنية التحتية

وسجل التقرير الذي يدعمه واقع المنطقة قرابة ٢٥٠ حالة تدمير للمنازل ومدارس ومرافق صحية، وآبار، الى جانب اتلاف مئات المزارع.

في صورة تعكس الهدف الاجرامي والسلوك الارهابي الذي تنتهجه ميليشيات الحوثي بحق اليمنيين عامة وابناء حجور على وجه الخصوص، لتبقى جرائمها في عاهم التابعة لحجور شاهدا على اجرام الحوثيين الذي فاق كل جماعات الارهاب.

 

توصيات لم تجد التنفيذ

ورغم ان تقرير المحامين الحقوقي تضمن جملة من التوصيات والمناشدات للجهات الرسمية والمجتمعية والمنظمات الدولية، لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم بحق ابناء حجور، الا ان تلك التوصيات والنداءات لم تجد طريقها للتنفيذ، وظلت معالمها حتى الان تجدد النداء للنظر في تأريخ الميليشيات الاجرامي وحاضرها الأكثر إجراما.

وها هي الحرب البشعة تتجدد ضد ابناء حجور، من قبل الميليشيات الحوثية التي تمادت ولا تزال تتمادى في انتهاكاتها ضد اليمنيين عامة، نتيجة التساهل في محاسبتها على جرائمها السابقة.. الامر الذي يتطلب الوقوف بحزم ازاء جرائمها من قبل الشرعية والمجتمع الدولي وتقديم مرتكبيها للجنايات الدولية إنصافا للمظلومين وحتى ينالوا جزائهم العادل.

 

نهاية الانقلاب

ونختتم التقرير برسالة لعضو مجلس النواب/ شوقي القاضي، وجهها الاحد على صفحته بالفيسبوك لقيادة الشرعية والتحالف العربي وقال "قبائل اليمن عينُها على حجور، فإن انتصرَت برجالها وإسنادكم جوَّاً وبَرَّاً، عسكرياً وإغاثياً - وقبل ذلك وبعده بعون الله - فستنفجر كافة القبائل في وجه مليشيا الانقلاب السُّلاليَّة، كبُرْكانٍ لا يقف أمامه شيء" .

وأضاف "ربما تكون نهاية هذا الانقلاب المشؤوم"، محذرا من خذلان حجور، قائلا "وفي حال خُذِلَتْ منكم ـ لا سمحَ الله ـ فلن تقومَ لها ولقبائل اليمن قائمة، في الأجل المنظور".