اهتزت على وقعها اليمن :

قصة شاب زار عدن لاستخراج وثيقة سفر فكانت رحلته الأخيرة ..حين تقتلك مدينتك الأم

Monday 30 November -1 12:00 am
قصة شاب زار عدن لاستخراج وثيقة سفر فكانت رحلته الأخيرة ..حين تقتلك مدينتك الأم
----------
تقرير:عبداللطيف سالمين.
قبيل غروب شمس الجمعة كان الشاب محمد علي الاقليمي- او "العدني"- كما يعرف بين اصدقائه الذين كانوا برفقته في رحلته الى عدن التي وصل اليها قبل ايام على متن سيارته التي يستمتع بقيادتها في شوارع المدينة. 
وصل محمد عدن بعد اسابيع من زواجه. المدينة التي ولد بها قبل ان يكمل حياته هو واسرته في مدينة صنعاء.
وبالرغم من ان حياته اكتنفتها مدينة اخرى الا ان الحياة لم تغادره الا حين اتى اليها. 
لم يكن محمد يعلم ان رحلته الى عدن لاستخراج وثيقة جواز سفر ستكون الرحلة الاخيرة له في الحياة.
وبحسب روايات اصدقائه  فأن محمد تعرض للخطف بالقرب من مطار عدن الدولي من قبل مسلحين على متن طقم يرتدون اللبس المدني..
وقالوا إن الخاطفين أجبروهم على الارتجال من السيارة التي كان يقودها الضحية .
قبل ان يطلق المسلحين الاعيرة النارية وتصيب احداها ساق الضحية. ثم اقتياده حينها. ولم يعلموا مصيره الا في ساعات متاخرة من الليال حين تم الاعلان عن العثور على جثة مكبلة عليها آثار تعذيب، وسرعان ما تبادر إلى ذهن الأهالي وعائلة واصدقاء المختطف أن الضحية هو الشاب الوسيم محمد، وهو ما كان وقعه كالصاعقة على جميع سكان مدينتي عدن وصنعاء.
وتظهر الصورة التي نشرت على الإنترنت وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعي تمثيلا بشعا بالجثة، وآثار جرح في القدم تنزف منها الدماء.
ونفى اصدقاء الضحية الاخبار التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص اخد الجماعة المسلحة لسيارة الضحية.
ومن جهتها طالبت والدة الضحية  الاجهزة الامنية في مدينة عدن  بالتحرك الجاد والحقيقي لضبط المتهمين وتقديمهم للعدالة في اقرب وقت.
ذكرياته تملئ ذاكرتي.
بمشاعر الصداقة الجياشة الممزوجة بألم الفقد يستذكر احد اصدقاء الضحية الايام الاخيرة التي جمعهم فيها العهد بالسؤال عن بعضهم مهما فرقت بينهم الغربة.
وذكر صديق الضحية قيامه بتوجيه النصح لصديقه بالعدول فكرة الذهاب الى عدن لاستخراج وثيقة الجواز خاصة لاسيما انه لا يزال عريس وعدن ليست أمنة ووعده حينها بعدم السفر وهو مالم يحدث.
ويبدي صديق الضحية قهره واستغرابه من حجم التنكيل الذي تعرض له صديقه من قبل المجرمين الذين اقتادوه بالقوة الى مكان مجهول وتهشيم وجه صديقه ويتسائل عن سبب القيام بذلك كون صديقه لايستحق الموت او القتل بهذه الطريقة الشنيعة. 
ويتسائل. لماذا يتم تعذيب ورمي الاقليمي وهو لايعادي احد حتى من يكرههم.
ولايمتلك اي عداوات في هذه الحياة..
الصديق المكلوم يقول بلسان يثقله الحزن إن "محمد كله ذكرى. ولا يستطيع ان يلحق أسم محمد بصفة بالترحم .كونه اضعف من ان يحتمل خبر موته فذكريات صديقه تملئ ذاكرته. مضيفا ان محمد هو من كان يزرع الحياة في صدور اصدقائه ويرويها بقصصه وحكايته. بالرغم من قساوة الحياة معه.. وعندما ابدت له القليل من ابتسامتها وتزوج من يحب قتلوه بدم بارد دون ذنوب سوى انه يمني.
واصفا مقتله بأنه كانتزاع جزء من كبده لن يعوضه أي شيء، لكنه لا يجد عبارات مناسبة يصف بها الجريمة التي ألمت بصديقه مكتفيا بالقول في رثاء صديقه:
إنا ياصديقي اضعف من هذا الحزن.. انا موجوع وبداخلي الكثير من الألم بل كل الألم في هذا العالم يسكنني..
قتلوك يا صديقي بدم بارد ورموا بك في الشارع فأنت يمني ولا حارس لك ولا قيمة لك ولا قيمة لدمك وروحك .
الله ما أقسى الموت يا اقليمي يقطف دائما أفضل الزهرات ويترك لنا الشوك نمشي عليها بقلوبنا.
  الإدانة الواسعة لجريمة الخطف والقتل
وطالب ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي باعتقال الجناة بأسرع وقت دون مماطلة وإيقاع أشد العقوبات بهم، والعمل على لجم المجرمين واعتداءاتهم.
من جهته يعلق الاعلامي ياسر اليافعي على حادثة الخطف والقتل بالقول:
بما ان حوادث الاختطاف تكررت وتحدث حتى في جولة الغزل والنسيج في قلب الشيخ والمنصورة وفي وضح النهار .فاننا نطالب الاجهزة الأمنية بنشر دوريات في كافة الجولات ومداخل عدن بالاضافة الى الزام اصحاب المحلات بوضع كيمرات مراقبة في محلاتهم ان كانت الداخلية لا تسطيع عمل الكيمرات في الجولات والشوارع الرئيسية
واستنكر اليافعي الجريمة وقال:نطالب الاجهزة الأمنية بسرعة التحرك والتحقيق في ملابساتها والقبض على القتلة .
فيما كانت ردة فعل الاعلامية تسهيد عاصم حاد اللهجة لتهاجم في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، كلا من وزير الداخلية ومدير امن عدن واقسام الشرطة وكل القوى العسكرية والامنية في عدن وجميع من اختارو الاشخاص في هذه المناصب الادارية. 
معتبرة ان المال الذي يتقاضاه هؤلاء لا يستحقوا الحصول عليه كونهم جعلوا من مدينة عدن غابة قتل واغتيال واغتصاب وخطف وسرقات.
 بروز المناطقية والعنصرية .
ومنذ العثور على جثة الاقليمي ثلاثة تزايدت بشكل ملحوظ حدة التحريض بين الشمالين والجنوبين والدعوات المناطقية والعنصرية من خلال شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، شارك فيها ناشطون من مختلف المحافظات رغم عدم إلاعلان عن الجهة التي تتحمل مسؤولية الجريمة.
ومن جهته يستنكر الاعلامي اكرم الحريري المحاولات لتبرير الجريمة والمناطقية المقيتة على حد وصفه.
مستغربا من اختلاف المتابعين لقضية مقتل الشاب محمد القادم من صنعاء لزيارة عدن 
عن تحديد أصوله هل هو من صنعاء أو أنه من أصول هندية عاش في عدن ثم انتقل إلى صنعاء وجاء بعدها لزيارة عدن. 
ويضيف الحريري ان تلك المبررات مستفزة .!
فطريقة القتل ورمي الجثة في أحد شوارع الممدارة تشمئز لها الأبدان وتستنكرها جميع الأديان. 
ومهما يكون جنسه أوأصله فهو أولا وأخيرا إنسان.
ومن جهتها قالت الشابة عبير شبيل عن القتلة : إنهم يفلحون في جعل عدن مدينة الموت.
وتضيف شبيل انها اثناء قيامها بتصفح موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تفاجئت بالخبر الذي فيه مقتل الأقليمي وكلا يصفه بلقب يضفي عليه انتماءه لمنطقة محددة سواء الضالع او الجحافل او عدن.
وتعلق شبيل: ان الضحية .شاب عدني عاش كل حياته في مدينة صنعاء والجريمة حدثت في حاضنة نسبه "عدن".
وتستطرد شبيل: الحزن اغرق جميعنا سواء من تبلغ معرفتهم به حدود الفيس بوك مثلها او اولائك الذين الذين يعرفونه معرفة شخصية .
وتترحم صهيب على الضحية وتستطرد:
هناك أصدقاء لم يكتفوا بالترحم عليه.. إنما بعد كل ترحم الحقو بسب وشتم لأبناء الجنوب على أساس القتيل بحد تعبيرهم شمالي!
وتصف شبيل الالم الذي اعتصر قلبها بالالم المتضاعف على ماهو عليه حزنا على مقتل محمد. وما ضاعف الالم الا وجود العبارات العنصرية التي صادفتها اثناء قرائتها للمنشورات التي يذكر فيها الاشخاص أن المتقطعين من الحزام الأمني او القيادات الابينية في الحزام والامن حيث ان اغلب قياداتها من الضالع وقول البعض أبناء الجنوب متعطشين للدم وأنهم يتشفوا في قتل الشماليين والشتم والقذف في ابناء عدن ووصفهم بالانفصالين الذين يكرهوا الشمال وابنائها!
وتسترسل شبيل:
كنت اقرأ وابكي ولا اريد مواجهة احد بالحديث.. 
صديقي قتل في مدينته، وهذا ابدا ليس وقت الكلام الذي يرددوه. 
هولاء اللذين نسوا ماسببه لحقد اللي يروه من الجنوب..نسوا من حلل دمائنا في 94 او الجرائم والخطف التي تعرض لها أبناء الجنوب في الشمال على مدار 45سنه.
وتقدم شبيل دعوتها لكل من يتحدث بالعنصرية ان يأتي للجنوب ويعيش فيه ويرى منازلهم.. منازل اهل البيضاء وابين ..وان استطاعو فليحصوا عدد الشهداء في كل منزل.
ان يأتوا ليلمحوا القلق الذي يستوطن عيون المواطنين اثناء سيرهم في الشارع والخوف من الخطف والقتل دون سبب.
وتختتم شبيل حديثها مصرحة بمظلومية الشعب في حكم صالح و شرذمة التحالف داعية الجميع وقف القذف والتحقير والعنصرية. حيث ترى ان لا احد يحسب عليهم  من قيادات الظلم والقهر على حد تعبيرها كون تلك العصابات نشأت في قصور الشمال ولا يحسب عليهم من استخدموا منابرهم لتعبئة العقول على اخوة الدم.
 عدن الغد