غريفيت يعلن تحوثه في افادته الرسمية امام مجلس الأمن الدولي ؟!

Thursday 21 February 2019 5:24 am
غريفيت يعلن تحوثه في افادته الرسمية امام مجلس الأمن الدولي ؟!
- متابعات:
----------
لم تختلف إفادة المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفيث لمجلس الأمن، ليل أمس، عن ما أورده محمد علي الحوثي قبله بيوم على تويتر، فقد كان طَرحُ الاثنين موحداً إلى درجة تجعل المبعوث غريفيث يبدو وكأنه قيادي حوثي أكثر منه مبعوثاً أميناً يعمل بحياد ومسؤولية.
اتفاق حوثي بريطاني على نسف اتفاق السويد ووضع نسخة مشوهة من الاتفاق على الطاولة بعد أن أفرغ من محتواه الأساسي وتجزئته، والسعي إلى شرعنة هذه النسخة من خلال إخراجه عبر مجلس الأمن والأمم المتحدة بشكل عام.
تحدث غريفيث عن اتفاق الطرفين حول المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار، وقبله قال محمد الحوثي ومحمد فليته ذات المحتوى، واستعجل ثلاثتهم التنفيذ على الأرض لعملية انسحاب من مينائي الصليف ورأس عيسى وتراجع القوات المشتركة كيلو متر واحد إلى ما بعد المطاحن.
وبعد أن كان ميناء الحديدة هو محور التحرك الدولي لوقف عملية تحرير الحديدة، تحول ميناء الحديدة إلى هدف ثانوي ضمن محاور المرحلة الثانية من خطة الانتشار التي يهندس تفاصيلها الجنرال لوليسغارد.
 
ويهدف هذا الابتسار لاتفاق السويد فقط إلى إفراغ مخازن المطاحن من الحبوب ونقله إلى خارج الحديدة، رغم أن الفريق الحكومي ومن خلال رئيس الفريق اللواء صغير بن عزيز أعلن استعداده تسهيل عملية نقل الغذاء وفتح ممرات على الطريق الساحلي.
وفي حال النظر إلى الخطوة الأولى التي يريد المبعوث تمريرها فهي تعني تراجع القوات المشتركة كيلو واحد من مواقعها من اتجاه كيلو 16، وفي المقابل بقاء المليشيات في مواقعها، واستبدال انسحابها بتراجع من مينائي الصليف ورأس عيسى 5 كم، وهذا الانسحاب ليس له أية قيمة عسكرية؛ لأن المليشيات تنسحب إلى مناطق خاضعة لسيطرتها.
وما يدعو للسخرية أن بريطانيا سارعت إلى التهليل ابتهاجاً بالاتفاق، رغم أن مضمونه لا يعدو عن كونه مغالطة كبيرة في داخلها جزئية بسيطة تتعلق بإفراغ مخازن القمح في المطاحن، ومع ذلك ظهر وزير خارجية لندن والمتحدث باسم الخارجية والمبعوث الدولي البريطاني يتحدثون عن انجاز مهم في مسار إحلال السلام في اليمن.
اشتمل اتفاق السويد على ثلاث ملفات: أولها الحديدة كمحور رئيسي، وقضية الأسرى، وثالثها قضية تعز.. غير أن المسار الحالي الذي تتحرك فيه لندن جعل ملف الحديدة أجزاء مشتتة من أجل الغرق في تفاصيل صغيرة لإضاعة القضية الرئيسية.
تعمل بريطانيا ومواطنها غريفيث على نسج مؤامرة خطيرة ستكرس في حال تم فرضها واقعاً جديداً في الحديدة يقوم على شرعنة الوجود الحوثي كمكون تهامي أصيل وليس غزواً مليشاوياً لخدمة مصالح طهران وتثبيت حضورها على البحر الأحمر من الداخل اليمني.
المبعوث الأممي يعيد إلى الأذهان وعد بلفور الذي مهّد لاحتلال إسرائيلي لأرض عربية من خلال التمهيد لاحتلال فارسي لأرض يمنية وبإطار وغطاء من الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ويقول بلفور الجديد أمام مجلس الأمن، إنني أدعو الطرفين إلى البدء الفوري في تطبيق الاتفاق بدون مزيد من التأخير، والاتفاق على تفاصيل المرحلة الثانية من إعادة الانتشار، حيث يوجد بمطاحن البحر الأحمر إمدادات غذائية تكفي لإطعام ملايين اليمنيين، إلا أن الوضع الأمني يحول دون الوصول إليها.
الاستعجال والضغط البريطاني لتنفيذ ما ذهب إليه غريفيث باعتباره مرحلة أولى من خطة إعادة الانتشار هدفه منع أي تحركات دولية أو محلية لإعادة النظر في هذه الخطوة التي لا تعدو عن كونها سوى قفزة في الظلام.
مواجهة التآمر البريطاني على اليمن من خلال ملف الحديدة والدعم الواضح للمليشيات الحوثية الإيرانية أضحت واجباً وطنياً على كل مكونات وشرائح المجتمع اليمني وليس فقط الفريق الحكومي أو القوات المشتركة.