[caption id="attachment_26303" align="alignleft" width="91"]
كتب/ شكري حسين لأننا في بلدٍ يتعاطى الغرائب ويغوص في بحر العجائب، فلا ضير أن تقوم مؤسسة إعلانية أو وزارة معنية بممارسة الزيف والتجهيل دون حمرة خجل واحدة تحت يافطة " دعم الحوار" وحب الوطن كما حصل مؤخرا ً أثناء استضافة بلادنا للبطولة المسماة " البطولة العربية العالمية للملاكمة للمحترفين". ولأننا "شعب" ينقاد بعواطفه ،ويسير دون وعي خلف مشاعره، ويشرب حد "الثمالة" الفوضى والعشوائية في كل أموره ،فلا عجب أن يهلل مشجعون ويرقص آخرون ،ويضرب متمصلحون دفوف ما يسمونه انتصارا لليمن وأمنه، وينصب مترزقون خيام الفرحة حيال بطولة ليس لها في أركان المعنى وأساس المبنى غير قضم ملايين الريالات ،دعما للحوار، وفي الأساس مزايدات ومغالطات في وضح النهار. منذ فترة ونحن نقرأ : " الوزير التقى، الوزير وجه ، الوزير يحث ، الوزير يدعو، الوزير يتفقد، وصولا إلى مقر الحكومة والرئاسة وإعلان حالة الطوارئ في البلاد استعدادا للحدث الأكبر وسط تنافس القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة لنقل البطولة "الأبرز" كما يدعون قبل أن نكتشف أننا أمام بطولة لا يتعدى وقتها "3" ساعات فقط مصحوبة بقرع الطاسة وشعارات بالروح بالدم نفديك يا يمن ". تساءلت وبمرارة : هل نحن إلى هذه الدرجة من السذاجة بحيث تنطلي علينا مثل هذه المغالطات، وهل تملكنا الغباء لدرجة أننا نصدق كل من يردد "لبيك يا وطن" !! ، وهل يعقل أن يتم التلاعب بألفاظ الكلام والمعاني إلى درجة أن تتحول البطولة من "بطولة ملاكمة" إلى بطولة "للبوكسينج" ومن ثم إعلان الفرحة على انتصارات معنوية وحسية ليس لها مكان إلا في عقول بائعي الذمم ومروجي الزيف وكله باسمك يا وطن. لم أجد نقطة التقاء واحدة بين الشعار الذي أقيمت لأجله البطولة" دعم الحوار" "ومنافسة" تحمل في طياتها العنف والضرب تحت وفوق الحزام إلا في حالة أن وزارة الشباب والرياضة أرادت بذلك توجيه رسائل ضمنية للمتحاورين باستخدام العنف والرفس لحل المشاكل العالقة بدلا عن لغة التفاهم والتوافق التي ينبغي أن تكون حاضرة في مثل هكذا جلسات. كم كان رائعا لو أن وزارة الشباب والرياضة وهي تملأ الدنيا ضجيجاً ببطولة هلامية وتصرف عشرات الملايين أن لم تكن مئات ، قامت بتنفيذ ملاحظات اللجنة المنبثقة من الإتحاد الأسيوي والدولي على ملعب الفقيد المريسي الواقع تحت مسئوليتها المباشرة على طريق رفع الحظر على ملاعبنا وصرف ولو جزء بسيط مما تم صرفه ، لتحفظ لليمن أسمها وللرياضة اليمنية رسمها ، بدلا عن هذا "الهراء" المسمى ظاهراً بطولة الملاكمة للمحترفين، وباطنا بطولة لقضم الملايين.. ولك الله يا يمن !!