يمني سبورت

2025-06-30 00:00:00

المعاوز.. من لباس للفقراء إلى صناعة تَدُر الملايين!

أخبار محلية
0000-00-00 00:00:00

يُعد اليمن الموطن الأعرق للكثير من الصناعات الحرفية المتميزة التي حافظت على مكانتها وشُهرتها وطابعها التقليدي واستطاعت الجمع بين الهوية والتراث والموضة في آن، ما أهل تلك الصناعات للولوج بقوة إلى دائرة المنافسة بل وتحقيق الريادة.
 
بين تلك الصناعات "حياكة المعاوز"، تلك الحرفة اليدوية التي تُمارس بأدوات تقليدية وتلقى رواجًا هائلًا جعل من "المعوز" الزي الأوسع انتشارًا باليمن، دون التقيد بفئة عمرية محددة، فتفاصيله الدقيقة وانسجام أشكال زخارفه ونقوشه المتقنة وزهاء وتناغم ألوان خيوطه حصدت بسهولة أنظار مختلف شرائح المجتمع نحوه، اليمن العربي يستعرض معكم القصة الكاملة لحياكة المعاوز، الذي يتجاوز مُستخدميه نسبة 85% من المجتمع اليمني.
 
و"المعوز" هو ذلك الملبوس المُتقن الذي يلفه الرجل على الجزء الأسفل لجسمه من الخصر إلى ما بين القدم والركبة، وتعود تسمية "معاوز" إلى كونه الثوب الخلق الذي لا يتبدل لأنه لباس المعوزين "الفقراء"، وتُصنف "المعاوز" بشكل عام إلى ثلاثة أنواع منها الصافي أو "السادة" باللهجة الشعبية ويكون بلون واحد و"القدا" يكون بلونين والثالث النقشة وهو ينسج بلون واحد أو أكثر لكنه سميك وتدخل فيه النقشات التي تكون إما بلون واحد أو أكثر حيث تُطرز المعاوز وتطعم بزخارف ورسومات ملونة تجعل منها لوحة تشكيلية غاية في الجمال، أما عن حياكته فهي من الصناعات النسيجية التي تمارس بالوسائل التقليدية كمهنة أصيلة حافظت على مكانتها من الاندثار أمام طغيان المكينة في رسالة لثبات الموروثات الشعبية الدالة على العراقة والتميز لدى الشارع اليمني.
 
وتكشف الرسومات والتماثيل الأثرية للحضارات اليمنية القديمة أن "المعوز" يمثل صورة نمطية للزي الذي ارتداه الإنسان اليمني القديم وحافظ على مكانته عبر التاريخ، وبمرور تلك الحقب الزمنية نشر اليمنيين هذا الزي إلى أصقاع العالم خصوصًا قارة إفريقيا وشرق آسيا سواء عن طريق الهجرات اليمنية التاريخية أو عبر التجارة الملاحية وموقع اليمن التجاري الذي تمر إليه طريق القوافل.
 
فتذكر عدد من المصادر المتخصصة بالأزياء اليمنية أن "المعوز" لم يكن سابقًا كما هو عليه الآن حيث كان في الماضي ينسج كقطعة قماش عادية بدون زخارف أو نقوش وكان يطلق عليه "مقطب" حيث لا يزال يحتفظ بهذا الاسم حتى الوقت الحالي منذ حقب التاريخ القديم.
 
والحياكة صناعة شعبية تقليدية قديمة تداولها كثير من أبناء اليمن والجزيرة العربية فكان الإنسان اليمني القديم يحيك الحبال من أشعار الحيوانات وأوبارها ومن القطن وتشمل عملية الحياكة التي مارسها الأجداد وتوارثها الآباء حياكة المقاطب واللحف والمعاجر"المحاش"، التي تُلف حول الخصر كالحزام، والمقارم النسائية، حيث كانت عبارة عن قماش أبيض ينسج من خيوط قطنية تُغزل محليًا وينقع المنسوج في صباغ يدعى النيلة، وتذكر كُتب السيرة الكثير عن البُرد اليمنية التي اشتهرت قديمًا لتفردها بخصائص لا توجد في مثيلاتها من المنسوجات.
 
وفي الماضي ظهرت عملية الصباغة كحرفة أخرى ترتبط بالحياكة إلا أنها كانت تُمارس بشكل بدائي وبطرق تقليدية إلا أنها اندثرت خلال المراحل السابقة بسبب توفر الخيط الملون حيث كان المَهرة يقومون بعملية الصباغة مستخدمين لحاء الأشجار كالثعب للحصول على صبغة صفراء وقشور الرمان والحوير إلى جانب مواد أخرى تسمى كما كانت عليه بالنيلة "زورقي، حضرمي، جنداوي" حيث توضع على المنسوج وتدق بعناية لإظهار المنسوج بألوان زاهية وغالبا ما يكون اللون الأسود أشهرها.
 
كما تأثرت آلة الحياكة كثيرًا بالتطور فكانت بدايتها مجموعة من القطع الخشبية ثم أصبحت بحجم أكبر يتطلب تركيبها وجود مكان متسع وفي دور أرضي إذ تحتاج إلى حفرة في الأرض بعمق 60سم تثبت فيها الزناجر"الدعسات" ويجلس الحائك على حافتها ويمد إلى الحفرة رجليه لتحريك الزناجر"الدعسات" وممارسة عملية النسج، غير أن تلك الآلات غير قادرة على إدخال النقشات والزخارف على المنسوج فهي تنتج قماش عادي "سادة" يطلق عليه مقطب وذلك بسبب قلة عدد "المواجح" حيث كانت للآلة القديمة موجحين فقط، وكان لذلك الحجم الكبير إسهامًا في إنتاج المقطب كقطعة كاملة على عكس الآلة الحديثة التي ينتج خلالها المعوز على مرحلتين في كل مرحلة قطعة طولية تسمى "شقة" تلصقان ببعض بآله تطريز خاصة.
 
لم تتوقف عملية تطور صناعة المعاوز عند هذا الحد، بل تابعت طريقها بشكل مُذهل سنُتابعه في "اليمن العربي" بالتفاصيل.. فاتبعونا.
المعاوز.. من لباس للفقراء إلى صناعة  تَدُر الملايين!
المعاوز.. من لباس للفقراء إلى صناعة  تَدُر الملايين!
المعاوز.. من لباس للفقراء إلى صناعة  تَدُر الملايين!
المعاوز.. من لباس للفقراء إلى صناعة  تَدُر الملايين!
المعاوز.. من لباس للفقراء إلى صناعة  تَدُر الملايين!
المعاوز.. من لباس للفقراء إلى صناعة  تَدُر الملايين!
 

https://yemenisport.com/news/654067
You for Information technology