يمني سبورت

وجود ثنائي مثل الإسباني بيب جوارديولا، والبرتغالي جوزيه مورينيو في بطولة واحدة، شيء سيجبر الكثيرين على متابعتها من دون أي ملل أو كلل.

موسم شيق في الدوري الإنجليزي ينتظره الكثيرون من محبي كرة القدم بعد عودة المنافسة الشهيرة بين المدربين الكبيرين، الورق والأقلام جاهزة لتدوين التفاصيل الصغيرة، والكاميرات في انتظار سرقة تجاعيد وجوههما، والجميع على أتم الاستعداد لسماع أسئلة بيب وإيجابات مورينيو والعكس صحيح.

مدرستان مختلفتان من المنتظر أن يقدما الإمتاع والإبداع مع قطبي مانشستر في الموسم الجديد، بيب الهجومي المنظم، ومورينيو الدفاعي المنظم، الإسباني الفيلسوف، والبرتغالي الواقعي، ملك تولى مهمة تدريب قطب مدينة مانشستر الأحمر، وآخر تولى تدريب قطبها السماوي، وفي نهاية الموسم يجب أن يكون للمدينة لون واحد فقط.

وبعودة قليلة إلى الخلف، تبرز مقولة مهمة للغاية قالها بيب في كتاب الصحفي الإسباني الشهير جيليم بالايج وذلك عن الصراع بينه وبين مورينيو: "مقابلاتي الكروية مع مورينيو تشبه مباريات خروج المغلوب في كرة السلة الأمريكية، حينما تقوم بشيء، هم يردوا عليك بطريقة، تقوم أنت بتغيير اتجاهك وعمل شيء آخر، التخمين، الإعداد الجيد، التغيير، الابتكار، تدمير الألغاز التي تجعلك تحل المباريات، كلها أمور تجعلك تشعر بالمتعة، هي الأشياء التي تجعل تلك المباريات لها مذاق مختلف".

بداية مع بيب جوارديولا ومانشستر سيتي، والذي لن يختلف أسلوبه كثيرًا عما كان في بايرن ميونيخ وبرشلونة، على الورق سيدخل الإسباني الأصلع بنهجه الشهير المكون من رباعي خلفي وثلاثي في الوسط ومثلهم في الأمام أي 4-3-3، لكن هل يكتفي بيب بخطته الورقية التي يستهل بها اللقاء أم سيجعلها تتغير مع مجريات الأمور ومع سير اللقاء؟

خلال متابعة بيب مؤخرًا شاهدنا أن هناك حالة من التأثر التي يستقبلها أثناء سير اللقاء وهي العادية مثل إصابة لاعب أو اكتشافه لمركز يعد بمثابة نقط الضعف لدى منافسه، هنا يجري بيب بعض التحويلات التكتيكية التي تتميز في تغيير مهمات الأظهرة وجعلهما وهميين بتحركاتهما للأمام، فيكون الشكل في الخلف غريبًا بعض الشيء بتواجد قلبي الدفاع فقط وفي وسط الملعب تجد زيادة عددية كبيرة تصل إلى 5 لاعبين، ولك في وجود لام وألابا، وألفيس وألبا في مربع العمليات خير مثال.

ويحظى قلبا الدفاع مع جوارديولا بمراحل تطور قوية، فمع برشلونة كنا نجد أبيدال في معظم الأحيان مهاجماً، وفي البايرن اقتصر دور بواتينج على ارسال تمريرات طويلة إلى منطقة الجزاء تكون بمثابة اللمسة قبل الأخيرة للهدف، لكن مع السيتي وفي وجود اللاعبين الحاليين من الممكن أن نرى أي شي من الممكن أن نتخيله.

أما مع مورينيو الواقعي في مانشستر يونايتد، والذي أيضا لن يختلف كثيراً عما كان عليه في ريال مدريد وتشيلسي، فسنجد الرباعي في الخلف أمامهم ثنائي إرتكاز وثلاثة محاور هجومية أمامهم مهاجم صريح، لكن السر هنا في توليفة الوسط الذي يريد مورينيو خلقها وسط العديد من اللاعبين المتواجدين حاليًا.

ومع الصفقات التي سيعقدها الفريق، منطقياً سيمنح مورينيو مركز المهاجم الصريح للسلطان السويدي إبراهيموفيتش مثلما كان يفعل مع بنزيمة ودييجو كوستا، لذا فهذا المركز لن يكون عليه مشاكل، في الوسط الهجومي ستكون هناك بعض النقاط المهمة وسيتعامل مورينيو مع روني باعتباره رقم 10 صريح وليس مهاجماً، أما هنريك مخيتريان سيكون ذراع مورينيو الأيمن في الفريق، بالإضافة إلى الفرنسي مارسيال الذي سيشغل دور الجناح الوهمي.

على أي حال، ديربي مانشستر هذا الموسم سيكون مختلفاً تماماً، وجبة تكتيكية دسمة للغاية للمُحللين والنقاد، ووقت رائع للمشاهدين والأنصار.