اعترفت ميليشيا الحوثي الانقلابية، الاثنين، رسمياً بمقتل القيادي البارز ورئيس ما يسمى المجلس السياسي للانقلاب، صالح الصماد، في غارة جوية لمقاتلات التحالف استهدفته في الحديدة غرب اليمن.
وبإعلان الميليشيا الرسمي، يسقط أحد أبرز قادتها الذي جاء في المرتبة الثانية في قائمة الـ40 إرهابياً حوثياً، التي أعلنتها السعودية، ورصدت 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تُفضي إلى القبض عليه أو تحديد مكان تواجده.
لكن من هو صالح الصماد؟
مثل صالح الصماد الذي يرأس كذلك المكتب السياسي للحوثيين، جميع القيادات الحوثية المغمورة ، التي لم يكن أحد في اليمن يعرفها، وبرزت عقب انقلابهم المسلح بدعم إيراني على السلطة الشرعية أواخر 2014م.
ولد عام 1973 في منطقة بنى معاذ بمديرية سحار محافظة #صعدة ، معقل الحوثيين الرئيس أقصى شمال اليمن. عمل مدرسا في إحدى مدارسها، عقب تخرجه من جامعة صنعاء، في حين تنفي مصادر أخرى حصوله على شهادة علمية، مضيفة أنه تلقى تعليما دينيا على يد بدر الدين الحوثي، وربطته علاقات بنجله حسين مؤسس مليشيات الحوثي، وكذلك عبدالملك زعيم المتمردين حاليا.
برز اسم الصماد كقيادي ميداني للمرة الأولى أواخر عام 2005 خلال حرب التمرد الثالثة في صعدة بين الحكومة والحوثيين، حيث نشب قتال داخل منطقته ضد القوات الحكومية، وورد اسمه ضمن قائمة تضم 55 مطلوباً من الحوثيين أعلنتها الداخلية اليمنية عام 2009م، وعمل ضمن لجان وساطة ممثلا للحوثيين مع الحكومة وأطراف أخرى.
وفي السنوات الأخيرة، شغل منصب رئيس المكتب السياسي للحوثيين، خلفاً لسلفه صالح هبرة، حتى مقتله الخميس الماضي.
عقب اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء، فرضت جماعة الحوثي على الرئيس اليمني تعيينه ضمن هيئة مستشاريه كممثل عنها، قبل أن تطلب تعيينه نائبا له وتعيين عشرات الحوثيين في مناصب قيادية وهو ما رفضه هادي، وفق مصادر سياسية، وقدم استقالته قبل أن يتراجع عنها بعد نجاحه في الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضوها عليه في صنعاء.
رئيس أول وفد حوثي رسمي يزور إيران
ترأس صالح الصماد أول وفد علني للحوثيين يزور إيران مطلع مارس 2015م، بعد استكمال انقلاب الميليشيات على السلطة الشرعية بالاعلان الدستوري، ووقع خلال زيارته اتفاقيات تتولى طهران من خلالها دعم سلطة الحوثيين، وفتح رحلات مباشرة للطيران الإيراني، بمعدل رحلتين يومياً إلى صنعاء، أعقبها تصريحات ايرانية رسمية بأن صنعاء رابع عاصمة عربية تسقط في قبضتهم.
أوفدت مليشيات الحوثي بعد انطلاق عمليات "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، الصماد إلى العاصمة العُمانية مسقط، لاجراء لقاءات مع دبلوماسيين دوليين في شهر مايو 2015م، بعدها استبعدته من المشاورات التي رعتها لاحقاً الأمم المتحدة..
رئيس مجلس الانقلاب
ظل الصماد يمارس دورا غير بارز، حتى 28 يوليو 2016م، حين وقع الحوثيون والرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي فض شراكته معهم رسمياً في ديسمبر الماضي ما أدى إلى مقتله على أيديهم، اتفاق شراكة لإدارة سلطة الأمر الواقع، واختير رئيساً لما سمي المجلس السياسي الأعلى، كأعلى سلطة (شكلية) لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لكن يبقى زعيم المتمردين، عبدالملك الحوثي هو بمثابة المرشد الأعلى حيث لا يتم اتخاذ أي قرار دون الرجوع إليه.
وبعدها بأشهر أضافت مليشيات الحوثي، منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى صالح الصماد.