لجان العبط!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

 أصيب الشارع الرياضي بالصدمة بعد انتظاره الطويل للتعرف على لجان اتحاد كرة القدم التي دار فيها أحاديث كثيرة بأنها خط جديد في إطار عمل مؤسسي يسعى إلى تثبيته في أروقة إدارة الشأن الكروي، ما بعد الانتخابات الأخيرة، لأن ما ظهر به هؤلاء في كشوفات سربت قال فيها البعض إنها ليست النهائية، كان سقوطاً وعبثاً بل وعبطاً مكرراً وبملامح أكثر سوءاً مما سبق، واطلع عليها الجميع في سنوات ماضية ظل فيها صناع القرار في مواقع اللعبة لا يجيدون سوى "الكذب" المفضوح في كل المواعيد بعدما استوطنتهم روح التعالي وعدم الاعتراف بالواقع وآراء الآخرين.

 

 الاتحاد انتكس وأكد للجميع أن مؤسستيه التي يدور عنها الحديث "المنمق" ستبقى الكذبة الأبرز في ممرات العمل الدائم في إدارة شئون اللعبة، لأن القرار لا يمكن أن يبتعد عن مواقع بعينها، تتواجد فيها أسماء بعينها، هي التي تحكم وتأمر وتنهى وتعبث وتعمل ما تريد، بأهواء خاصة مجردة من القيمة والشكل والمضمون الحقيقي الذي تحتاجه اللعبة لتنتفض وتنهض من مواقعها التي بقيت تحت سطوة قرارات ورقية لا تجد حيزاً في المستوى الأدنى لتكون شريكة وفاعلة وحاضرة في خطى آليات العمل المتبعة في إدارة اللعبة.

 

مَنْ تابع القوائم المعلنة التي نشرتها وسائل الإعلام، يتأكد أن هؤلاء "الدُّمى" إن جاز لي التعبير سيظلون على نفس العقليات وبنفس الأفكار الهدامة لا تتزحزح من تحت أقدامهم، حيث نظرتهم الضيقة في التعامل مع كل الأطراف ذات العلاقة عبر أجندة "مريضة" لم تعد تفي معها أي معالجات، مهما ظهر منهم بأحاديث الزيف عن مراحل مختلفة متغيرة تستوعب الجميع وبإطار مختلف ينسف أخطاء الماضي بآمال خلق وضعية جديدة تخدم المستقبل.

 

لجان اتحاد "العبث" لم تحمل الجديد، واعتمدت المراضاة ودفع فواتير مؤجلة لكثير من الأسماء التي جاءت اللجان المتعددة التي تجاوزت أعدادها 136 على ما أعتقد، فتكرر المشهد وأعاد نفسه بنفس الأدوار الكومبارسية التي ستجعل اللجان مجرد شكل وبرواز لحماية قرارات همجية اعتدناها، صادرة عبر التواصل من بعيد ومن خلال غرف مغلقة لمن يمتلكون القرار دون غيرهم، وستبقى اللجان بما حملته "من الطيسي فيسي" مجرد كذبة لن تختلف عمَّا سبقها في سنوات ماضية وحقبات حكم "أحمد العيسي" للعبة فترات ماضية، وستبقى هذه اللجان جزءاً من نزعات تسكن هؤلاء وتجبرهم على التخلي عن كل ما هو مجدي والرضا بما هو أدنى، لأن ذلك هو النهج المتبع من قبلهم في إدارة شأن اللعبة المتهالك والفاقد لحقيقته بين الآخرين، حتى إن كان التعادل مع قطر والبحرين في العرس الخليجي الأخير قد صنف بإنجاز كروي يمني صنعته الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن الممزق ليس إلا.

 

 حقيقة ما يدور في اتحاد كرة القدم مفجع ومفزع، وفيه من الأمور ما يترفع عنها القلم، فيكفي أن تنظر إلى بعض الأسماء التي تستوطن القرار لتكتشف أن انتظار الشيء المهم والعمل الجاد سيبقى ضرباً من الخيال، لأن مقومات المرحلة تغيب عن هؤلاء الذي يبحثون عن ممرات الاسترزاق بعيداً عن مصلحة اللعبة، وفقاً لنهج مستأصل صنع بعناية لتبقى الأمور في المتناول حتى عندما يعتمد الكذب ويتم الحديث عن لجان فتأتي بتلك الشكلية التي تظهر عبط هؤلاء بمن اختير، وبالكمِّ الهائل الذي يفضح القصد والغاية.

 

 اخلصوا النوايا وراجعوا أنفسكم واستعيدوا نفساً يغيب عنكم.. وأعيدوا النظر باختيارات أخرى وأعداد أقل.. لأن الجيوش الجرارة المعلنة تفضحكم وتعري عوراتكم أكثر.. ولكم تحياتي.

 

اليمن اليوم الرياضي"