طارق الحيدري لاعب يمني طرزَّ اسمه بحروف من ذهب عندما استطاع أن يصنع إنجازا فريدا للكرة اليمنية، فهو صاحب تأشيرة العبور بالكرة اليمنية إلى العالمية لأول مرة عبر هدفه التاريخي في مرمى الصين بقذيفة صاروخية لا تصد أو ترد هدمت سور الصين وحققت الهدف اليمني.
طارق الحيدري اليوم ضيف قراء ملحق "أخبار اليوم الرياضي" في حوار شامل ومؤلم نقلب فيها الذكريات الجميلة ليحكي بحرقة وألم ما تعرض له منتخب الأمل بعد العودة من كأس العالم من تهميش وإهمال خصوصا من مسئولي الاتحاد ووزارة الشباب.
الحيدري وقد تحول إلى موقع المتابع والمتفرج من خارج الحدود، حيث هو في بلاد العم سام يرى أن أداء المنتحب الوطني في خليجي عشرين امتاز باللعب الفردي وعدم التركيز، ويحمل اتحاد الكرة سبب فشل المنتخب، ويؤكد أن الابتعاد عن المجاملات في طريقه ضم اللاعبين للمنتخبات هي التي ستصنع منتخبا مرموقا.. كما كشف الحيدري عن أسرار وحقائق تنشر لأول مرة في حوار مليء بالحسرة والألم على واقع الرياضة اليمنية نقدمه لكم.
· الجماهير اليمنية تتساءل أين الكابتن طارق الحيدري الآن؟
_ أنا في الولايات المتحدة الأمريكية وفي نيويورك بالتحديد.
· ماذا تعمل في أمريكا؟
_ أدرس معهد مهني وفي الوقت نفسه اشتغل.
· ولماذا لم تدرس في اليمن وتشتغل فيها؟
_ بسبب ظروف خاصة أبعدتني عن اليمن، وجعلتني أحط الرحال في أمريكا.. لا أحب ذكرها.
· هل ستعود مع الأيام إلى اليمن؟
_ نعم.. بتأكيد فاليمن بلدي، وكم افتخر وأعتز بأني يمني حتى وأنا في أمريكا أعتز بيمنيتي، وأتباهى أمام إخواننا العرب بأني يمني، وإن شاء الله سوف أعود قريبا.
· وإذا - مثلا - عرضت عليك العودة على أن تلعب للصفوف المنتخب اليمني.. هل ستعود؟!
_ بلا شك سوف أعود، وكلي فخر لأني سوف أشرف وطن، وكم يسعدني أن ارتدي شعاره مرة أخرى، وكم أتمنى ذلك.
· هل تمارس الكرة في أمريكا.. أو لديك المقدرة لممارسة كرة القدم من جديد؟
_ نعم.. أمارسها مع فريق الجالية اليمنية هنا في نيويورك وباستمرار.. وكرة القدم جميلة في كل مكان.
· هل أنت سعيد أم حزين لأنك مارست كرة القدم؟
_ سعيد لأني مارست كرة القدم فيها عرفني الناس، وكلما أذهب إلى مكان يعرفوني الناس ويتذكروني بأني كنت لاعبا بمنتخب الأمل الذي صنع إنجاز، ويظلون يجلسون معي ونتبادل أطراف الحديث، وكم أكون سعيدا عندما أرى الناس يذكروني ويتكلمون معي عن حياتي الرياضية.
· وكيف هي كرة القدم في أمريكا.. وما الفرق بينها وبين اليمن؟!
_ لا فرق ولا حتى مقارنة!!.. نحن أين وهم أين.. فريق حارة أو شركة يستطيع أن يصنع ما عجز عنه منتخبنا مع احترامي لهم، لأنهم ناس يفكرون ويقدرون جهد الآخرين، ويعطون كل ذي حق حقه، فهم ينجحون عكس نحن الذي يهمش اللاعب وهو مازال في بداية طريقه.
· كابتن طارق أحكي لنا كيف استطعتم مع كتيبة منتخب الأمل على تحقيق ذلك الإنجاز رغم أن الدعم كان محدود في تلك الأيام؟
_ كنا متفاهمين نحن كلاعبين لأننا توفقنا في خليط من اللاعبين المتميزين، فقد استطعنا أن ننسجم ونتكاتف بروح الفريق الواحد، إضافة إلى أنه كان يوجد لدينا جهاز فني مقتدر.. كلها ساعدت في عامل ذلك الإنجاز.
· كابتن طارق هل تتذكر هدفك ضد الصين.. وهل ممكن أن نعود بك إلى الوراء ونسألك..كيف حققت ذلك الهدف بتلك القذيفة الصاروخية التي لن ينساه أي يمني.. وهل كانت تتوقع التسجيل في تلك المباراة؟
_ حققت ذلك الهدف بجهود زملائي اللاعبين الذين أكن لهم كل الود وكل الاحترام، ولولا توفيق من الله وجهود الزملاء لما حقق طارق الحيدري ذلك الهدف، وصار الناس يعرفوني، فقد كان زملاء يلعبون بروح الفريق الواحد، وتحت شعار حب الوطن، ولم أكن أتوقع التسجيل لكن زملائي وهمتي هي من دفعتني لأجل اركل تلك الكرة كي أرى شعار بلدي خفاق، وقد رفرف عاليا منتصرا.
· وهل ممكن أن نصنع منتخبا مثل منتخب الأمل مرة أخرى.. وكيف؟!
_ نعم.. وبشرط عدم الوساطات والمحسوبية والمجاملات، وترك الكفاءات يعملون بدون تدخل في عملهم.
· ماذا استفدت من كرة القدم وممارستها في اليمن؟
_استفدت الكثير أولها حب الناس لي واحترامهم.. وهذا يكفيني.
· برأيك هل اللاعب اليمني مظلوم.. ولماذا؟
_ نعم اللاعب اليمني مظلوم من حيث الدعم المادي، فهو قليل ولا يكفي لما يقدمه في سبيل الرياضة الذي يخدم بها، وأيضا الجانب المعنوي غائب نهائيا رغم تواجد المبدعين في اليمن وبغزارة.
· فريقك السابق 22 مايو.. لماذا زاد تدهوره بعد الدمج رغم تميزه بإخراج أفضل اللاعبين على الساحة اليمنية؟
_ أقولها بصراحة.. الإدارة سبب تدهور فريق مايو حتى ظهر بهذه الحالة التي لم يعد ترضي أحدا، وهي سبب فشل الفريق في السنين الماضية.
· بصفتك لاعب من لاعبي منتخب الأمل برأيك لماذا ضاع المنتخب وانتهى؟!
_ عدم الاهتمام باللاعبين فور مجيئهم إلى اليمن من قبل وزارة الشباب والاتحاد اليمني والأندية التي يلعب كل لاعب فيها، فهؤلاء كلهم أهملوهم ولم يعيروهم أي اهتمام.
· يعني اللاعب لم يكن سبب نفسه في ضياعه؟
_ اللاعب عندما ما يجد ما يؤهله، ويهتم به أو يعمل من أجله، فأكيد يتحسن إلى الأفضل، فأما إذا لم يجد من يعيره اهتمامه، فطبيعي أن ينحرف ويزداد تدهورا.
· بعد بطولة آسيا في الإمارات جاء إقصاء آسيوي بتوقيف خمسة لاعبين، وأنت كنت ضمن الموقفين.. كيف تلقيت هذا الخبر بالنسبة لك؟
_ تلقيت الخبر طبيعي لأني كنت مصاب، وكنت مستبعد المشاركة نهائيا مع المنتخب عالميا مع أني كنت أتمنى أن أشارك.
· الكرة اليمنية كل موسم تزداد سواءً.. هل نجد عندك تفسير رياضي ذلك كلاعب يمني بارز ومرموق؟
_عدم وجود الكفاءات في الاتحاد اليمني لكرة القدم حال إلى تدهور الكرة اليمنية، وظهورها بهذه الصورة المخجلة.
· لا شك أنه وبالرغم من بعدك عن الوطن إلا أن هناك لاعبين في اليمن تكن لهم كل الحب والتقدير.. فمنهم؟
_ كثيرون هم من أكن لهم الحب والاحترام، ومنهم الكابتن محمد المنج وحمير المصري وأحد اللاعبين هنا في نيويورك وهو عبدالسلام المخلافي.
· وما هو أفضل فريق يمني يعتبر الآن عند طارق الحيدري؟
_ بدون شك فريق الصقر.
· ما رأيك بالدوري اليمني.. بصراحة؟
_ ضعيف جدا.
. كيف وجدت خليجي عشرين؟
_ جيد من حيث الاستضافة الطيبة التي نجحنا بها نجاحا ملفتا للنظير والجميع شهد لنا بذلك.
· وما رأيك عن منتخبنا في البطولة؟
_ كانوا يلعبون لعب فردي وضعيف في المستوى، ولم أصدق أن الذي كان يلعب هو منتخب اليمن الذي سمعنا عنها قبل البطولة بأنه سوف يصنع شيئا سيما أنه كان يلعب في أرضه وبين جمهوره.
· من يتحمل سبب فشل المنتخب في الخليجي من وجهة نظرك؟
_ ومن غير اتحاد كرة القدم، لأنه هو من يعد المنتخب وبشرف عليه.
· كيف نستطيع أن نصنع منتخبا محترما إذا أردنا ذلك؟
_بالابتعاد عن الوساطة واختيار اللاعبين الجديرين من الأندية، وليس عن طريق وساطات ومجاملات كما هو معروف في اليمن وصدقني أخي عباد إذا ابتعدنا عن المجاملة فقط في اختيار طريقة اللاعبين سنصنع منتخبات مرموقة.
· ما رأيك في المحترفين الذين يأتون للدوري اليمني.. وهل هم يوفون في الطلب و المستوى؟
_ البعض فقط من المحترفين ونادرا من ما نحصل على محترف بمواصفات جيدة، وأما الباقين فهم ليس مؤهلين حتى في احتراف بدوري حارة من حواري اليمن.
· وهل صحيح أن في اليمن تهمش الرياضة فيها بتعمد ومن قبل النظام نفسه الذي لا يحب أن يرى رياضة بلدة وبذات كرة القدم مزدهرة؟!
_ نعم.. في تهمش في الرياضة اليمني وبشكل كبير، وما أدري أهو متعمد أم لا لأنه في كلتا الحالتين فشل يتحمله جميع الأطراف في البلد كونها رياضة بلد، ويجب على الجميع العمل من أجل رقيها أو تركها بهدوء أفضل من حرمان مواهب البلد من التألق والبروز وممارسة رياضتها.
· كابتن طارق وصلنا إلى نهاية حوارنا.. فماذا لديك في الأخير؟
_ شكرا لك أخي عباد.. وشكرا لكم على هذه الاستضافة الطيبة.. وأتمنى لبلدي اليمن كل الخير، وأن يحفظها الله ويجنبها كل بلاء.