اسطر من كتاب إخفاق منتخب الشباب ..أهملوه في صنعاء فأحزننا و(هم) في ميانمار !!

Monday 30 November -1 12:00 am
اسطر من كتاب إخفاق منتخب الشباب ..أهملوه في صنعاء فأحزننا و(هم) في ميانمار !!
يمني سبورت-الهدف – خاص::
----------

شهد الأسبوع قبل الماضي الخروج الدراماتيكي لمنتخبنا الوطني للشباب من الدور الأول لنهائيات كاس أمم آسيا تحت 19 سنة اثر خسارته في الدقائق الخمس الأخيرة أمام نظيره التايلاندي 2-3 بطل المجموعة الأولى برصيد 6 نقاط ، رغم تقدم منتخبنا 2-1، ليحل منتخبنا ثالثا برصيد 4 نقاط في المجموعة التي تأهل عنها أيضا منتخب ميانمار بفارق الأهداف عن اليمن الذي عاد إلى الديار مع منتخب إيران صاحب المركز الأخير برصيد 3 نقاط حصدها من فوز يتيم على البلد المستضيف، وخسارتين من اليمن وتايلاند.
وكمحصلة رقمية يمكن القول أن حضورنا في ميانمار هو الأفضل لمنتخب اليمن الموحد خلال مشاركاتها الأربع بعد 1990م، التي كانت كلها سلبية بقيادة أمين السنيني في ماليزيا، وعبدالله فضيل في السعودية، وسامي نعاش في الصين – وهي بالطبع كلها مشاركات صعبة إذا عدنا إلى المجموعات التي لعبنها فيها - ، لتأتي مرحلة أحمد علي قاسم الذي لعب معه الحظ كثيرا أولا في التصفيات التأهيلية من باب الأفضلية قبل الوقوع في مجموعة ضمت المنتخب المضيف ميانمار المجهول إلى جانب إيران التي دفعت بمنتخب ليس له علاقة بمنتخبات إيران القوية السابقة في الفئات العمرية، ومعهم تايلاند التي كان بالإمكان تجاوزها بكل يسر كما اثبت ذلك الميدان، لو أن المدرب "قاسم" أحسن قراءة الأحداث خصوصا في شوط المدربين.

منتخبنا من الكبار ..
بداية يجب القول إن منتخبنا للشباب وان كان استوفى كل أوراقه الثبوتية للمشاركة الملتزمة للوائح البطولة المتعلقة بشروط الحصول على بطاقات القيد- شهادات الميلاد وخلافه - يمكن تسميته بمنتخب الشباب الكبار لعدة أسباب منها مثلا إن كل عناصره تلعب في دوري الكبار أو تحديدا أتت منه، بل إن بعضهم يلعب بشكل أساسي في دوري الدرجة الأولى منذ سنوات، بمعنى آخر أن منتخبنا لم يأت من أم شرعية – بطولة الشباب – تلك البطولة المحلية التي لو قامت لرأينا الأندية تقيم الدنيا ولا تقعدها إن تم إشراك لاعب ما في البطولة بطريقة مخالفة للوائح خصوصا في ما يتعلق بالسن، وهذا يعني أن أمر الالتزام بالسن غير موثوق فيه بما يسمح للبعض بحق التشكيك في صحة أعمار اللاعبين – حتى مع وجود الوثائق – إضافة إلى ذلك إن المنتخب القادم من دوري الكبار كان ينتظر منه أو هكذا يفترض أن يكون أكثر منتخبات المجموعة وربما البطولة خبرة وحنكة كروية، وكان ينتظر منه التأهل للمونديال، إلا إن ذلك لم يتم(!!)، والأسباب كثيرة سنحاول التطرق إليها في قادم السطور..

خرجنا من النهائيات قبل أن تبدأ.. لماذا؟!
عندما استفسر بعض الزملاء في موقع التواصل الاجتماعي عن منتخب ميانمار المجهول انبرى رئيس البعثة اليمنية إلى البطولة حسام السنباني ليكشف عن قوة المجهول الذي يقوده مدرب ألماني منذ أربع سنوات ويجهزه الاتحاد الكروي الميانيماري للبطولة بشكل ممنهج ومدروس عبر معسكرات ومباريات ودية جعلت منه منتخبا قويا، وهي المداخلة التي يمكن اعتبارها شهادة حق تؤكد فشل الاتحاد اليمني لكرة القدم في إعداد المنتخب اليمني، خصوصا إذا ما عرفنا أن عمر هذا الاتحاد تجاوز السنوات الثمان وهو عاجز حتى الآن عن إطلاق ولو مسابقة يتيمة للفئات العمرية، فما بالك ببناء منتخب وتأهيله ليحقق انجازاً ما.
وبالعودة إلى المشاركة اليمنية في ميانمار لابد من التذكير بالظروف التي سبقت البطولة والمتمثلة بإلغاء معسكر ماليزيا الأخير قبل البطولة، الذي جاء في ختام مرحلة إعداد ضعيفة قياسا بغيره من المنتخبات، كما لا يمكن أن نغفل الحالة النفسية التي سيطرة على الأجواء في المنتخب والمتمثلة بتأخير صرف الرواتب والمستحقات المالية، ناهيك عن إرباك اللحظات الأخيرة قبل السفر المتمثلة بتغيير مدير المنتخب والزج برئيس لجنة المنتخبات في منصب رئيس البعثة الذي حول عضو مجلس الإدارة إلى ضيف شرف.
دربكة ليس لها من تبرير إلا الفشل الذي جعل البعثة تذهب بنقص في عدد البدلات الرياضية الرسمية ما بالك بأشياء أخرى خطيرة ومهمة تدخل في صلب العمل الإداري مثل تبديل مدير المنتخب وجلوس المشرف في الدكة الفنية مع إن اللائحة لا تجيز له ذلك إلا إن كان قد انتحل صفة المنسق الإعلامي الذي بقي في المقصورة مجتهدا في متابعة المباريات عبر الفيس بوك.
وإضافة إلى ضعف الإعداد وقلة عدد الوديات وانخفاض المعنويات لابد من الإشارة إلى أمر في غاية الخطورة وهو ما رشح عن سطوة وقوة إداري المنتخب احمد الجعدي بحكم علاقته المميزة مع المدرب والأدوار التي لعبها في المنتخب في ظل تواضع أداء المدير مختار اليريمي، كما يمكن الحديث سوء أو عدم توفيق الجهاز الفني في بعض الاختيارات على مستوى العناصر التي شاركت في المنتخب من على مستوى القائمة 23 لاعبا أو التشكيل لكل مباراة، مع تحمله – الجهاز النفي - كامل المسئولية في ذلك الأمر خصوصا وقد ظهر المنتخب ولديه حارس مميز ودفاع متحمس وخط وسط تائه وهجوم عديم الفعالية، ما يشير إلى أخطاء ارتكبت في الاختيار ما نجم عنها ضعف الخيارات.
عوامل كثيرة ساهمت في إضعاف فرص المنتخب بالتأهل، منها بالطبع نفسية وتتعلق بالإعداد النفسي لمثلها حالات ودقائق حاسمة مرتبطة بطريقة إضاعة الوقت، وحسن التعامل مع مجريات المباريات بشكل لا يجلب الخطورة على مرمى منتخبنا، وهي أشياء ربما تكون مرتبطة بثقافة اللاعب وتكتسب من خلال المشاركات المتعددة في بطولات قوية، وهي من مهام الإطارين الفني والإداري.
عبدالرحمن ياسين غاب فخسر وخسره المنتخب ..والسبب !!
وكدليل على سوء الاختيار لقائمة الـ 23 ، وسوء الإدارة يمكن الإشارة إلى قضية اللاعب عبدالرحمن ياسين متوسط ميدان فريق التلال الحاصل على كاس أفضل لاعب عربي في البطولة المدرسية قبل حوالي سنتين، وكيف تم إقصاؤه من المنتخب بدون حيثيات واضحة، إقصاء خسر من خلاله اللاعب فرصة تمثيل المنتخب وخسر المنتخب لاعباً كان بإمكانه أن يقوي خط المنتخب الأضعف خصوصا وهو العضو الأساسي في تشكيلة قاسم خلال الوديات الأخيرة مع زميله المتألق أسامة عنبر.
فكيف ولماذا غاب ياسين عن ميانمار ؟!، يقول عبدالرحمن ياسين:" في مباراة التلال والصقر تعرضت لألم مفاجئ في المعدة أسعفت على إثره إلى المستشفى، وفي اليوم التالي اتصلت بالمدرب الكابتن احمد علي قاسم استأذنه بمواصلة العلاج عند أسرتي في عدن، والحمد لله تم الشفاء ، وقبل مباراة التلال وأهلي صنعاء التي جرت في عدن أبلغت المدرب عن احتمال إشراكي في المباراة فقال : ( عادي جرب نفسك )، ما يعني إني كنت حريصاً على البقاء في المنتخب ومهتماً بالأمر جدا جدا، لكن المفاجأة كانت عندما ابلغني احد زملائي القادمين من معسكر المنتخب أني مستبعد من القائمة من قبل أن يتم الإعلان عنها رسميا(!!) عندها لم أجد ما أقوله إلا احترام وجهة نظر المدرب التي ربما تكون مبنية على رؤية فنية".
ويضيف عبدالرحمن :" لكني استغربت لاحقا أن يقال إن سبب استبعادي عن المنتخب هو المرض الذي لم يكلف احد نفسه من المسئولين عن المنتخب الاتصال بي للتأكد من طبيعته أو حتى للاطمئنان ماعدا المدرب الذي اتصلت به أنا وقال لي سيأتي طبيب المنتخب اعرض تقاريرك عليه، وقد اتصلت بالدكتور عارف قدار وأبلغته شفائي من الحالة العارضة التي أصبت بها".
ويختتم ياسين حديثه بالقول:" كنت أتمنى أن أكون مع زملائي في المنتخب ، وكان يهمني كلاعب أن أشارك في المباريات وان أساعد المنتخب في تحقيق نتائج ايجابية، لكن هذا ما حصل، وأنا لاعب هم يستدعونني فاستجيب وهم يقصونني فاقبل، وعلى الجهات المسئولة الاهتمام بمثل هذه الأمور ، أما أنا فمجرد لاعب شاب مازال يعتقد إن بإمكانه عمل الكثير".
خلاصة القول..
كرة القدم كانت وستظل اللعبة الشعبية الأولى التي تعتمد أساسا على الموهبة التي ستظل بحاجة إلى مقومات مهمة لتساعدها في التطور وتحقيق الانجازات، وهذه المقومات تبدأ من ادارك أهمية ودور اللعبة في التعريف بالبلدان والشعوب، ثم بعد ذلك وجود الإدارة الفاهمة المحترمة التي تستغل تسخير الإمكانيات المالية في بناء الملاعب وتأهيل المدربين وتنظيم المسابقات المحلية المنتظمة القوية الملتزمة للشروط التي من أهمها الالتزام بالأعمار، وبالتالي حسن اختيار عناصر تلك المنتخبات وإجادة إعدادهم للاستحقاقات الخارجية بالشكل الذي يساعدهم في تحقيق الانجازات، ومالم يتوفر للكرة اليمنية كل ذلك أو اغلبه فإننا سنحافظ على علاقتنا مع الفشل كلما حلمنا بالنجاح وسنظل في مؤخرة الترتيب إلى ما شاء الله.

للتاريخ.. منتخب الجنوب أول من تأهل وعبر !!
في معرض تغطيته للمشاركة اليمنية في نهائيات كاس آسيا لكرة القدم أورد الموقع الرسمي للاتحاد اليمني لكرة القدم معلومة خطيرة وغير صحيحة تلخصت بالتأكيد على أن اليمن تشارك في البطولة للمرة الرابعة، من دون أن يحافظ أو يحتفظ بالحق التاريخي لليمن في البطولة المسجل باسم منتخب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبة عام 1977م، عندما شارك في البطولة التي أقيمت في الكويت وعبر إلى الدور الثاني بقيادة الراحل عبدالله خوباني "بوشكاش".
وللتاريخ والإنصاف فإننا ندعو الاتحاد اليمني بكل قياداته وإعلامه إلى عدم التفريط بالحقوق التاريخية للكرة اليمنية، ونستغل المناسبة للترحم على المدرب واللاعب الفذ عبدالله خوباني صاحب الانجاز، ونرسل كل التحايا للنجوم التي دونت أسماءها في ذلك المحفل الكروي الذي لا يستطيع أي جاهل أو متجاهل إن ينسفه.
و لمن لا يعلم فان المشاركة اليمنية في النهائيات هي الخامسة بعد أن كانت أول مشاركة عام 1977م باسم منتخب اليمن الديمقراطي الذي فاز على الهند 2-1 وماليزيا 4-2 وتعادل مع بورما(ميانمار) وتأهل إلى الدور الثاني ليخسر من الكويت المستضيف بثلاثية ويغادر المنافسات.
ونحن نتحدث عن ذلك الانجاز التاريخي لابد من الترحم على روح الفقيد محمد شرف كابتن المنتخب في تلك المشاركة الذي وافاه الأجل أمس الأول السبت.