النجم الدولي السابق الكابتن خالد محمد عفارة.. اسم عرف واشتهر كثيراً في الملاعب الكروية اليمنية وبمجرد الحديث عن الكرة اليمنية يأتي ذكر اسم هذا النجم الكبير الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتارخ الكرة اليمنية.
العفرور.. هذا الاسم الذي اشتهر به منذ بداية مشواره ورددته الجماهير الرياضية اليمنية وتغنت به كثيراً في الملاعب اليمنية.. وعاشت معه مشواراً طويلاً من التألق والإبداع والنجومية والنجاحات والإنجازات والأفراح.. أعطاهم المتعة والنجاحات وأعطوه الحب والوفاء.
العفرور.. ينتمي إلى عائلة رياضية شهيرة بمدينة الشيخ عثمان بعدن اشتهرت في نادي الأخضر العدني تألقت وأبدعت مع بيارق الهاشمي.. فأخوه الأكبر جلال عفارة أحد أبرز نجوم نادي الوحدة العدني ثم بعد ذلك أخيه إيهاب عفارة الذي واصل التألق في بيارق الهاشمي.. ليواصل خالد مشوار هذه العائلة الرياضية المعروفة.. التألق والنجومية والشهرة
البداية.. والظهور المبكر
النجم خالد محمد عفارة من مواليد 21 يناير 1974م بمدينة الشيخ عثمان محافظة عدن.. ويبلغ طوله 1.71م ويلعب في مركز الدفاع.
بزغت نجوميته مبكراً مع فريق ناشئي نادي الوحدة عدن ثم تم تصعيده مباشرة لصفوف الفريق الأول للنادي.. وكان ذلك في العام 1988م والذي كان عام أفراح الأخضر العدني فكان العفرور وجه الخير على بيارق الهاشمي حين حققوا بطولتي الدوري العام لكرة القدم وكأس الجمهورية آنذاك وأهداء العفرور للوحداويين بطولة كأس الجمهورية رغم صغر سنه وبداية مشواره الكروي.. ورغم ذلك سجل العفرور ضربة جزاء بنجاح في الجهة اليسرى لحارس المرمى العملاق والشهير النجم إبراهيم عبدالرحمن حارس التلال عدن الذي خاض نهائي الكأس مع الوحدة.. وبهذا الهدف للعفرور أعلن الأخضر الأفراح والليالي الملاح.. ليعلن العفرور نفسه من ذلك اللقاء مشروع نجم كبير ويحجز لنفسه موقعاً بين الكبار.. فكانت هذه الحادثة للعفرور الصغير مشروع نجم كبير قادم وليكون أحد الأعمدة الرئيسية للكرة اليمنية سواء مع ناديه أو مع المنتخبات الوطنية.
نجومية وتألق.. وإنجازات
عقدان من الزمن أو يزيد عمر النجم الدولي السابق الكابتن خالد عفارة رياضة حافلة بالتألق والنجومية والإبداع والشهرة والنجاحات والإنجازات استطاع خلالها العفرور أن يجعل شهرته وصيته على كل لسان داخل الوطن وخارجه ويمتلك قاعدة جماهيرية واسعة أينما ذهب داخل الوطن أو خارجه.. وجماهيره ومحبيه تحاصره أينما وطئت قدماه تمنحه الحب والاحترام والتقدير والعشق لتميزه وأدائه على المستطيلات الخضراء.. ويبادلهم بالامتاع والأداء الراقي ويمنحهم الفرح بما كان يقدمه على أرض الملعب هكذا كان الحب متبادلاً بينه وبين جماهيره يبادلهم الحب بالحب والوفاء بالوفاء دائماً طيلة مشواره الرياضي ليترك خلفه مشواراً حافلاً بالنجاحات والإنجازات الكبيرة التي حققها مع ناديه الوحدة الذي تألق فيه وقدم نفسه نجماً متميزاً لجماهيره الرياضية.. ثم مع نادي التلال (العميد) الذي أنضم إليه مطلع الألفية الجديدة بعد عودته من الاحتراف في لبنان تجربة احترافية ناجحة.
العفرور.. خاض تجربة احترافية مع تضامن صور اللبناني عام 1996م وكانت تجربة ناجحة بكل المقاييس.. وجاءت هذه التجرية عن طريق المدرب العراقي الشهير هاتف شمران الذي كان يقود فريق التضامن حينها.. وخاض تجريته الاحترافية إلى جانب النجم الدولي والهداف الشهير الكاتين شرف محفوظ والحارس الدولي الا خطبوط المرحوم عارف عبدربه رحمه الله وسجل مع التضامن العديد من الاهداف والإنجازات التي توج بها الفريق اللبناني.
العميد!
ومع العميد التلال واصل تألقه هناك بعد اختياره العرض التلالي من بين عدة عروض تلقاها من اندية أخرى للعب لها.
وحقق مع التلال بطولة الدوري العام لكرة القدم عام 2005م مع المدرب الوطني الكابتن/ سامي نعاش.
المنتخبات الوطنية!!
ومع المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها العمرية كان للعفرور مشوار حافل بالنجاحات والإنجازات والتألق فكانت البداية عام 1989م في المالديف مروراً بالسعودية ثم دورة الصداقة والسلام في الكويت قبل قيام الوحدة اليمنية .. وبعد الوحدة شارك مع المنتخبات الوطنية في التصفيات الآسيوية بالصين ومع المنتخب الأولمبي في تصفيات دورة برشلونة.. ثم تصفيات كأس العام بامريكا والتي جرت في اربد الأردنية والصين وشارك عام 1994م في بطولة الاستقلال التي اقيمت في العاصمة القطرية الدوحة وعام 1995من في بطولة آسيا التي أقيمت في العاصمة السعودية الرياض وفي بطولة آسيا بالكويت عام 2000م وتصفيات كأس العالم 2002م وكان قائداً للمنتخب في تلك البطولة وبطولة الاقصى الدولية بصنعاء عام 2004م وكان أيضاً قائداً للمنتخب حينها.. وشارك في التصفيات الآسيوية باليابان عام 2004م وبطولة خليجي 17 بدولة قطر عام 2006م
ومع التلال شارك في بطولة الأندية العربية أمام وهران الجزائري عام 2006م.
الالقاب!
حقق خالد عفارة خلال مشواره العديد من الالقاب التي كانت تطلق عليه من قبل المعلقين والمحليين والنقاد الرياضيين داخل الوطن وخارجه.. ونال القاباً عدة ابرزها.. العفرور.. والصخرة الدفاعية الصلبة.. والترسانة الفولاذية.. ووزير الدفاع لكرة القدم.. وغيرها من الالقاب الأخرى كما اختير ضمن أفضل اللاعبين العرب التي اختارتهم اذاعة (bbs) .. واختير في استفتاءات عدة كافضل مدافع في العديد من المواسم الرياضية وبلغت عدد مشاركاته الخارجية (70) مباراة دولية سجل خلالها العديد من الاهداف وقاد المنتخبات لفترة من الزمن وكان أهم وأبرز الاعمدة الأساسية.
المأساة
ظل العفررور في مشوارة الرياضي بوظيفة وزيراً للدفاع للكرة اليمنية.. ولكن حين ودع الملاعب وجد نفسه بوظيفة جندي.. وهي الوظيفة التي تكرموا بها عليه في نهاية مشواره الطويل من العطاء والنجاحات والإنجازات والنجومية والتمثيل المشرف للكرة اليمنية وقدم خلال هذا المشوار المرصع بالذهب عصارة حياته وأجمل سنين شبابه يجد نفسه اخيراً جندياً لايتجاوزراتبه عشرين أو ثلاثين الفاً.. هذه هي المأساة لنجومنا في الرياضة اليمنية.
النهاية.. ويوم الوداع المر!!
قرر العفرور مغادرة الملاعب وهو لازال نجماً متوهجاً قادراً على العطاء لسنوات ولكنه قرر توديع عشاقه ومحبيه حفاظاً على مكانته في قلوبهم وهو لا زال نجماً لأنه لا يحب أن تهتز مكانته في قلوب محبيه.. وكان قرار اعتزاله نهائيا رغم أنه أصعب قرار في حياته.
وعلى ملعب 22 مايو الدولي بعدن أقيم مهرجان اعتزاله قبل بطولة خليجي 20 الذي أقيم في بلادنا العام 2010م في مباراة كان طرفاها منتخبنا الوطني ونظيره السينغالي وقبلها مباراة جمعت قطبي الكرة العدنية التلال والوحدة وسط حضور جماهيري كبير حضر من داخل الوطن وخارجه.
وغادرنا النجم الاسطوري الكابتن خالد عفارة وغادرتنا المتعة والإبداع.. وتركنا مع ماضيه الرائع الراسخ في عقولنا تدونه صفحات التاريخ الرياضي اليمني بأحرف من ذهب.. كأفضل مدافع كروي في تاريخ الكرة اليمنية.