بارزاني.. من "الدولة الحلم" بإيران إلى ضربة الانفصال

Monday 30 November -1 12:00 am
بارزاني.. من "الدولة الحلم" بإيران إلى ضربة الانفصال
----------
من مهاباد المدينة الإيرانية التي شهدت أول دولة كردية في التاريخ الحديث إلى كردستان العراق، الإقليم الأقرب للدولة التي لم تبصر النور، عاش مسعود مصطفى بارزاني مرتديا زي البشمركة وملتحفا بالحلم الكردي الذي أصبح هو نفسه رمزا له.
وينحدر ابن الحادية والسبعين عاما من عائلة لطالما قاتلت من أجل استقلال الأكراد، وهو ابن مصطفى بارزاني، الزعيم التاريخي للحركة الوطنية الكردية في العراق.
 
ولم ينس مسعود أبدا أنه ولد في "جمهورية كردستان الأولى" في مدينة مهاباد الإيرانية، التي استمرت عاما واحدا فقط قبل أن تنهيها القوات الإيرانية.
 
وفي العام 1978، نجح في خلافة والده كرئيس للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تأسس في العام 1946.
 
ولكن في العام 1975، برز له جلال طالباني، مؤسس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ليصبح منافسه اللدود لعقود.
 
وفي خضم الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، تعاون الحزبان مع إيران، لكن الثمن كان غاليا.
 
شن صدام حسين حملة الأنفال ضد الاكراد العراقيين فهجر عشرات الآلاف منهم، وقصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي، ما أسفر عن خمسة آلاف قتيل في العام 1988.
 
وبعد هزيمة صدام حسين في حرب الخليج الأولى (1990)، انتفض الأكراد مرة جديدة، ولكن الأمور انقلبت ضدهم مجددا.
 
وبعد ذلك، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 688 الذي يحظر على القوات الجوية العراقية التحليق فوق خط العرض 36، مطالبا بإنها القمع ضد الأكراد.
 
تلك كانت اللحظة التي ينتظرها مسعود بارزاني. فشكل كيانا مستقلا تقاسم فيه السلطة مع الاتحاد الوطني الكردستاني.
 
بيد أن التنافس بين الزعيمين، بارزاني وطالباني، تحول إلى حرب أهلية بين العامين 1994 و1996. وبعد سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، قام الأكراد بتوحيد إدارتهم.
 
وعرف عن بارزاني أنه سياسي مغامر إلى أبعد الحدود، وآخر تلك المغامرات، كان تصميمه على إجراء استفتاء على انفصال إقليم كردستان في 25 سبتمبر الماضي، رغم معارضة بغداد ودول المنطقة والعالم.
 
وترجمت الحكومة الاتحادية في بغداد غضبها بالتقدم عسكريا باتجاه الإقليم، مستعيدة غالبية المناطق المتنازع عليها مع أربيل، وخصوصا محافظة كركوك الغنية بالنفط.
 
ووسط انقسام حزبي في كردستان، وضغوط خارجية، تحول الحلم إلى كابوس عندما فشل رهان بارزاني على استفتاء الانفصال، مما أفقده الكثير من الرصيد الذي بناه طيلة عقود.
 
فبعد فوزه في الانتخابات غير المباشرة في العام 2005، أعيد انتخاب بارزاني مرة أخرى في العام 2009 بنحو 70 في المئة من الأصوات في أول انتخابات عامة، ليبدأ ولاية جديدة من أربع سنوات.
 
وبعد انقضاء المدة، مدد البرلمان الكردستاني ولاية بارزاني لعامين. لكن مع بداية الأسبوع الحالي، قرر البرلمان تأجيل الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في الأول من نوفمبر، وتجميد عمل هيئة رئاسة الإقليم.
 
وصدر قرار تجميد الأنشطة الرئاسية لبارزاني بسبب عدم تمديد برلمان الإقليم ولايته الرئاسية مجددا بشكل قانوني، الأمر الذي ينهي صلاحياته الرئاسية، ليعلن بارزاني اعتزامه التنحي مطلع نوفمبر وإفساح المجال لقيادة أخرى تعبر بالإقليم مستقبلا بات مجهولا.