مغردون في المريخ.. استعراض على مارتن وإعراض عن الرئاسة!! "ماذا تعرف عن أمنية المبعوث إلى اليمن؟"

Wednesday 08 May 2019 12:43 am
مغردون في المريخ.. استعراض على مارتن وإعراض عن الرئاسة!! "ماذا تعرف عن أمنية المبعوث إلى اليمن؟"
----------
تفاوتت تعليقات وردود الناشطين اليمنيين، من إعلاميين وسياسيين وغيرهم، على دعوة (تمني) المبعوث الخاص، البريطاني مارتن غريفيث، أن تتخذ خطوات نحو إحلال السلام، خلال تغريدة موجزة عشية حلول شهر الصوم ضمنها "أطيب التمنيات للشعب اليمن".
لكنها إجمالاً سلطت الضوء على مشاعر دفينة من اليأس والنقمة تجاه الأمم المتحدة ومبعوثها تجتاح اليمنيين ولكنهم يفضلون التنفيس عنها بمهاجمة غريفيث الذي يلقى التجاوب الكامل من الرئاسة اليمنية، وهو ما يمكنه من الاستمرارية في اتباع نفس الأسلوب والخط الذي يسير عليه.
عدد قليل من المغردين أو الناشطين الذين أعادوا المسئولية على المسئولين الفعليين وأصحاب القرار في رأس السلطة ورئاسة الشرعية الذين خولوا غريفيث المضي قدماً في تنفيذ أجندته وفرض رؤاه وإمضاء إرادته وطبع المهمة الأممية بطابعه الخاص شديد الحساسية والاستفزاز لليمنيين الناقمين، منذ بداية تسلمه مهامه خلفاً لإسماعيل ولد الشيخ أحمد.
المثير واللافت هو أن معظم التعليقات على تغريدة المبعوث الخاص في تويتر ومن مغردين لصيقين بمسئولي الشرعية وبأصحاب القرار الرئيسيين والرئاسيين، ذهبت (كمن يغرد في المريخ) تكيل الدروس وتعيد شرح وتفسير الأزمة اليمنية وجوهر الصراع، وهو كلام كان ولا يزال الواجب يقتضي أن يوجه وأن يتوجه نصحاً ونقداً ومراجعة لذوي المسئولية الحصرية وراء التمكين لمهمة غريفيث أكثر وأبعد مما اقتضته مهمة مبعوث وميسر أممي لا صاحب قرار وصانع سياسات وتوجهات.
الذين ينقمون على غريفيث أكثر مما تحتمل مسئوليته المباشرة، إلا بما خولته إياها الشرعية من صلاحيات وسمحت له من تدخلات، يعيدون عرض واستعراض مقولاتهم المكرور حول جذر وجوهر المشكلة والصراع في اليمن.
لكن، أليس بمقدور هؤلاء أن يأخذوا طريقاً أقصر إلى الفائدة والإفادة فيتوجهون بالخطاب إلى الرئاسة التي تمادت في التعاطي واسترسلت في التجاوب مع رغبات وإرادة وتوجهات غريفيث، أياً كانت مواقفنا وقناعاتنا السلبية تجاهها؟
كان من البديهي أن تستحضر الرئاسة اليمنية تلك المسلمات والحقائق والوقائع التي تساق جهة غريفيث في تعليقات قصيرة وتغريديات ملحقة بتغريدته، وهي لن تجلب نفعاً أو نتيجة في المجمل، كان بديهياً أن تستحضرها القيادة اليمنية وهي تتعاطى إيجابياً ومراراً مع خيارات وتوجهات غريفيث.
والحال أن الأزمة المركبة التي تكتنف الحالة اليمنية، تتمثل في صناع القرار وفي مجاوريهم ومستشاريهم ومقربيهم ممن يشار إليهم بالنخبة.. النخبة التي تظاهر الرئاسة بالابتسامات الصفراء والمجاملات الخرقاء، وتكيل الاتهامات للنتيجة معفية السبب الدائم من المسئولية.