رجع ياقلب لأحبابك كفى غربة وتفريق !!

فؤاد باضاوي

           ( علي سالم بامهدي ) أسم تتوقف أمامه الكلمات وشاعر إستنطق العشق و الهوى وقال في الغرام حلو الكلام وعطر القوافي ، كلماته ذرر وقافيته عسل  ، إهتدى الشعر اليه وحدث مجتمعنا عن قضايا عاشها في أوبريتاته الفريدة ، مبدع تفرد في إسلوبه شعرا شعبيا في مدارة الغياضي والشبواني والعدة وسمرات المدروف والأغنية الشعبية والعاطفية والوطنية والأوبريتات على درب شاعر حضرموت الأول الراحل / حسين المحضار/ فكان محضارا تحضر قريحته بأعذب الكلمات والألحان فخلدت أعماله مع فرقة الشرطة الفنية وغناء له العديد من الفنانين  أبرزهم  الراحل كرامة مرسال وعبدالله مخرج وعبدالله بابرعوص وعلي بن محمد  وغيرهم ..                                           

تبتسم لي ﻭﺗﻀﺤﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻴﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻱ

ﻭﻏﺎﻳﺘﻚ ﺑﺲ ﻗﻬﺮﻱ ﻭ ﺃﻧﺸﻐﺎﻟﻲ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻱ

ﻳﻮﻡ ﺃﻧﺎ ﺳﺮﺕ ﺑﻌﺪﻙ ﻭﻟﻚ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ

مايودي مكان ، الكلام المعسل من طرف اللسان مايؤدي مكان ... وهذا اللحن للمرحوم ( ناصر مرجان وأبدع الفنان / علي بن محمد في أدائها ..

أجاد الشعر الشعبي فكان شاعرا مميزا  إمتطى حصان الأجادة في كتابة الأوبريتات فأنتجت قريحته أكثر من ( 18 ) أوبريتا عالج فيها الكثير من القضايا والسلوكيات المجتمعية حينها بينها ( التوبة ) والأم ( والضحية ) و( فتاة في حلم )  و ( بنت مرباط )( والبطاقة الهوية ) وكرم حينها من قبل وزير الداخلية ( محمد عبدالله البطاني ) بسيارة  تعامل لحنا مع الملحنين الأستاذ / أحمد مفتاح / و/ جمعان محروس وغيره 

جمعته بالفنان الراحل ( كرامه مرسال ) أعمالا غنائية كثيرة فاقت ( التلاثين ) أغنية صدح بها المرسال أبرزها ( بامجيمر ) و ( قلبي تاب ) و( ريت ياريت ماتودي ولاباتجيب ) ويصلح الله شأنك في الهوى ياحبيبي وشأني وغيرها الكثير ..

ولد في مدينة ( بروم ) غرب مدينة المكلا في العام1939م  وتفتحت عينيه على بحرها وبساتينها ومنها تشكلت ثقافته الشعرية الفذة وقال في بروم عدة قصائد جسدت العلاقة والإرتباط الوثيق بينه وبينها .. وكان موقعها الجميل بين البحر والجبل هو ملهمه وهام به عشقا وشغفا وشوقا وقال :   

سلامي ع ( بروم ) العز والتاريخ والمآثر

وفيها من رجال الجود . كم من جيد مايعذر

تأمنهم على سرك تحصلهم صناديق .

                                       

رجع ياقلب لأحبابك .. كفى غربة وتفريق

إذا تذكرت جلساتي ووقتي لي معاهم مر

يصب الدمع من عيني . وأتألم وأتحسر

ونفسي تكره العيشة وحالي يمتلي ويضيق 

رجع ياقلب لأحبابك كفى غربه وتفريق

ولو أنا على جمال ( الدحس ) فيها مابغيت أكثر

شلو اللول وجواهر البحر والعنبر

وخلو لي من العولي بروده والتناشيق 

رجع ياقلب لأحبابك كفى غربة وتفريق

لحنها وغناها /محمد صالح بن حميد /

مثلت له مدينة بروم الأم والأخت والبنت والحبيبة والصديقة والكنان الآمن وعشقه الذي لازمه في حله وترحاله وريحة أهله وبحرها والبر

    وكان فارسا لايشق له غبار في المساجلات الشعبية في شعر البديهة والحكمة عاش حياته في أحضانها وتفتحت قريحته في كنفها وتأثر بالتقلبات السياسية التي عاشها الوطن وقال كلاما كثيرا تألما وفرحا ، رد شاعرنا الراحل ( حسين المحضار ) على قصيدة ( علي بامهدي ) بامجيمر بأغنية ( طلبت الصلح والهدنة ) بعد أن أفهموا المحضار إن بامهدي قصده بقصيدة.  ( بامجيمر ) وهي على عكس  ذلك  ..

والحديث عن الشاعر ( بامهدي ) هو الحديث عن نصف قرن من الزمان في الساحة الشعرية والمساجلات الشعرية الشعبية وكتابة الأوبريت الغنائي  شاعرا وأديبا ومثقفا إقتفى أثر الكلمة الجميلة و ( تجابروا ياناس شوفوا الدنيا دنية ) كلمات للشاعر بامهدي ونسبت لغيره وأثارت جدلا واسعا في الأوساط الفنية وطمست منها الكلمات الحضرمية بلهجة أبينية غناها الفنان / عوض أحمد / ..

ومن القصائد الرائعة التي قالها الشاعر ( بامهدي) قبل وفاته بثلاث سنوات ولم تغنى حتى الأن :

قفلت باب العشق وطويت صفحات الهوى  وقنعت من دنيا                                                          يوم  قل الصدق   فيهم  وضاع المحتوى و تقلبوا عا كل  قالب                                                                    خانوا عهودي والمواثيق ونسوا وقوفي ساعة الضيق  وايام وليالي قضيناها ملاح                          (احباب قلبي  منهم قلبي جراح ).                                    

كذلك قام  بتأليف كتاب قيد الطبع بعنوان (( الشيخ سيلومي فارس المدارات )) عرف من خلاله بأستاذه الشاعر الفذ ( حسن بامزاحم سيلومي )

هو علما من أعلام حضرموت تنفس هواء بحر المدينة ( بروم ) سيذكره التاريخ وتتذكره الأجيال وستحكي عن شعره وأدبه الكثير وستفتخر عاشقته وحبيبته ( بروم ) وستفاخر برجل دمث الأخلاق كثير الإبداع وغزير الكلام وقوي المعاني وسلاما فقيدنا ( علي بامهدي )