قالت الناشطة اليمنية الحسناء هند الايراني انها عاشت اربع سنوات مع زوجها الذي احبته لكنها لم تعد كذلك وقررت ترك زوجها.
وتحدثت هند لراديو مونتاكارول في بث مباشروعلى الهواء قائلة بصوت حزين: "لم أعد أشعر بأي شيء تجاهه، مشاعري ماتت وأصبح زوجي غريبا عني، أربع سنوات من الزواج لم أشعر فيها أنني تزوجت، وزوجي لا أعرف عنه الكثير".
هكذا قالت لي الزوجة الشابة التي تزوجت في نهاية عام ٢٠١٤، في ذاك العام حضرت عرسها الذي كان مفعما بالبهجة والحب، فهي تحمل اعجاب ومحبة لهذا الشاب اللطيف الطيب الطموح الذي يبادلها نفس المشاعر، وكانت تعتبر نفسها محظوظة بالزواج منه.
ولكن هذه الفرحة لم تستمر طويلا، وبعكس المتزوجين حديثا وبدلا من سماع صوت الموسيقى والضحكات طغت أصوات التفجيرات. وكانت أول سنة زواج مليئة بالخوف ونوبات الفزع التي لم تتحملها الزوجة فقررت ان ترحل لبلد آخر وحيدة بدون زوجها الذي كان مضطرا للبقاء بسبب عمله.
"كنا نعتقد أن الحرب لن تطول، فقط أشهر وأعود لليمن ولبيتي الجديد مع زوجي الذي أحببته" هكذا قالت لي بحسرة.
مرت سنة وراء الأخرى لم يستطع فيها الزوج أن يلتقيها إلا كل ستة أشهر بسبب صعوبة السفر من اليمن وأيضا حالة الزوج المادية. شعرت الزوجة بالوحدة، ولأن الحرب تسببت في تعرض الزوج لحالة من الاكتئاب لم يستطع أن يعطي زوجته الاهتمام الذي كانت تنتظره... وساد الجفاء بينهما.
وبعد أربع سنوات من الحرب، أي أربع سنوات زواج بدون وجود حقيقي للزوج قررت هذه الزوجة الشابة أن تطلب الطلاق من زوجها.
"لا يوجد مشكلة في زوجي، هو شخص طيب ولطيف ولكن مشاعري تغيرت، كأنه شخص غريب عني. أنا غيرتني الغربة وهو غيرته الحرب".
قالت إن الزوج النبيل قال لها "لا أستطيع أن أرغمك على شيء إن كانت مشاعرك تغيرت من ناحيتي".
وهكذا تطلقت هذه الشابة الجميلة قبل أن تعيش زواجا حقيقيا في بيئة آمنة ومستقرة. الزوج أيضا قرر الرحيل وبيع بيتهما الجميل والهجرة لبلد آمن؛ بعد أن أصبح عمله لا يجني الكثير وعلم أن الحرب ربما تطول لسنوات أخرى.
خسرا الحب والبيت والوطن، وبدأت رحلة البحث عن حب جديد وبيت جديد ووطن جديد.