----------
لم يكن من المألوف – حتى وقت قريب – أن ترافق أعلام الأندية أو الأحزاب أو أي مكونات سياسية فرق الألعاب الشعبية "الشبواني" في المطالع السنوية التي تقيمها الحويف، فهذه الفعاليات الشعبية لها قوانينها وأنظمتها الخاصة، التي ظلت لعقود تحافظ على روحها ونقائها بعيدًا عن أي استقطابات أو مظاهر تعصب.
اليوم، ومع دخول بعض الشعارات والانتماءات الرياضية إلى ساحات الحافة، أصبحنا نشهد مظاهر غريبة، من رفع الكؤوس والشعارات الخاصة بالأندية، إلى هتافات لا تمت للموروث الشعبي بأي صلة.
رغم أن هذا قد يكون فرضه الواقع وتزايد تأثير الأندية وجماهيرها، إلا أن سلبياته كبيرة، أولها على الحافة نفسها، ومن ثم على منتسبيها، بل وعلى المجتمع بأكمله.
لماذا؟
لأن هذا التداخل يفتح بابًا واسعًا للتعصب والمشاحنات، ويشوّه الصورة الجميلة التي تقدمها الحويف في هذه المناسبات الشعبية الراقية.
نحن لا ننكر على جماهير الأندية مشاركتهم واحتفالهم، ولكن نرفض أن تتحول هذه المناسبات الشعبية إلى ساحة صراع بين جمهور هذا النادي أو ذاك، في وقت يُفترض أن تُظهر فيه هذه الألعاب تكاتف أبناء المدينة الواحدة لا تفرّقهم.
قد يختلف معي البعض، ولكن الواقع يؤكد أن التعصب الرياضي انتقل من الملاعب إلى الحافة، وهذا ما يجب أن نتوقف عنده بجدية.
المسؤولية هنا تقع أولًا على:
المقادمة وأصحاب الرأي والمكانة في هذه الحويف.
الشعراء والمشاركين في إبراز هوية هذا الموروث بشكل نقي، خالٍ من أي استقطاب.
رسالتي واضحة:
دعوا الألعاب الشعبية تبقى كما كانت.. مساحة للفرح والتلاحم، لا ساحة للتعصب والانقسام.
مع تأكيدنا واعتزازنا بأنديتنا الرياضية، وما تحققه من انتصارات وأدوار وطنية ومجتمعية، إلا أن لكل مقامٍ مقال، ولكل موروثٍ روحه التي يجب أن نحافظ عليها.
19 اكتوبر