.
*فؤاد باضاوي*
رحل الوالد (( خالد بن سالمين بن هلابي )) رجل البر والإحسان وعاشق المكلا الذي أحبها حبا جما وساهم في جملة مشاريع تعليمية تربوية تنموية بحب وإخلاص ووفاء لأهلها الطيبين ...
من حي الرواد بدأت تجارته في بيع وإصلاح الساعات وادرك الفقيد من يومها قيمة وأهمية الوقت في حياتنا وكان ربان النهضة الهلابية وقائد مسيرتها الناجحة ور ويدا رويدا وضع إسمه بين الكبار واسهم في ظهور الغرفة التجارية لأهمية حضرموت في التاريخ الماضي والحاضر والمستقبل ومن مصنع تعليب الأسماك الى (( غداؤكم بين أيديكم )) من مصنع دقيق حضرموت الذي إندرج ضمن الإحتياط المفقود لحضرموت من داخل أرضها ...
وتوسعت تجارة آل بن هلابي ولشعور الربان بأهمية الشراكة والمساهمة أشرك كل أولاده وأيضا أحفاده لإدارة أعمالهم بأنفسهم والإشراف عليها وتعليم الجيل الجديد خارجيا ليطلع بدوره مستقبلا في إدارة الأعمال والمشاريع الحالية والمستقبلية لمجموعة آل بن هلابي ...
لم يكن تفكير الوالد رحمه الله سطحيا بل أكثر حنكة ودهاء وإستراتيجية فلكل زمان دولة ورجال ...
في المجتمعات الكبيرة يخلد الكبار ممن قدموا خدمات جليلة لمجتمعاتهم ومن صنعوا أسمائهم بجدهم وكدهم وكذلك هي الأسر الكبيرة تكرم وتمجد وتعظم رموزها وقادتها والراحل خالد بن هلابي من هؤلاء وله من الإسهامات المجتمعية الكثير ويكفي أن نذكر منارة تعليم الفتاة ثانوية الميناء بالمكلا وغيرها الكثير الكثير ..
سيتذكرك التاريخ بكل فعل حسن عملته وسيتذكر عطاياك الجزيلة وعشقك لحضرموت وأهلها سينصفك المستقبل لامحالة فأنت الربان والفارس الهمام وفتى آل هلابي وحضرموت لاتنسى أهلها أيها الرجل الرشيد ...
يوما رحيلك لم يكن باليوم العادي على مدينة العشاق والسكون ... يوم رحيلك يوم توقفت فيه لغة الكلام وحل الدموع وسط الصمت الرهيب .... يوم رحيلك زلزل كيان آل بن هلابي صغيرهم قبل الكبير ... يوم رحيلك يوم جفت فيه الدموع وتاهت الخطوات ودارت عجلة الزمن الى الوراء مرات ومرات تتذكر بدايتك وترقب نهايتك العظيمة ...
تغمدك الله بواسع رحمته ومغفرته وأسكنك فسيح جناته وألهمك وأهلك وذويك الصبر والسلوان ..
إنا لله وإنا إليه راجعون !!!
