رب ضارة نافعة.. كيف يستفيد أرسنال من غيابه عن المسابقات الأوروبية؟

Sunday 23 May 2021 1:15 am
رب ضارة نافعة.. كيف يستفيد أرسنال من غيابه عن المسابقات الأوروبية؟
----------
يبدو أرسنال قريبا جدا من الغياب عن مسابقات كرة القدم الأوروبية أول مرة منذ 25 عاما، وقد يمثّل هذا الإخفاق فرصة للمدرب ميكل أرتيتا من أجل إصلاح الأمور وإعداد الفريق جيدا للمنافسة على الألقاب المحلية خلال الموسم المقبل واستعادة البريق المفقود.
ورأى تقرير نشرته صحيفة "ديلي ستار" (Daily Star) البريطانية، أن عدم تأهل أرسنال لخوض غمار المنافسات القارية في الموسم المقبل يمثل صدمة كبيرة لجمهور الفريق لكنه قد يفيد "المدفعجية" على أكثر من صعيد.
التأهل لدوري الأبطال من بوابة الدوري المحلي
ومنذ أن أصبح التتويج بالدوري الأوروبي بوابة للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم التالي، أصبحت الأندية تتعامل بجدية أكبر مع هذه المسابقة.
وقد قدم أرسنال مستويات مميزة في الدوري الأوروبي في المواسم الماضية وبلغ نصف النهائي 3 مرات في آخر 4 مواسم، وخسر المباراة النهائية في 2019، ولكنه مع غيابه عن المسابقة في الموسم المقبل، قد تكون الفرصة متاحة أمامه للتركيز على التأهل إلى دوري أبطال أوروبا من بوابة الدوري المحلي، وهو ما حدث مع أكثر من فريق.
ففي عام 2010 تأهل توتنهام إلى دوري أبطال أوروبا أول مرة منذ 21 عاما من بوابة الدوري، كذلك استطاع مانشستر يونايتد أن يتأهل إلى دوري الأبطال باحتلاله المركز الرابع في 2014 و2015، بعد أن غاب عن المسابقات الأوروبية تحت قيادة ديفيد مويس.
المنافسة بجدية على لقب الدوري
وفي الأعوام الأخيرة تمكن فريقان من الفوز بالدوري الإنجليزي في ظل غيابهما عن المسابقات الأوروبية، وهما ليستر في 2016 وتشلسي في 2017.
ويرى الكاتب أنه من الصعب على أرسنال أن يكرر تجربة ليستر لكنه يستطع أن يستلهم من تجربة "البلوز"، إذ أنهوا موسم 2015-2016 في المركز العاشر مع المدرب المؤقت غوس هيدينك لكنهم حققوا اللقب في الموسم التالي بفارق 8 نقاط عن أقرب منافسيهم.
وفي موسم 2013-2014 نافس ليفربول بقوة على اللقب إلى آخر جولة، واحتل المركز الثاني بفارق نقطتين عن البطل مانشستر سيتي، وقد غاب الريدز في ذلك الموسم عن المسابقات الأوروبية.
وحسب الكاتب، فإن أرسنال يستطيع بتشكيلته الحالية وبعض الصفقات الجديدة أن ينافس بجدية على لقب الدوري في الموسم المقبل في ظل ابتعاده عن المسابقات القارية.
فرصة لإعادة بناء الفريق
ويستطيع أرسنال أن يستغل الموقف ويعيد بناء الفريق الذي مرّ بكثير من الهزّات خلال المواسم الأخيرة.
ويملك أرسنال عددا من اللاعبين الموهوبين مثل مارتين أوديغارد وداني سيبايوس، ولكن إقناعهم بالبقاء لن يكون سهلًا في ظل الغياب عن المنافسات الأوروبية.
وقد أنهى الفريق خلال الموسم الحالي عقود عدد من لاعبيه أصحاب الخبرة مثل مسعود أوزيل وسوكراتيس باباستاثوبولوس وشكودران مصطفي، كذلك تأكد رحيل ديفيد لويز.
وسيكون الوقت مناسبا في ظل هذا الوضع لأن يمنح المدرب الفرصة الكافية للاعبين الشباب خريجي أكاديمية النادي مثل إينسلي مايتلاند نيلز وجو ويلوك وريس نيلسون، للمشاركة مع الفريق الأول.
مزيد من التدريبات لتحسين الأداء
وإزاء صعوبة التعاقد مع لاعبين من الطراز الرفيع خلال الموسم المقبل، فإن أرتيتا سيركز في المقابل على تحسين مهارات اللاعبين الموجودين حاليا في تشكيلته.
ويرى نجم أرسنال السابق، روبن فان بيرسي، أن عدم التأهل إلى الدوري الأوروبي سيمنح أرتيتا الفرصة لتكرار نجاحه في تجربته السابقة حين كان مساعدا لبيب غوارديولا في مانشستر سيتي.
وقال فان بيرسي في تصريح لقناة "بي تي سبورت" (BT SPORT) إنه "قد يكون من الأفضل لميكل أن يُخضع اللاعبين لمزيد من الحصص التدريبية للعمل على استيعاب خططه التكتيكية، وتحسين لياقتهم البدنية، والارتقاء بالأداء إلى مستوى أعلى، وهي من الشروط الأساسية لمنافسة الكبار. لذلك -حسب رأيي- فإنه من الأفضل عدم التأهل إلى الدوري الأوروبي والحصول على فرصة لمزيد من التدريبات".
جدول أقل إرهاقا
قد يكون جدول المباريات شاقا جدا عند اللعب محليا وأوروبيا. فعندما بلغ أرسنال نهائي الدوري الأوروبي عام 2019، كان قد لعب 58 مباراة، 15 منها على الصعيد القاري. في المقابل، كان تشلسي قد لعب 47 مباراة فقط عندما توّج بلقب الدوري عام 2017، في حين لعب كل من ليفربول وليستر سيتي 43 مباراة فقط، عندما نافس الليفر على اللقب في 2014، واعتلى سيتي منصة التتويج في 2016.
وفي الواقع، كان أرسنال محظوظا خلال الموسم الحالي لأن لم يعان كثيرا من الإصابات، ومع ذلك فقد خسر عددا من لاعبيه المؤثرين في أوقات حرجة، مثل مباراة نصف نهائي الدوري الأوروبي في مواجهة فياريال، إذ لعب الفريق منقوصا من 5 لاعبين أساسيين.
وفي الموسم المقبل، مع قلة المباريات والتنقلات، ستكون الفرصة متاحة للتركيز على المنافسات المحلية ومحاولة الظفر بأحد ألقاب الموسم.