كتب / مختار محمد حسن :
على مدار أكثر من قرن .. كانت مديرية صيرة .. أو كما يطلق عليها في الأصل (مدينة كريتر العتيقة)، منبع لنجوم كرة القدم والعديد من الرياضات الأخرى (سلة ، طائرة ، ألعاب القوى ، تنس الطاولة والسباحة وغيرها من الألعاب) ، وكانت المدينة هي صاحبة الكلمة العليا والانتصارات الكبيرة مع الأندية العريقة (المحمدي ، والحسيني، والأحرار ، والشباب الرياضي ، والأهلي والتلال) ، وكذلك الفرق الشعبية والمدارس والحارات .
في السنوات الماضية اختفت المواهب في مديرية صيرة ، وسط محاولات متواضعة من بعض الفرق الشعبية لاكتشاف المواهب ، مع عزوف الكثير من الشباب عن ممارسة الرياضة لعدة أسباب أهمها: عدم وجود ملاعب شعبية أو حتى ملاعب المدارس، وإن وجدت فهي ملاعب ذا مساحة صغيرة لاتلبي الطلب .
وكما هو معروف كانت غالبية اللاعبين البارزين في مدينة كريتر ، قد بدأ مشوارهم الرياضي من الحارات والمدارس والملاعب الشعبية، لكن الآن مديرية صيرة لاشوارع رياضية ولامدارس ولاساحات شعبية ، والتي كانت متنفسنا للعب كرة القدم والطائرة والسلة ، وحتى الألعاب الأخرى والتي نسميها ألعاب الظل.
فمن يتابع نتائج الرياضة في مديرية صيرة ، سيعرف أنها أصبحت تتعرض للخسائر الدائمة وسط صمت وترقب وحضور القائمين على الرياضة في المديرية.
فالرياضة المدرسية أصبحت في كل الألعاب تخسر (كرة القدم ، كرة الطائرة ، كرة السلة) ، وفي الحواري الفرق الشعبية كذلك تخسر وتنهزم وبعدت عن منصات التتويج ، فالمتابع سيعرف أن خلال السنوات الماضية وفي البطولات التي تقام على ملعب "الهوكي" لانجد بطلاً من صيرة ، وكل الأبطال من خارج المديرية (القلوعة ، القاهرة ، خورمسكر ، والشيخ عثمان والمنصورة).
الفئات العمرية في نادي التلال أصبحت بعيدة عن البطولات منذ سنوات طويلة ، ومايزعل أكثر أن أغلب مواهب (صيرة) تذهب إلى أندية خارج المديرية ، ولنا أمثلة كثيرة .
العاب الظل (طائرة ، سلة ، ملاكمة ، وألعاب القوى) ، جميعها تخفق في تحقيق البطولات ، لعدم الاهتمام من كل الجوانب .
إذا نحن أمام مشكلة تحتاج إلى الجلوس مع القائمين على الرياضة في مديرية صيرة ، والبحث عن حلول ، وإعادة تأهل الملاعب كملعب (ثانوية لطفي جعفر أمان ) الذي دمر ولم يعد يصلح للعب عليه ، كذلك ملعب الهوكي يحتاج اهتماما مع أن الجميع يتمنوا لو يكون هناك مشروع (تعشيب صناعي) .
هنا مساحة مناسبة لممارسة كرتي (الطائرة والسلة) وهي المساحة بين ملعب الحبيشي والمنارة ، لكن لانعرف سببا للاستفاذة منها أو حتى تأجيرها .
نادي التلال هو الأكثر معاناة في الفترة الأخيرة من خلال عدم تأهيل ملاعب النادي (ملعب كرة القدم في حقات) ملاعب السلة والطائرة وتنس الطاولة والملاكمة ورفع الأثقال .
فخلال السنوات الماضية كان فرق التلال تمارس كرة القدم على ملعب الهوكي الترابي أو في الساحل لعدم السماح لهم بالتدريب على ملعب حقات، وكرة الطائرة في ملعب ثانوية أبان ، والسلة على ملعب ثانوية باكثير وتنس الميدان في مدرسة غاندي ، والملاكمة في الشوارع ، وبقية الألعاب توقفت .
مع أن إدارة النادي تداركت الأمر وبحثت عن حلول ، كحل مشكلة ملعب حقات ، مع بناء صالة في النادي استطاعت فيها فرق الطائرة والسلة وتنس الطاولة ممارسة التمارين مع أن الصالة ليست قانونية المساحة ، لكنها ساهمت في بعض الحلول .
ملاحظات هامة :
1- التلال ممنوع من اللعب وأداء التمارين على ملعب الحبيشي (الفريق الأول + الفئات العمرية ، إضافة إلى عدم قدرة المدارس من اللعب على ملعب الحبيشي في الفترة الصباحية .
2- في مديرية الشيخ عثمان .. هناك بطولات للفرق الشعبية ، وبكل السنوات (فئة المفتوح + مواليد 2005 ، 2006 ، 2007) ، وهكذا ، فيما مديرية صيرة تقيم بطولة واحدة في شهر رمضان ، وهناك اجتهادات لإقامة بطولات في مدرسة باحميش أو مدرسة شمسان أو مدرسة سيف بن ذيزن ، لكن للأمانة لاتفي بالغرض وتظل اجتهادات شخصية من بعض محبي الرياضة في مديرية صيرة .
3- لو نبحث عن منتخب الناشئين لكرة القدم ، سنجد هناك لاعبين من نادي التلال .. لكن في الأصل هم من لاعبي محافظة أبين .
4- الكثير يتساءل عن أسباب هجرة لاعبي مديرية صيرة والذهاب لمديرية المعلا والتواهي والشيخ عثمان .