طارق ...النجم الغارق

Thursday 22 May 2025 6:30 pm
طارق ...النجم الغارق

طارق قاسم

يمني سبورت
----------

 

أ.د مهدي دبان

الحديث عن طارق ... النجم الغارق لا يمر دون أن يلامس شغاف القلب، فهو دائمًا مملوء بالأسى، معجون بالدموع، تفوح منه رائحة التنكر لتاريخه الطويل، ومشواره المضيء، ونجوميته التي لا يشوبها غبار. لا تجد اثنين يختلفان على موهبته الفذة، وأسطوريته التي سطرت في ملاعب الكرة الجنوبية، وبنفس القدر لا تجد من يختلف على حجم مظلوميته، والجحود الذي تعرض له طوال حياته.

قد يقول قائل: "هو السبب، لأنه لا يمتلك المؤهلات العلمية التي تجعل الجميع يسانده". وأقول: أليس ما قدمه من عطاء في ملاعب الجنوب، وتمثيله لكافة المنتخبات بكل فئاتها، وخدمته لناديه العميد التلالي العريق وحرثه للملاعب حرثا لا يعرف الكلل، حتى لقب بـ"صاحب الرئات الثلاث"… أليست هذه المؤهلات كافية؟ أليس هذا وحده جديرا بأن يشفع له ويجعلنا نلتف حوله ونكرمه؟ أليس جديرا بأن نرد له ولو جزءًا يسيرا مما أعطى؟

لقد قدم طارق سنوات شبابه وزهرات عمره فداءً للوطن وللرياضة، دون أن ينتظر مقابلًا، ودون أن يسأل: ماذا في نهاية الطريق؟ في ظل أن هناك لاعبين وجدوا لهم فرص عمل في المرافق والوزارات، وهم لا يمتلكون المؤهلات العلمية حتى أن  بعضهم لا يمتلك القدرة على القراءة والكتابة؟! ...وعندما يتعلق الأمر بالأسطورة طارق قاسم يتم وضع العقدة في المنشار ...

إنها القصة المتكررة، قصة النكران والجحود، التي تطال كل من أعطى بصدق، ثم ترك لتيه الأيام، ومخالب الحاجة تنهشه دون التفاتة، أو حتى نظرة شفقة.

نجمنا المحبوب.. طارق قاسم، يشبهنا، هو منا وفينا. خرج من عمق معاناتنا، عاش صعوباتنا، لكنه لم يرمِ يوما المنديل. مقاتل بطبعه، عزيز النفس، حتى لو مات جوعا،  لكن، أما آن الأوان أن نلتفت إليه؟ أن نقول له: "شكرًا.. نحن معك"؟

هذه الكلمات نوجهها إلى كل من يملك القرار أو التأثير: أنقذوا النجم الطارق، فهو اليوم في أمسّ الحاجة لمن يقف معه، يواسيه، يمد له يد العون، ليس صدقة، بل عرفانا، وتقديرا، لسنوات التضحية التي قدمها دون انتظار جزاء أو شكور.

لقد قدم "السبت وكل أيام الأسبوع"، ولم يجد "الأحد" كما يُقال، ولم يجد "أحدًا". فلنكن "أحدهم"، قبل أن يبتلع الطوفان آخر ما تبقى من أحلامه.