الأديب في أخلاقه... والسيف في عطائه

Saturday 19 July 2025 2:18 pm
الأديب في أخلاقه... والسيف في عطائه

أديب

يمني سبورت
----------

أ.د. مهدي دبان

في حي المسرح الوطني بالتواهي، حيث كانت تُعرض مسرحيات الفرسان والأمراء، وُلد فارس حقيقي لم يكن على خشبة المسرح، بل على أرض الواقع وفي قلوب الناس... إنه "أديب سيف"، اللاعب الأنيق، والإنسان الذي حمل اسمه صفاته بكل صدق. كان مؤدبا لدرجة تخجل معها من نفسك، مبتسما دائما، ودودا حتى وهو في أقسى معاركه مع الأمراض المزمنة التي لم تزده إلا نقاء وطهارة، وكأن الله اختاره ليلقاه طهورا نقيا.

في الملاعب، كان حلم كل ناد عدني أو يمني أن يضم لاعبًا مثله. غزال بخفة حركة وسرعة، يجيد اللعب ظهيرا أيسر وقلب دفاع بنفس البراعة والاتزان، وتسديداته لا تعرف التردد، ومساندته الهجومية كسيفٍ حاد، لا يرحم. يشبه الأسطورة مالديني، في روحه وأدائه، وربما في وفائه وهدوئه، فقد كان قطعة فنية داخل المستطيل الأخضر. إنه أديب سيف، ابن نادي الميناء في التسعينيات، الذي لولا إصابته المبكرة واغترابه، لربما أصبح أسطورة لا تقل عن كبار اللعبة.

ولأنه من أبناء التواهي، ومن حي المسرح الوطني، فقد تشرب الرقي والثقافة، فكان فارسا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لم يسكن فقط هناك، بل سكن قلوب من عرفوه وأحبوه. تمنياتنا القلبية له بالشفاء العاجل، وأن يلبسه الله ثوب العافية، ويمنحه القوة ....آمين