أطباء يتوصلون إلى علاج ثوري للسرطان

Monday 30 November -1 12:00 am
أطباء يتوصلون إلى علاج ثوري للسرطان
----------


توصل العلماء إلى علاج ثوري للسرطان يعتمد على استخدام الخلايا المناعية الخاصة بالجسم لمهاجمة الأورام، وأشيد بهذا الإنجاز الجديد على اعتباره أنه نقلة نوعية في علاج المرض.

وبحسب التقارير، فقد أظهر المرضى الذين كانوا يعانون من سرطان الدم في حالة متأخرة، ولم يكن من المتوقع أن يعيشوا أكثر من 5 أشهر، تعافيا تاما بعد 18 شهرا من فحوصات المتابعة مع عدم وجود مؤشرات على عودة المرض، حسبما كشف العلماء.

وفى إحدى التجارب التي أجريت على خلايا” تى” أحد أنواع خلايا الدم البيضاء، والتي تم معالجتها في المختبر لتحديد خلايا الورم ومهاجمتها، فإن أكثر من 90% من إجمالي 35 مريضا يعانون من سرطان الدم الليمفاوي الحاد قد تعافوا تماما.

وفى تجربتين سريريتين أخريتين أجريت على 40 مريضا يعانون من سرطان الدم الليمفاوي أو غير الليمفاوي، استجاب أكثر من 80% من المرضى للعلاج، وتعافى نصفهم تقريبا بشكل تام على مدار 18 شهر.

وستنشر النتائج التفصيلية لتلك التجارب في وقت لاحق هذا العام، إلا أن النتائج المختصرة قد تمت مناقشتها في الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم التي أنهت مؤتمرها السنوي في العاصمة الأمريكية واشنطن أمس .

غير أن المتخصصين في دراسة السرطان حثوا على الحذر إزاء النتائج الأولية لعلاج خلايا “تى” وقالوا إن الأمر لم ينجح على الجميع، وأن بعض المرضى تعرضوا لآثار جانبية سامة وماتوا.

إلا أنهم قالوا أن التحسن الذي تحقق لدى بعض المرضى الذين فشلت معهم كل أنواع العلاج الأخرى كان غير مسبوق.

قال الدكتور ستانلي ريدل من مركز أبحاث سرطان فرد هاتشينسون في سياتل: “كان أمر غير مسبوق في مجال الطب أن نحصل على معدلات شفاء عالية من قبل المرضى الذين يعانون من الأورام التي تقاوم العلاج الكيميائي التقليدي بجرعة عالية و خصوصا الذين فشلت معهم كل أنواع العلاج الأخرى ومن المتوقع أن يعيشوا لفترة تتراوح من 2-5 أشهر “.

وأضاف أن النتائج الأولية لاستخدام خلية “تي ” في العلاج غير مسبوقة وتعتبر نقلة نوعية في علاج السرطان وعلينا الاستمرار في ذلك و العمل على تطوير هذا العلاج .

تشكل خلايا ” تي ” ترسانة مهمة في الدفاعات المناعية للجسم فهي تساعد على تحديد غزو الفيروسات والبكتيريا وتحفظ الإصابة السابقة من أجل إطلاق استجابة مناعية سريعة عند تعرض الجسم للإصابة مرة أخرى.

طور فريق الدكتو ريدل طريقة تصنيع خلايا “تي” بحيث تقلل من حدوث رد فعل سام والذي يمكن أن يؤدي إلى الحمى القاتلة وانخفاض في ضغط الدم، وقال الدكتور ريدل: “نهجنا هو تكوين خلايا تي من تكوين المعرفة في كل مريض، مضيفا أن هذه الخلايا لديها القدرة على التكاثر والبقاء لفترة طويلة و ضرورية للتصدي للأورام .

العلاج “تي” يعمل بشكل أفضل على أورام الدم و النخاع العظمي، ويعتقد العلماء أن قوتها تكمن في حقيقة أن الخلايا التائية يمكن أن تعيش و تتكاثر لعدة أشهر أو حتى سنوات بعد أن يتم نقلها مرة أخرى للمريض .

ووفقا للدكتورة كيارا بونيني من معهد سان رافاييل العلمي في ميلانو : “وجدت إحدى التجارب السريرية التي تنطوي على نوع آخر من خلايا “تي ” أن تلك الخلايا بمقدورها العيش في مجرى الدم لمدة 14 عام من نقلها”.