شهدت كأس العالم 1934 في إيطاليا، العديد من الأحداث الاستثنائية التي لن تنسى، أبرزها أول مشاركة عربية على الإطلاق في تاريخ المونديال.
وتستعرض "العين الرياضية" من خلال سلسلة حلقات، قصة كل نسخة من كأس العالم، قبل انطلاقة منافسات مونديال قطر 2022.
احتضنت القارة الأوروبية من بوابة إيطاليا، النسخة الثانية لبطولة كأس العالم، بعد الانطلاقة الرائعة قبل 4 سنوات في أوروجواي.
وتشير التقارير إلى أن النظام الحاكم في إيطاليا وقتها بقيادة بينيتو موسوليني، هو من ضغط على الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لمنح بلاده حق استضافة النسخة الثانية من كأس العالم، وقد كان.
وأكدت العديد من الصحف العالمية أن البطولة أقيمت وسط أجواء ضبابية بسبب توتر العلاقة آنذاك بين أغلب دول العالم خاصة في أوروبا، لدرجة دفعت بعض المنتخبات للانسحاب من تلك النسخة.
أقيمت النسخة الثانية بمشاركة 16 منتخبا من مختلف قارات العالم، هي البرازيل والأرجنتين والنمسا وتشيكوسلوفاكيا وبلجيكا ومصر وفرنسا وألمانيا والمجر وهولندا ورومانيا، وإسبانيا والسويد وسويسرا والولايات المتحدة، بجانب إيطاليا البلد المضيف.
أقيمت منافسات النسخة الثانية من كأس العالم في 7 ملاعب بمختلف المدن الإيطالية، هي ليتوري في بولونيا، وسان سيرو في ميلانو، والملعب الوطني في روما، وجيوفاني بيرتا في فلورنسا.
قائمة الملاعب شملت أيضا ملعب ليتوريو في تريست، وبينيتو موسوليني في تورينو، ولويجي فيراريس في جنوة، وأخيرا ملعب جورجيو أسكاريلي في مدينة نابولي.
أقيمت البطولة كما سلف الذكر بمشاركة 16 منتخبا، ولم يتم تقسيمها لمجموعات، لكنها انطلقت مباشر من ثمن النهائي بالنظام الإقصائي.
الدور الأول شهد فوز إيطاليا على أمريكا (7-1) والمجر أمام مصر (4-2) وإسبانيا على البرازيل (3-1) والنمسا أمام فرنسا (3-2) وتشيكوسلوفاكيا على رومانيا (2-1) وسويسرا ضد هولندا (3-2) وألمانيا أمام بلجيكا (5-2) وأخيرا السويد ضد الأرجنتين (3-2).
المفاجأة الأبرز في تلك المرحلة، كان الخروج المبكر لعملاقي أمريكا الجنوبية؛ البرازيل والأرجنتين، بجانب منتخب فرنسا الذي كان مرشحا أيضا للتتويج باللقب آنذاك.
توج منتخب إيطاليا وقتها باللقب للمرة الأولى في تاريخه، وأشارت تقارير إلى أن هذا التتويج جاء بالأمر المباشر من موسوليني، حاكم البلاد وقتها.
وتؤكد العديد من التقارير أن موسوليني مارس ضغوطات كبيرة على لاعبي إيطاليا والجهاز الفني وهددهم بالقتل حال خسارة اللقب، واعتبر أن الأمر بمثابة إهانة كبيرة له ولبلاده.
وامتدت تهديدات موسوليني أيضا إلى حكام المباريات، الذين تعرضوا لاتهامات على نطاق واسع من المنتخبات المشاركة في البطولة، بمجاملة إيطاليا وتسهيل مهمة تتويجها باللقب.
المنتخب المصري هو أول منتخب عربي يشارك في كأس العالم، وذلك خلال نسخة 1934.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن منتخب مصر كان مقررا له المشاركة في نسخة أوروجواي 1930، لكن ظروف السفر حالت دون ذلك.
ممثل العرب وأفريقيا في النسخة الثانية ودع مبكرا بعد الخسارة في مباراته الأولى أمام المجر بنتيجة 2-4.
الحدث الأكثر غرابة في مونديال إيطاليا 34، كان غياب منتخب أوروجواي القوي للغاية وقتها عن البطولة، رغم أنه كان حامل اللقب وتتويجه الثاني على التوالي كان شبه مضمون "نظريا".
لكن منتخب أوروجواي رفض السفر إلى إيطاليا لعدة اعتبارات، أبرزها اعتراضه على انسحاب عدد من المنتخبات الأوروبية في النسخة التي استضافها قبل 4 سنوات.
كذلك لم تكن علاقة النظام الحاكم في أوروجواي على ما يرام مع نظيره الإيطالي بقيادة موسوليني، وكلها أسباب دفعة "السماوي" للانسحاب.
حصد جائزة هداف كأس العالم 1934، الأسطورة أولدريتش نييدلي، لاعب منتخب تشيكوسلوفاكيا السابق برصيد 5 أهداف.
أهداف نييدلي ساعدت منتخب بلاده في الوصول إلى المباراة النهائية، لكنه اصطدم بأصحاب الأرض وخسر بنتيجة 1-2.