"ميسي الجديد".. لقب بمثابة لعنة أنهت مسيرة العديد من المواهب العظيمة في عالم الساحرة المستديرة.
يأتي على رأس هؤلاء "الملعونين" فتى برشلونة الخجول بويان كركيتش، الذي توقع له الجميع مسيرة أسطورية، لكن أحلامه لم تر النور.
ويستعرض كووورة، ضمن سلسلة "أين هم الآن؟"، رحلة كركيتش الذي هدد مسيرة صامويل إيتو وكاد يقتل جوزيه مورينيو، وانتهى به الحال منسيا.
بعد عامين فقط من ظهور ميسي الأول مع برشلونة في 2004، بدأ الحديث عن موهبة جديدة في قطاع الناشئين بالنادي الكتالوني، "بويان كركيتش، ذلك الفتى المولود في 28 أغسطس/آب 1990، لأب صربي وأم إسبانية.
سُلطت الأضواء على بويان الذي سجل أكثر من 900 هدف مع فرق الناشئين، لينضم إلى منتخب إسبانيا تحت 17 عاما في بطولة أوروبا 2006، ليحصد البرونز ولقب الهداف، قبل أن يشارك مجددا في نسخة 2007، ويتوج باللقب وجائزة أفضل لاعب.
التقطه المدرب الهولندي فرانك ريكارد، وفتح له أبواب الفريق الأول، ليشارك في الدوري الإسباني بعد أسبوعين فقط من احتفاله بعيد ميلاده 17، كأصغر لاعب في تاريخ برشلونة، محطما الرقم المسجل باسم ميسي.
"بويان هو اللاعب الذي سيدفعني للاعتزال، لكن عمره 17 عاما فقط.. علينا ألا نضعه تحت ضغط كبير"، صامويل إيتو.
لم يخيب بويان ظن عشاق برشلونة، وما فعله في موسمه الأول استحق عليه أن يقارن بميسي، إذ تجاوز ما حققه البرغوث في أول موسمين، وجاء خلفه بفارق 4 أهداف فقط في موسمه الثالث، كما تفوق على رونالدينيو في دقائق المشاركة وعدد الأهداف، حل رابعا في ترتيب هدافي الفريق بفارق 6 أهداف عن صامويل إيتو و7 عن تييري هنري، لكن رحل ريكارد!
تولى المدرب الشاب حينئذ بيب جوارديولا قيادة برشلونة، وحاول بويان استكمال ما بدأه مع ريكارد، وخاض 42 مباراة في موسمه الثاني (1786 دقيقة)، سجل خلالها 10 أهداف وقدم 6 تمريرات حاسمة.
لكن الاعتماد كان أكثر على الثلاثي ميسي وهنري وإيتو، فسجل الأول 38 هدفا وأحرز الكاميروني 36 هدفا، بينما هز النجم الفرنسي الشباك في 26 مناسبة، وحقق البارسا السداسية التاريخية.
وفي ثاني مواسم بيب، انضم إبراهيموفيتش للبارسا، وقل الاعتماد أكثر على بويان، الذي سجل 12 هدفا في 1534 دقيقة، بينما حصل الشاب بيدرو على الفرصة وسجل 23 هدفا في 3299 دقيقة، وواصل ميسي انفجاره (47 هدفا).
"إنه اللاعب الوحيد الذي كاد أن يقتلني ويسبب لي أزمة قلبية، حين سجل هدف تأهل برشلونة أمام إنتر في نصف نهائي الأبطال 2010، لكن راية الحكم المساعد أنقذتني"، جوزيه مورينيو.
مر الموسم وجاء دافيد فيا، وانحصر دور بويان كلاعب بديل، ليشارك في 1554 دقيقة، سجل خلالها 7 أهداف، بينما تمسك بيدرو بفرصته وسجل 22 هدفا، وانفجر ميسي مجددا بـ53 هدفا، بينما أحرز فيا 23 هدفا، وتوج البارسا بدوري الأبطال مجددا.
استسلم بويان للرحيل "المؤلم" عن بيته، واتجه صوب روما الإيطالي، تحت قيادة لويس إنريكي، لكنه خيب توقعات الجميع هذه المرة، وانتقل إلى ميلان ثم أياكس وستوك سيتي وماينز وألافيس ومونتريال (كندا) وفيسيل كوبي (اليابان) ، قبل أن يعلن اعتزاله في مارس/آذار الماضي.
"أنا بويان كركيتش، ولست ليونيل ميسي، ليو يسجل 3 أهداف في المباراة، لذلك إذا أحرزت هدفا فأنا لست جيدا، حتى عندما ذهبت لروما وميلان الجميع كان يعتقد أنني لست بويان ولكني ميسي، ولم يكن أمامي أي خيار لإيقاف ذلك".