دائما ما تكون لحظة الاحتفال بالأهداف، فريدة من نوعها في عالم كرة القدم، حيث ترسم البسمة وتفجر جنون المشجعين، بينما تفرض الحزن على المنافس وأنصاره، كما أنها تمثل لحظة استثنائية لصاحب الهدف ربما ينسى فيها نفسه ويُقبل على احتفال عفوي "خارج عن السيطرة".
ومع انطلاق النسخة التاسعة من منافسات كأس العالم للسيدات التي تقام مناصفة بين أستراليا ونيوزيلندا، بمشاركة 32 منتخبا، يستعرض "كووورة" أجرأ لقطة في تاريخ المونديال.
في النسخة الثالثة من مونديال السيدات عام 1999، حققت الولايات المتحدة الأمريكية اللقب للمرة الثانية في مسيرتها، بعد سيناريو مثير وماراثون طويل مع الصين في المباراة النهائية امتد إلى شوطين إضافيين ولم يحسم إلا عن طريق ركلات الترجيح.
ورغم أن لحظة تسجيل الولايات المتحدة للركلة الأخيرة (ركلة الفوز) كانت مميزة، إلا أن ما قامت به صاحبة الركلة براندي شاستين، بعد الهدف، كان وسيظل عالقا في عقول الملايين.
فبعد إحرازها ضربة جزاء حققت فوز بلادها في نهائي كأس العالم للسيدات، وفي رد فعل مثير للجدل، خلعت قميصها احتفالا بالهدف، في تقليد "ذكوري بحت" لم تعتد عليه جماهير الكرة النسائية قط.
هذا الاحتفال ربما سيظل خالدا في سجلات الكرة العالمية بشكل عام وليس الكرة النسائية، بسبب جرأته الشديدة، إذ أن الجماهير اعتادت مشاهدته في ملاعب الرجال، بل وتحظره الآن قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حيث يحصل اللاعب الذي يقوم به على كارت أصفر مباشر.
لكن براندي لم تكن تهتم في هذه اللحظة سوى بالتعبير عن فرحتها الجنونية، أمام أكثر من 90 ألف مشجع في ملعب "روز بول" الكبير بولاية كاليفورنيا (موطن شاستين).
وقالت براندي وهي تتذكر هذه اللحظة "خيم الصمت على الملعب، من المدهش إسكات عشرات الآلاف بهذه الطريقة، كنت سأسمع دقات قلبي لو توقفت (عن الاحتفال)".
وعادة ما كانت شاستين تستخدم قدمها اليمنى لركل الكرة، لكن هذه المرة وجهها المدرب، توني ديكيكو، إلى استخدام اليسرى، حيث قالت "لم أركل أبدا الكرة بقدمي اليسرى في أي مباراة تنافسية، فما بالك بكأس العالم".
وكان الهدف من هذا الخيار الجريء، هو خداع حارسة الصين جاو هونج، التي تعرف شاستين جيدا، بل وتصدت في نفس العالم لركلة جزاء منها، تسببت في خسارة الولايات المتحدة أمام الصين.
لذلك قررت براندي الامتثال لتعليمات مدربها وبالفعل نفذتها بنجاح لتفوز "سيدات العم سام" باللقب الغالي على أرضها وبين جماهيرها وينطلق احتفال "شاستين" الجنوني.
وعن هذا الاحتفال، قالت شاستين "خلعت القميص ولوحت به في الهواء فوق رأسي ثم جلست على ركبتي في الأرض للاحتفال. ولم أخطط لرد الفعل هذا من قبل. كان خليطا من التلقائية والجنون والراحة والمتعة والرضا".