بشرة زجاجية بيضاء.. تعرفي على الجانب المظلم لمنتجات تفتيح البشرة

Sunday 20 July 2025 7:50 am
بشرة زجاجية بيضاء.. تعرفي على الجانب المظلم لمنتجات تفتيح البشرة
----------

.
تبدأ رحلة الحصول على بشرة زجاجية لامعة، موحدة وخالية من التصبغات والتجاعيد، بسلسلة من الإجراءات، أبرزها تفتيح لون البشرة، عبر جلسات أو أدوية. خطوة تبدو عابرة، لكنها في نظر الخبراء ليست كذلك، بالنظر إلى كم المتاعب الصحية المحتملة والمعقدة، التي تتبعها على مدار السنوات التالية، هكذا ينتقل الراغبون في بشرة لامعة ومشرقة -دون قصد- إلى جوانب صحية مظلمة ليست بالحسبان.

حمى تفتيح البشرة حول العالم
بلغت قيمة السوق العالمي لمنتجات تفتيح البشرة نحو 11.2 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ترتفع لتصل إلى 16.1 مليار دولار بحلول عام 2030، في مؤشّر واضح على اتساع سوق تُرسَّخ فيه فكرة أن البشرة الفاتحة هي معيار الجمال والجاذبية.

وتعزز هذه النظرة دراسة تحليلية نُشرت عام 2019 في المجلة الدولية لطب الجلد، استندت إلى بيانات جمعت من 76 ألف شخص حول العالم، حيث أظهرت أن متوسط استخدام منتجات تفتيح البشرة عالميا يبلغ 27.2%، ما يعني أن واحدا من كل 4 أشخاص تقريبا استخدم هذه المنتجات في مرحلة ما من حياته.

وبات من الواضح أن تفتيح البشرة لم يعد مجرد هوس تجميلي، بل تحول إلى قضية ترتبط بالصحة العامة والهوية الثقافية في العديد من المجتمعات حول العالم.

تدعم هذه المعطياتِ أرقام تقرير صادر عن شركة "بريستين ماركت إنسايتس"، التي حللت سوق منتجات تفتيح البشرة عالميًا خلال الفترة ما بين 2025 و2035، في أكثر من 40 دولة.

ووفقًا للتقرير، فإن الإقبال الأكبر على هذه المنتجات يأتي من آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، حيث لا تزال البشرة الفاتحة ترتبط بالجمال والمكانة الاجتماعية. ويُظهر التقرير أن 25% من النساء في هذه المناطق يستخدمن منتجات تبييض البشرة، بينما تُوجَّه 80% من مبيعات السوق إلى النساء ذوات البشرة الداكنة.

لكن المفاجأة الأبرز كانت في أن 33% من النساء أبدين استعدادهن لاستخدام منتجات تبييض سريعة المفعول، حتى لو كانت من مصادر غير معروفة، في مؤشر مقلق على تغليب النتائج السريعة على معايير السلامة.

.
واختُتم التقرير بالتحذير من أنه رغم النمو المتوقع لسوق التفتيح عالميا، إلا أن هناك مخاوف جدية تتعلق بالمخاطر الصحية المرتبطة باستخدام مواد سامة أو غير آمنة في هذه المنتجات، إلى جانب قيود تنظيمية محتملة قد تُبطئ من توسع السوق مستقبلا.

Nagwan Lithy - وصلت نسبة مبيعات مستحضرات تفتيح البشرة إلى 10 مليارات دولار (بيكساباي) - "هوس البياض".. النساء ينفقن 10 مليارات دولار لتفتيح البشرة
الإقبال الأكبر على هذه المنتجات يأتي من آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط (بيكساباي)
الوجه الآخر لمنتجات تفتيح البشرة
يعتمد إجراء تبييض البشرة بالأساس على استخدام مجموعة من المواد الكيميائية التي تقلل إنتاج الميلانين -الصبغة المسئولة عن لون الجلد- لكن الآثار الجانبية المتوقعة قد تكون خطرة للغاية في غياب الرقابة على منتجاتٍ أغلبها مجهولة المصدر، حيث العديد من المضاعفات خاصة مع الاستخدام طويل الأمد للمواد المبيّضة دون إشراف الطبيب، ورغم الدور الفعال للعديد من المواد المبيضة للبشرة، إلا أنها لا تبدو آمنة، أشهرها:

الكورتيكوستيرويدات الموضعية أو المحقونة، والتي قد تسبب ترقق الجلد، وضموره، وظهور علامات تمدد، واحمرار، فضلا عن التهاب الجلد حول الفم، وزيادة احتمالات التعرض للعدوى الجلدية، بالإضافة إلى الألم في موضع الحقن.

الزئبق غير العضوي، قد يسبب الطفح الجلدي، والتقشر والحكة، فضلا عن أن الاستخدام طويل الأمد قد يؤدي إلى تلف الكلى، ومشاكل عصبية مثل الرعاش وفقدان الذاكرة، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى.

الهيدروكينون، يستخدم لتقليل إنتاج الميلانين، ويمكن أن يسبب حدوث تغير دائم في لون الجلد، فضلا عن الطفح الجلدي وتورم الوجه، وصولا إلى سرطان الجلد، لهذا فهو محظور في أوروبا وأجزاء من آسيا بسبب العواقب المحتملة على المدى الطويل.

الجلوتاثيون تشمل الآثار الجانبية لاستخدامه عن طريق الحقن آثار سامة على الكبد والكلى والجهاز العصبي، فضلا عن مخاوف بشأن الإصابة بمتلازمة ستيفنز جونسون، ويقترن حقنه عادة بفيتامين سي عن طريق الوريد أيضا، مما قد يتسبب في حصوات بالكلى إذا كان البول حمضيا، ويقترن استخدامه لفترات طويلة بسرطان الجلد، خاصة وأنه لا توجد تجارب سريرية منشورة حتى الآن تقيّم استخدام الجلوتاثيون عن طريق الحقن لتفتيح البشرة، كما أنه لا توجد مبادئ متفق عليها للجرعات المناسبة أو مدة العلاج.

وتشير الوكالة الأميركية للغذاء والدواء عبر موقعها الرسمي أنه لم تتم الموافقة على أي منتجات قابلة للحقن لتفتيح البشرة، وأن الموافقة الوحيدة التي صدرت عنها للجلوتاثيون كحقن، كانت لاستخدامه كعلاج مساعد في العلاج الكيميائي وليس لأغراض أخرى.

البشرة الدهنية
إجراء تبييض البشرة يعتمد بالأساس على استخدام مجموعة من المواد الكيميائية التي تقلل إنتاج الميلانين (شترستوك)
التريتينوين، أظهرت الأبحاث أنه يسبب عيوبا خلقية للأجنة، فضلا عن ردود الفعل التحسسية المتوقعة، واحمرار الجلد.

حمض الأزيليك، رغم أنه من مواد طبيعية في الأساس إلا أنه قد يسبب احمرارًا وحكة وتهيجًا، لكن الأثر الأسوأ هو زيادة الحساسية للشمس.

حمض الغليكوليك، رغم أنه من البدائل التي ينظر لها على انها آمنة إلا أنه يزيد من حساسية الشمس، ويسبب تقرحات في بعض الحالات.

حمض الكوجيك، يزيد أيضا من حساسية الشمس، وتهيج واحمرار الجلد.

..

بالإضافة إلى مخاطر أكبر تشمل فيروسات الكبد الوبائية بي وسي وصولا إلى الإيدز، فضلا عن العديد من الأمراض المعدية الأخرى إذا تمت جلسات الحقن في منشآت غير معقمة.

رغم الإغراءات التي تقدمها منتجات تفتيح البشرة، فإن الطريق إلى "البياض المثالي" ليس دائمًا آمنًا. فالصحة أهم من المظهر، والوعي هو الخطوة الأولى نحو اختيار مسؤول.

المصدر: الجزيرة + مواقع إلكترونية.