- محمد غالب احمد / رئيس الملجس الاعلى للرياضة في الجنوب - سابقاً:
وأخيراً ابتسم القدر لإنصاف تاريخ آخر الرجال المحترمين، من طينة الأوفياء لشرف الولاء وأخلاقيات الانتماء، عاشق الوطن والأرض والإنسان، والذي تحمَّل نتاج هذا "العشق الأبدي" لكل عذابات الزمن الوحدوي بشموخ المناضل الصلب الذي لا تهزه أعاصير الرياح والأجواء الطقسية السياسية المتقلبة بحسب ظروف أحداث الزمان والمكان، لتجد محمد غالب أحمد كالجبل لا تهزه ريح.
أيها السادة، حقاً لقد ابتسم القدر، مؤخراً، للأخ الوطني الصادق الأديب الرياضي والسياسي الموقف الأستاذ محمد غالب أحمد، الوزير الأسبق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (سابقاً) بقيادته لــ"المجلس الأعلى للرياضة" ليتحمَّل رياضة وطن خلال الفترة 1986-1989م.
وفي عهده، كان أبرز القادة الرياضيين بالعاصمة التاريخية عدن، ليحمل مشاعل أفراح كل الرياضيين الوطنيين الشرفاء، باليوم التاريخي 22 مايو 1990م إيذاناً بتلاحم الشعب اليمني بالوحدة الوطنية لليمن.
وفي ظل راية الوحدة اليمنية، وبعد أن كانت في نظر كل الرياضيين الأوفياء مجرد حلم لتصبح حقيقة، تقلَّد الأخ الأستاذ محمد غالب أحمد منصبه الجديد كـنائب وزير بوزارة الشباب والرياضة خلال الفترة 1990-1994م، لتندلع حرب صيف 94م المشئومة، ومن يومها عادت حليمة إلى أساليب عادتها القديمة، لتنتهي كل الأحلام الشريفة.
ولكن من يمتلك دماً وطنياً حراً يظل متمسِّكاً بشعرة معاوية، بالشارع الرياضي والإبداعي في وطنه الكبير، على أمل عظيم أن وحدة اليمن مهما حاول البعض تمزيق لُحمة أبنائها سنجد اختلاق هذا البعض تحت مجهر التاريخ، طال الزمن أو قصر، فالأفراد زائلون، والشعوب بكل الأوفياء هي الباقية، والأستاذ محمد غالب أحمد رمز كل الشباب، ليظل عنواناً بارزاً لصمود الرجال.
من هذا المنطلق، وفي الزمن الرياضي والسياسي المناسب، أُعلنها وبكل وفاء الرجال، وبثقة القائد الرياضي لــ اللجنة الأولمبية اليمنية، الأستاذ عبدالرحمن محمد الأكوع، شمس شموس اللجنة الأولمبية قائلاً للجميع: آن الأوان لأن يفرح كل الشباب والرياضيين في ربوع اليمن بالشخصية الوطنية الوحدوية البارزة، القائد والأديب الرياضي الأستاذ محمد غالب أحمد، الوزير، الرئيس الأسبق لــ"المجلس الأعلى للرياضة" عام 86م (قبل وحدة الوطن)، ليصبح نائباً لوزير الشباب والرياضة (بعد وحدة الوطن) إلى جانب مواقفه الوطنية ليصبح رمزاً للشباب.
يا لها من كلمات صادقة من قامة وطنية ورياضية تحمل كل عناوين الوفاء لمن كانوا رموزاً للأوفياء، بين رمزين كبيرين هما عبدالرحمن الأكوع، ومحمد أحمد غالب، والأخير استطاع نيل ثقة اللجنة الأولمبية بالإجماع، ليكرّم غالب اليوم بأرفع جائزة للجنة الأولمبية الدولية للعام 2014م، ويحمل هذا الوسام الذهبي الدولي شعار "الفن والرياضة".
لقد استحق آخر الرجال المحترمين، محمد غالب أحمد، ذلكم التكريم الذي انتظرناه طويلاً، ليأتي بالزمن الوطني الصعب، لن نقول لأديبنا القائد الرياضي محمد غالب أحمد مبروك لكم هذا الوسام الرفيع، بل نقول لأنفسنا مبروك لنا هذا التكريم، ولا يسعنا إلاّ أن ندعو الله بإطالة عمره، وأن يجعله رمزاً وطنياً معطاءً للشباب، فكيف نفرح بأنقى قلب عرفته بهذا الزمن؟