مثل قرار مجلس التعاون لدول الخليج العربي الخاص بانضمام اليمن إلى دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم، فرصة لتطوير الكرة اليمنية واحتكاكها بمستويات عالية.
وتنفيذا لذلك القرار التاريخي فقد حضرت اليمن بوفد إداري رسمي في خليجي 15 بالعاصمة الرياض عام 2002، وتستعد نفس المدينة اليوم لاستضافة الدورة 22 للبطولة.
الأهداف اليمنية في خليجي 22
عند الحديث عن المشاركة اليمنية في خليجي 22 لا يمكن إغفال الظروف المعقدة التي تعيشها الجمهورية اليمنية امنيا وسياسيا وعلى كل المستويات.
ويمكن اعتبار المشاركة اليمنية رغم كل تلك الظروف حالة تحدِّ وإصرار تهدف إلى التغلب على كل ذلك عبر الرياضة الفعل الإنساني القادر على جمع الناس حول شيء واحد – منتخب كرة القدم – بعد ان فرقتهم السياسة ومزقتهم الانتماءات والولاءات الحزبية والمذهبية والمناطقية.
وبالرغم من الأوضاع التي يعيشها اليمن، يمكن الإشارة إلى أن منتخب خليجي 22 هو أفضل المنتخبات اليمنية استعدادا للبطولة على المستوى الرياضي بعد منتخب خليجي20 بعدن، فقد حرص الاتحاد اليمني لكرة القدم على التعاقد مع مدرب أجنبي بشكل مبكر، ومنحه كل الصلاحيات في اختيار الأسماء للمنتخب، والأكثر من ذلك هو ان الاتحاد اليمني أطلق موسمه المحلي مبكرا في شهر أغسطس حتى يساعد المنتخب في التحضير للبطولة عن طريق استعداد اللاعبين فنيا وبدنيا بمشاركة فرقهم في التدريب واللعب أثناء المباريات الرسمية المحلية.
وبعيدا عن الطموح الشعبي اليمني بالمنافسة الذي يرتفع سقفه حد إمكانية تحقيق اللقب، ينظر الرسميون في اليمن بواقعية للمشاركة السابعة في كأس الخليج، فهم يدركون قوة المجموعة التي يلعب منتخبهم ضمنها والتي تضم " السعودية، قطر، البحرين" وهي منتخبات قوية وتستعد لنهائيات كأس أمم آسيا بإمكانيات مالية اكبر، وفي ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية لا يمكن مقارنتها بمثلها في اليمن، وانطلاقا من ذلك فان طموحات اليمن - رسميا - تقف عند واقعية البحث عن أداء مشرف وتسجيل حضور ايجابي بالأداء على ارض الملعب بندية وقوة تؤكد ان الأحمر اليمني ليس كمالة عدد أو مجرد جسر عبور الفوز عليه بأهداف كثيرة يحسم التأهل إلى الدور نصف النهائي، مع جعل سقف الطموح مرفوعاً إلى حد استعادة النقطة وربما تحقيق الفوز في واحدة من المباريات كإنجاز غير مسبوق.
تعدد الخيارات وسوء الاختيارات:
تتشابه الكرة اليمنية مع نظيرتها في السعودية في العراق بتعدد الخيارات المتاحة أمام مدرب المنتخب الوطني بسبب كثرة الأندية الممارسة للعبة وزيادة عدد اللاعبين المنضوين في إطارها ، وبالاستفادة من تلك الميزة يمكن القول ان المنتخب اليمني الوحيد من بين كل منتخبات البطولة الذي أعيد بناؤه من جديد بعد خليجي 21 عبر عملية فرز وتجريب شملت أكثر من 80 لاعبا ضمهم المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب إلى معسكرات المنتخب في مجموعات متفرقة إلى ان وصل إلى قائمة الـ 26 التي غادرت معه إلى المعسكر الأخيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة بداية من 24 أكتوبر الماضي، تم استبعاد ثلاثة منهم وإعادتهم إلى أنديتهم "سعود السوادي/ صدام الشريف/سالم موسى" واختيار الـ 23 الذين سيمثلون اليمن في البطولة، هذا قبل إصابة الهاجري التي أدت إلى نقص القائمة إلى 22 لاعبا فقط.
ويظهر إصرار المدرب سكوب على أفضلية قائمته جليا من خلال حرصه الحفاظ عليها، لكن الشارع الكروي اليمني لم تعجبه قرارات سكوب الخاصة باستبعاد سعود السوادي وسالم موسى بل ويرى ان هناك سوء اختيار من قبل المدرب وان هناك أسماء كان لابد من وجودها في المنتخب على رأسهم المدافع احمد صادق الخمري محترف الميناء العراقي العائد هذا الموسم إلى فريقه السابق شعلة عدن، وزميله في الدفاع محمد بارويس الذي اختار سكوب من رفاقه في أهلي صنعاء 8 لاعبين وغض الطرف عنه رغم تألقه في النادي والمنتخب خلال المدة الماضية، إضافة إلى المهاجم الأكثر تألقا محسن قراوي.
تشكيلة سكوب تحت الميكرو "سكوب":
تضم القائمة النهائية للأحمر اليمني المقرر وصوله اليوم إلى الرياض 23 لاعبا هم: "أحمد الحيفي، أحمد علوس، أكرم الورافي، أيمن الهاجري، حمادة الزبيري، سالم عوض، سامر فضل، عبدالمعين الجرشي، عبدالواسع المطري، علاء الصاصي، فؤاد العميسي، محمد العبيدي، محمد الغمري، محمد إبراهيم عياش، محمد بقشان، محمد فؤاد، مدير عبدربه، معتز قائد، ناطق حزام، نزار رزق، وحيد الخياط، وليد الحبيشي، ياسر الجبر"، وبعدن تأكد استبعاد أيمن الهاجري بسبب الإصابة التي تعرض لها في مباراة عمان الودية نقصت القائمة إلى 22 لاعبا وربما تصبح 21 ان غادرها اللاعب ياسر الجبر للسبب ذاته، وهي في المجمل قائمة يغلب عليها عنصر الشباب، كما أنها تختلف كثيرا عن القائمة التي شاركت في خليجي 21 بدولة الإمارات التي تجددت بنسبة تفوق الـ 80 % .
وإذا تذكرنا أداء المنتخب في تصفيات كأس آسيا 2015م وخروجه في المركز الأخير للمجموعة التي ضمت قطر والبحرين وماليزيا لابد من القول ان كل خطوط المنتخب اليمني تشعر المتابع بالخوف والقلق، فلسان حال المنتخب في كل خطوطه هو الاهتزاز والضعف.. غير ان الناظر لأداء اللاعبين في المباريات الودية الأخيرة، والمتابع لظهور اللاعبين في البطولة المحلية، حتى حراسة المرمى التي كانت مطمئنة بوجود المخضرم سالم عوض، وزميله سعود السوادي والمنضم حديثا سامر فضل، أصبحت أكثر الخطوط اليمنية اهتزازا كنتيجة لتمسك سكوب بالحارس محمد عياش والتضحية بسعود السوادي الذي قيل انه استعبد بعد ان أصبح متعاليا على التدريب وغير مهتم بالمنتخب.
أما في خط الدفاع فيبرز المدافع الهداف محمد فؤاد الذي أصبح أساسيا في مباراة عمان بعد ان لعب في الشوط الثاني أمام الكويت ليثبت انه أساس قلب الدفاع على أمل ان يظهر إلى جانبه من يعوض إقصاء الصادق في المركز، هناك من يرى ان معتز احمد زميله في الصقر هو الأقدر ، لكن سكوب مازال يراهن على مدير عبدربه وحمادة الزبيري مع إنهما يلعبان على الأطراف.
وفي خط المنتصف كان الاعتقاد ان القائد اكرم الورافي الذي عاد إلى التشكيلة اثر تألقه مع فريقه الصقر حامل اللقب بعد غياب هو دعامات خط الوسط إلى جانب المحترف في البحرين سالم موسى، لكن الوديات أظهرت اعتماد سكوب على نجم أهلي صنعاء احمد الحيفي مع المتألق عبدالواسع المطري الذي يملك القدرة على الربط بين الوسط ومعهم في الارتكاز فؤاد العميسي وفي المقدمة عبدالمعين الجرشي الذي هز شباك الكويت وديا إضافة إلى النجم علاء الصاصي.
أما في الهجوم فان الأوراق اليمنية تبدو مبعثرة بعد غياب الهاجري وإصابة الجبر، وليس من خيار أمام المدرب إلا وحيد الخياط ومحمد العبيدي، وربما استدعاء لاعب من اليمن والمرشح الأبرز محسن القراوي من صقر تعز.
منتخب خليجي 22 يختلف عن سابقه باختلاف عقلية مدرب المنتخب، فبعد ان اشتهر البلجيكي توم سنتيف باعتماده خطة لعب دفاعية صرفة في المباريات الودية وحصص التدريب قبل خليجي 21، يتبع خلفه سكوب نهجاً متوازناً بين الدفاع والهجوم بطريقة منحت للاعبين الحرية في اللعب بغية تحقيق الفوز ولكن بشرط اعتماد التوازن في الأداء بين الدفاع والهجوم وذلك ساهم بظهور المنتخب بشكل مختلف، أو على الأقل ذلك ما أظهرته نتائج المباريات الودية التي أسفرت عن فوز على المنتخب الاولمبي الماليزي بهدف المدافع محمد فؤاد، قبل التعادل سلبيا مع المنتخب الاندونيسي الأول وايجابيا مع منتخب العراق(1-1) وبالنتيجة ذاتها أمام الكويت قبل الخسارة من عمان 2-0 يوم الجمعة الماضي، بعكس سابقه الذي خسر كل ودياته السابقة للبطولة حتى أمام أندية مغمورة، وخسر بعدها كل المباريات.
اليمن لعبت كرة القدم قبل الخليج
وفقا لما هو مدون في كتاب تاريخ الممارسة الرياضية فان اليمن تعتبر أول دولة ممارسة لكرة القدم من بين الدول ألثمان المشاركة في البطولة، ففيه تأسس أول ناد في الخليج والجزيرة العربية – التلال 1905م – ثاني الأندية العربية بعد السكة الحديد المصري، أما الاتحاد اليمني لكرة القدم فقد تأسس عام 1962م في عدن وانضم إلى الفيفا سنة 1980م.
عدد الأندية المعترف بها من قبل الاتحاد اليمني لكرة القدم 110أندية من أصل 326 نادياً في البلاد، أما عدد اللاعبين المسجلين رسميا فهم 9200 لاعب، وتضم قائمة الحكام 500 حكم من بينهم 10 في القائمة الدولية منهم أربعة في الساحة و 6 مساعدين.