يفتتح المنتخب اليمني الأول يوم الخميس المقبل مشاركته في منافسات النسخة الثانية والعشرين من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي تستضيفها المملكة العربية السعودية في الفترة من 13 حتى 26 نوفمبر الجاري بمشاركة ثمانية منتخبات تمثل دول مجلس التعاون الخليجي واليمن والعراق.
ويسعى الأحمر اليمني إلى تقديم صورة مغايرة في حضوره السابع بالبطولة عندما يقص شريط الافتتاح لمبارياته أمام منتخب البحرين في اليوم الأول لانطلاق المنافسة، قبل أن يواجه قطر يوم 16 نوفمبر، ويختتم دور المجموعات بلقاء صاحب الأرض المنتخب السعودي يوم 19 من الشهر ذاته.
ويأمل الجهاز الفني واللاعبون ومعهم اتحاد الكرة والشارع الرياضي أن يتم تجاوز الظروف الصعبة التي مر بها المنتخب خلال التحضيرات، وان تنجح التشكيلة الشابة في تحقيق الفوز الأول بعد ست مشاركات عجاف.
فلاش باك..
استهل المنتخب اليمني حضوره في البطولة منذ خليجي ( 16 ) الذي أقيم في دولة الكويت عام 2003 بعد جهود مشتركة بذلتها الهيئات الرياضية والمؤسسات الرسمية اليمنية بالشراكة مع جهات وشخصيات في دول مجلس التعاون الخليجي وكللت بالمشاركة في تلك النسخة التي كانت بمثابة البروفة الرسمية الأولى لأبناء ( اليمن السعيد)، بتواضع في الأداء والنتائج بصورة بدت مطابقة للترشيحات التي سبقت خوض المنتخب لأولى مبارياته في البطولة.
وعلى الرغم من أن الضيف الجديد على البطولة استهل تلك المشاركة ببداية جيدة تمثلت بالتعادل مع المنتخب العماني بهدف مقابل مثله إلا أن النتائج التالية لم تتواصل على المنوال ذاته حيث اكتفى المنتخب الذي لعب تحت إشراف المدرب الصربي ميلان بالنقطة اليتيمة التي حققها في الافتتاح وخسر مبارياته الأخرى أمام البحرين 1 ــ 3 وأمام الكويت 0 ــ 4 وأمام قطر 0 ــ 3 وأمام الإمارات 0 ــ 3 وأمام السعودية 0 ــ 2.
وشاركت اليمن في (خليجي17 ) الذي أقيم في قطر في 2004 بقيادة المدرب الجزائري المعروف رابح سعدان ، ولم تسجل جديدا على صعيد النتائج تحديدا على الرغم من النظام المختلف للبطولة المتمثل بنظام المجموعات الذي تم اعتماده بعد عودة العراق إلى البطولة وارتفاع عدد المشاركين إلى ثمانية منتخبات.
وكما كان الأمر في المشاركة الأولى للمنتخب اليمني فقد انتهت مباراته الأولى بالتعادل أمام البحرين بهدف مقابل مثله، قبل أن " تكر حبات السبحة" بخسارتين أمام السعودية 0 ــ 2 وأمام الكويت 0 ــ 3 .
ودخلت اليمن اختبار (خليجي 18 ) في ثالث مشاركة لها بقيادة مدرب عربي آخر إذ اشرف على حظوظها في البطولة المصري محسن صالح ، وفي هذه النسخة بالذات وصل اليمنيون إلى مشارف الاقتناع بما قدمه المنتخب من أداء في جميع المباريات التي لعبها تقريبا، لكن النتائج بقيت عند حاجز التعادل الوحيد والنقطة اليتيمة!.
الأحمر اليمني استهل حضوره في خليجي الإمارات في العام 2007 بالتعادل " الاعتيادي" الذي كان أمام الكويت بالنتيجة ذاتها هدف مقابل مثله، وكما جرت العادة في البطولتين السابقتين فقد توالت الخسائر بعد ذلك وكانت أمام الإمارات 1 ــ 2 وأمام عمان 1 ــ 2 أيضا.
وحين جاء الموعد للمشاركة في البطولة للمرة الرابعة في (خليجي 19 ) التي جرت في ضيافة سلطنة عمان في يناير 2009 كان اليمنيون يتطلعون إلى مواصلة التحسن الذي طرا على منتخبهم في أبوظبي، وبالتالي تحقيق نتائج جيدة تخرج عن المألوف إلا أن ذلك لم يتحقق ، حيث أن المنتخب المتحسن منذ عامين تقريبا عاد إلى تواضعه السابق وتجاوز ذلك إلى حدود الانهيار أمام منافسيه في دور المجموعات.
في تلك النسخة من البطولة غاب توهج البداية المعتاد عن المنتخب، وتلاشت النقطة بعد أن خسرت اليمن مبارياتها الثلاث في الدور الأول بنتائج هي الأقسى في تاريخها بالبطولة حتى الآن.
في افتتاح مبارياته خسر الأحمر اليمني أمام الإمارات 1 ــ 3 ثم سقط أمام السعودية 0 ــ 6 في مباراة شهيرة أطاحت بالمدرب المصري محسن صالح ليتسلم الوطني سامي النعاش المهمة في المباراة الأخيرة التي انتهت بخسارة ثالثة وكانت أمام قطر 1 ــ 2.
ومن جديد اعتقد اليمنيون أن بطولة (خليجي 20) ستكون ضالتهم المنشودة لتحقيق النتائج التي انتظروها منذ مشاركتهم الأولى، وراهنوا على استضافة بلادهم للبطولة في الفترة بين أواخر نوفمبر و بداية ديسمبر من عام 2010 وعلى الزخم الذي وعدت به الجماهير.
وفيما أوفت الجماهير بما وعدت به وحققت الامتياز في تفاعلها كان المنتخب بقيادة الكرواتي يوري ستريشكو يسير في الاتجاه المغاير عبر نتائج أكثر من مخيبة توجت بالخروج من الدور الأول بعد السقوط أمام السعودية 0 ــ 4 والخسارة من قطر والكويت 1 ــ 2 و0 ــ 3 على التوالي.
وبعد مخاض عسير أمضاه المنتخب في التحضيرات ، ومصاعب جمة اكتنفت مسيرة إعداده دخل الأحمر اليمني منافسات البطولة الأبرز على مستوى المنطقة من جديد حيث أوقعته قرعة (خليجي البحرين) المقام في يناير 2013 ضمن المجموعة الثانية إلى جانب السعودية والعراق والكويت.
وتزامنا مع المشاركة جاء الإعلان عن التعاقد مع البلجيكي توم سين تيفيت ، لتبدأ مرحلة جديدة حملت من الآمال ما حملت ، خصوصا بعد الوعود التي كالها المدرب ـ الرحالة ( توم ) والتي ذهب في بعضها إلى حدود الشطط .
ورغم تلك الوعود التي لامست شغاف القلوب لدى قطاع من المتابعين، إلا أن المنتخب حافظ على عادته في تلقي الخسائر واحدة تلو الأخرى، إذ أنهى المشاركة بالخروج من دور المجموعات بثلاث خسائر متشابهة أمام الكويت والعراق والسعودية وبنتيجة 0 ــ 2 في كل الحالات.