معلومة طبية: - الفخذ : وحدة مترابطة ما بين الحوض ومفصل الركبة

Monday 30 November -1 12:00 am
معلومة طبية: - الفخذ : وحدة مترابطة ما بين الحوض ومفصل الركبة
-متابعات:
----------

علاقة الانسان بالكرة قديمة وقديمة جدا، وهي تكاد تكون اساسية بفعل الرياضات العديدة التي تم ابتكارها وباتت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

 

فخارج ميادين الاحتراف، ينشأ الانسان مع الكرة ويطور علاقة وطيدة معها فتواكبه في كل مراحل حياته.

 


صحيفة "السبورت" الالكترونية من خلال الزميل برنار الطّيار توجهت الى الدكتور شارل كسرواني(*) ليطلعها على ابرز عوامل تطور هذه العلاقة قديما، قبل ان يخوض معها غمار كرة القدم بشكل خاص وتحرك كل طرف من اطراف القدم ودوره في عملية ركل الكرة. في حلقة اليوم سنتكلم عن القدم بالتفصيل من حيث تركيبتها البيولوجية والإصابات التي تتعرض لها وطرق معالجتها.

 

 

 

إن عظمة وعضلات الفخذ تؤلف وحدة مترابطة ومتماسكة ما بين الحوض ومفصل الركبة. وقد تطور هذا الجزء البيوميكانيكي مع تزامن التغيُّر الحركي من أربعة أرجل في الوضعية الافقية الى الوضعية العامودية بساقيْن حيث تحرّرت اليدان.
مما جعل مفصل الورك في الحوض نقطة محورية أساسية ورئيسية في حركة المشي والركض والقفز والجلوس والوقوف. فكان للإنسان عندئذٍ إنجازاته في السفر والصيد وتسلق الأشجار عبر ملايين السنين.
وهذا التطور العامودي للفخذ مع الحوض ساعد الإمرأة في عملية الحبل بوضعية وحيدة مميزة لا ثانٍ لها.
هذا من ناحية التطور العظمي للفخذ ما بين الحوض والركبة. أما العضلات التي تربط الفخذ ما بين الحوض والركبة تناغمت فيما بينها عبر الزمن أيضاً وتماسكت لتكوِّن زوايا جديدة تربط المفاصل بعضها مع البعض وغيَّرت مسار الحركة الديناميكية والبيوميكانيكية ليكون ما هو عليه اليوم في كل إنسان منا.

 

 

 

تقوم عظمة الفخذ بنقل توازن الجسم من منطقة الحوض الى الركبة. تُساهم بذلك جميع العضلات في الإتجاهات الأربعة لتؤمّن إستقرار الإنسان عامودياً، مقاومة جاذبية الأرض، وتلعب دورها الحركي ما بين الحوض والركبة ليتمكن الإنسان من إنجازاته اليومية أو الرياضة.
إن الطاقة العضلية تنتقل من محور الحوض الى عضلات الفخذ لتولّد الحركة اللازمة التي يريدها الإنسان.
فكلما كانت هذه العضلات مترابطة بشكل قوي وثابت في التوازن وسليم في الإستعمال كلما نجحت الحركة في الإداء. منها قوة مفصل الركبة، ثبات في إستقرار الحوض في جزئه العضلي وتناغم هذه الأجزاء الثلاثة في جميع الإتجاهات.
تتميز عضلات الفخذ بعددها الكبير إضافة الى الاوتار والأربطة القوية جداً. يرافقها شبكة كبيرة ومتشعّبة من الاوعية الدموية والاعصاب مما يجعل من الفخذ آلة مركزية للقوة والطاقة ومقاومة الجاذبية.
بقدر قوة عضلات الفخذ بقدر ضعفها في حالات عديدة وكثيرة، إن كان الإنسان الرياضي أو غير رياضي.
وبالأخص تصبح هذه المنطقة البيوميكانيكية حساسة جداً عند المتقدمي بالعمر. 

 

 

 

يتعرض لاعب كرة القدم لإصابات متنوعة في منطقة الفخذ:
-  التمزق الوتري أو العضلي أثناء الإداء الحركة بالاخص من الجهة الخلفية العضلية للفخذ.
- تمدد العضلات أو الأوتار بحالات الضغط القوي.
- نزيف من الاوعية الدموية في العضلات نتيجة التشنج القوي.
- إلتهابات متنوعة عضلية أو وترية نتيجة الإرهاق أو خلل مفصلي في الاعصاب الأساسية في أسفل فقرات العامود الفقري. فتسبب بشعور الشلل في منطقة الفخذ.
- كسر عند عنق عظمة الفخذ في الحوض أثناء الوقوع بعنف.
- كسر في وسط عظمة الفخذ عند التصادم مع لاعب آخر.
- خروج عظمة الفخذ من محور الركبة في حالات إستثنائية.
- تشنجات متكررة ومؤلمة في عضلات الفخذ بحال لم يتم تحميتها كما يجب.
- إرهاق قوي في الفخذ مما يولّد نقص في الإداء أو ضعف في الحركة. وتتوقف الحركة ذلك بسبب عملية بيو كيميائية داخل خلايا العضلات، وذلك بأمر من أعصاب الدماغ في الجهاز العصبي-العضلي للفخذ.
لكل من هذه الإصابات والعوارض لهل علاجها الخاص بها من علاج دوائي طبّي او جراحي تصحيحي وترميمي وإعادة التأهيل من خلال العلاج الفيزيائي.
ولكل من هذه الإصابات أيضاً لها وقتها للشفاء بحسب درجة الإصابة.
لذلك على لاعب كرة القدم أن يتحلى بالصبر والمثابرة في العلاج الفيزيائي -المرحلة الاخيرة بعد العلاج- لكي يتمكن من الرجوع الى أرض الملعب بشكل منتج وسليم.
لا شيء ثابت في الإنسان.
فكل شيء نسبيّ.
وقوة الإنسان نسبية أيضاً مهما كانت قدراته ثابتة وقوية.
والرياضي إنسان يستهلك جسده بكل طاقاته. فعليه المحافظة على ما يمتلكه من طاقة وقوة ويُجسّده بشكل صحيح وسليم ومنطقي.

 

(*) الدكتور شارل كسرواني هو معالج فيزيائي، وأخصائي بالحركة البيوميكانيكية الرياضية
physiothérapeute medico-biomécanique du sport