"اليمن اليوم الرياضي" يكشف خفايا رحيل سكوب عن المنتخب الوطني
ما الذي دار في اجتماع شيباني ورفقائه مع سكوب؟
لماذا غادر سكوب معسكر المنتخب فجأة رغم حرصه على الاستمرار؟!
بماذا هدد سكوب اتحاد القدم، وما الذي كان يريده شيباني منه؟
كيف خسر منتخب اليمن من الفلبين رغم عزمه على تعويض خسارته؟
ما العرض الذي تقدم به اتحاد كلباء حتى يفضله سكوب على اليمن؟
اليمن اليوم الرياضي.. سـامي العمـري
بدا المشهد غامضا ومريبا حين رحيل التشيكي ميروسلاف سكوب وطاقمه الفني
فجأة عن قيادة الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم في 15 يونيو
الجاري.
كان سكوب يُعد المنتخب لمواجهة منتخب الفلبين في الدوحة في اليوم
التالي، وذلك بعد اتفاقه مع الاتحاد اليمني العام لكرة القدم على قيادة
المنتخب حتى 30 يونيو عقب توقيعه عقدا لقيادة فريق اتحاد كلباء الإماراتي
ابتداءً من أول أغسطس القادم.
فبينما كان المدرب التشيكي يواصل مهمته في إعداد وتحضير منتخب اليمن
لمواجهة الفلبين، قفز أمين عام اتحاد كرة القدم الدكتور حميد شيباني إلى
معسكر المنتخب واجتمع يوم 14 يونيو مع المدرب سكوب بحضور عضوا مجلس إدارة
الاتحاد، رئيس بعثة المنتخب أحمد الشرفي، ومدير المنتخب عبدالوهاب
الزرقة، بالإضافة إلى رئيس لجنة المنتخبات بالاتحاد حسام السنباني ومساعد
مدرب المنتخب أمين السنيني.
عقب ذلك الاجتماع اختفى سكوب ومعاونيه، مدرب اللياقة، ومدرب الحراس، عن
المنتخب، ما يشي بحدوث أمور خفية دارت في الاجتماع الذي جاء بعد ثلاثة
أيام فقط من خسارة المنتخب الوطني من نظيره الكوري الشمالي بهدف دون رد
في الدوحة في افتتاح منافسات المجموعة الثامنة للتصفيات المزدوجة المؤهلة
لنهائيات كأس العالم (روسيا2018) وكأس آسيا (الإمارات2019)، والتي تضم
إلى جانب اليمن، منتخبات كل من كوريا الشمالية، الفلبين، البحرين،
وأوزبكستان.
استفهام وتعجب
ما الذي دار في الاجتماع ولماذا رحل سكوب عن المنتخب بشكل مفاجئ قبل يوم
واحد فقط من مواجهة الفلبين التي خسرها المنتخب بهدفين دون رد تحت قيادة
أمين السنيني في الجولة الثانية للتصفيات.. يكشف "اليمن اليوم الرياضي"
بعض تفاصيل ذلك حصل عليها من مصادر مطلعة في الدوحة.
عبده فشفشي
خبر المنسق الإعلامي للمنتخب الأول الزميل محمد الخميسي عن الاجتماع
والذي أرسله لوسائل الإعلام المحلية حينه، ورد على هامش خبر استعدادات
المنتخب، وحمل في طياته غموضا حول فحوى ما دار في الاجتماع، ربما لأن
المنسق الإعلامي لم يكن على علم تام بما دار، أو تنفيذا لتوجيهات تلقاها
من شيباني أو غيره من قيادة البعثة والمنتخب، لكن بدا جليا في الخبر
محاولة تلميع "شيباني"، وإظهاره على أنه "عبده فشفشي يعرف كل شي" .. كما
أن خبر المنسق الإعلامي اليوم التالي عشية المباراة أورد مبررا مثيرا
للسخرية حول مغادرة المدرب للمنتخب حين ذكر أن "سكوب انتهت مهمته مع
المنتخب عقب رفضه تجديد عقده، وأصبح مدربا لنادي اتحاد كلباء الإماراتي"،
وذلك قبل يوم واحد من مواجهة الفلبين.. وهو ما أثار أيضا علامات
الاستغراب والاستفهام حول صحة ما يزود به المنسق وسائل الإعلام، مع
احترامنا وتقديرنا لجهود المنسق الخميسي.
تسلسل الأحداث
كل ذلك دفع "اليمن اليوم الرياضي" للبحث عن الحقيقة الغائبة.. وتتبعنا
تسلسل الأحداث.. ففي يوم مغادرة المنتخب الوطني الأول اليمن متجها إلى
جيبوتي على متن باخرة مخصصة لنقل المواشي انطلقت من ميناء المخا في 31
مايو الماضي، حصل "اليمن اليوم الرياضي" على معلومات تؤكد أن المدرب سكوب
وقع عقدا لقيادة فريق اتحاد كلباء الإماراتي، فتواصل كاتب السطور مع
المنسق الإعلامي للمنتخب للتأكد من صحة المعلومات، لكن التأكيد جاء من
النادي الإماراتي في اليوم ذاته، فيما أفاد المنسق بعد يومين بأنه لايعلم
عن ذلك شيئا كما سأل السنيني والزرقة اللذان أفادا بأنهما لم يتلقيا أي
معلومة عن ذلك.
صفعة للاتحاد وهزلية تعامله
توقيع سكوب لاتحاد كلباء في 31 مايو وجه صفعة قوية للاتحاد اليمني لكرة
القدم الذي أعلن في 2 أبريل الماضي عبر رئيس لجنة منتخباته على توصل
الاتحاد لاتفاق مع سكوب لتجديد عقده الذي ينتهي في مايو الماضي، مع
تحسينات طفيفة في العقد.
عقب الإعلان الذي لم نظن أنه "كذبة إبريل"، توقع الجميع أن يبدأ اتحاد
كرة القدم إجراءات تجديد العقد مع سكوب.. لكن تخبط وعشوائية وهزلية تعامل
قيادة الاتحاد أعطت سكوب انطباع بعدم جدية الاتحاد على التجديد وبالتالي
لا مانع من النظر لعروض أخرى، سيما بعد انتهاء شهري ابريل ومايو دون
خطوات عملية، وذلك ما نبهنا به في "اليمن اليوم الرياضي" في عدد سابق،
حين استعرضنا المآزق التي وضع اتحاد كرة القدم نفسه فيها، ووضعه فيها
أيضا العدوان السعودي على اليمن الذي تؤيده قيادة الاتحاد.
حقيقة الاجتماع
معرفة ما دار في اجتماع شيباني ورفقائه مع سكوب، هو "اللب" الذي سيكشف
سبب مغادرة الأخير المفاجئة للمنتخب.. لذا ومنذ ذلك الحين ظل "اليمن
اليوم الرياضي" يبحث عن ذلك "اللب"، ترجمة عن المهمة الرئيسية لمهنة
الصحافة (البحث عن الحقيقة).
في الحقيقة لم يكن اجتماع شيباني مع سكوب لمناقشته حول استمراره مع
المنتخب كما جاء في خبر المنسق.. إذ حصل "اليمن اليوم الرياضي" على
معلومات من مصدر مطلع كان متواجدا في الدوحة أكد أن أمين عام اتحاد كرة
القدم، حاول الضغط على سكوب ليس للاستمرار مع المنتخب، فهو يعرف أن
المدرب التشيكي وقّع رسميا لاتحاد كلباء الإماراتي، بل حاول شيباني الضغط
على سكوب للتنازل عن بعض مستحقاته المالية المتأخرة لدى الاتحاد اليمني.
ضغوط شيباني وتهديد سكوب
محاولات شيباني وضغوطاته، أثارت حفيظة سكوب وواجهها بحزم، حتى وصل
الأمر حد تهديد الأخير باللجوء للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بغية
الحصول على حقوقه المالية التي يريد الاتحاد الذي يقوده أحمد العييسي
التملص منها.
كان رد الشيباني مزجعجا لسكوب حين أشار له بأن عقده مع الاتحاد اليمني
انتهى أساسا في مايو الماضي وأن لاحقوق لسكوب بعد ذلك التاريخ طالما وأنه
لم يجدد العقد، وذلك ما دفع الأخير إلى مغادرة معسكر المنتخب الوطني في
الدوحة فورا رغم أنه كان حريصا على الاستمرار حتى 30 يونيو الجاري بحسب
اتفاق سابق على أن يبدأ سكوب مهمته مع اتحاد كلباء في أول أغسطس القادم.
الهزيمة ووداعية سكوب
كان سكوب يريد أن تكون مباراة اليمن مع الفلبين مباراة وداعية لمنتخبنا
الوطني بالنسبة له، وكان اللاعبون متحمسون كثيرا لتكون أفضل وداعية
يقدمونها لمدربهم الذي عاشوا معه أيام جميلة وأنجز خطوة لم يستطع سابقوه
فعلها بالنسبة لمشاركات اليمن في دورات كأس الخليج حين تجاوز حاجز النقطة
إلى نقطتين.
مغادرة سكوب بتلك الطريقة المفاجئة نتيجة تعامل شيباني الفجة معه، أحبطت
معنويات اللاعبين، كما أربكت حسابات المنتخب، والمدرب الوطني أمين
السنيني الذي أوكلت له مهمة قيادة المنتخب قبل يوم واحد فقط من
المباراة.. وذلك ما ساهم بشكل رئيسي في الهزيمة من الفلبين بهدفين دون رد
رغم أن المنتخب كان عازم على تعويض خسارته من كوريا الشمالية.
لماذا فضّل سكوب اتحاد كلباء على اليمن؟
أي مدرب على وجه البسيطة، يريد ممارسة مهامه في أجواء تساعده على
النجاح، كما يطمح إلى تحسين دخله المادي، وذلك ما لم يجده التشيكي
ميروسلاف سكوب مع منتخب اليمن.
سكوب مدير الجهاز الفني للمنتخبين الأول والأولمبي، لم تطأ قدمه اليمن
منذ سبتمبر العام الماضي (2014م)، بسبب الأوضاع غير المستقرة في اليمن
والتي اضطرته لقيادة المنتخب في المعسكرات والمباريات خارج اليمن فقط،
بعد أن خاض معسكرا داخليا في صنعاء استمر قرابة شهرين خلال شهري يوليو
وأغسطس.
وبموافقة واطلاع قيادة الاتحاد اليمني لكرة القدم، كان سكوب يقود
المنتخب في الخارج، فيما كان مساعده، المدرب الوطني أمين السنيني يقود
المنتخب في معسكرات خفيفة داخل اليمن.
بمعنى أوضح.. عنصر الاستقرار الذي يساهم في إنجاح مهمة أي مدرب لم يكن
موجودا، ولعل أوضح دليل على ذلك هو عدم قدرة سكوب على تنفيذ برنامجه
الإعدادي للتصفيات الآسيوية المشتركة لنهائيات كأسي العالم وآسيا، إذ كان
من المفترض أن يقيم المنتخب الوطني الأول معسكرا لمدة شهر في قطر قبل بدء
منافسات مجموعته، غير أن العدوان السعودي الغاشم، و"الغباء" والعشوائية
المهيمنة على أداء الاتحاد اليمني لكرة القدم، حالت دون ذلك، ووصل الأمر
بالاتحاد أن يسفّر المنتخب الأول على متن باخرة مخصصة لنقل المواشي من
ميناء المخا حتى ميناء جيبوتي في رحلة بحرية شاقة استمرت 18 ساعة ثم جوا
إلى قطر ليقيم المنتخب معسكرا لمدة أسبوع واحد فقط تحت قيادة سكوب الأمر
الذي أسهم في تلقي المنتخب هزيمتين متتاليتين خلال خمسة أيام فقط.
غير أن الأهم في مغادرة سكوب هو العرض المغري المقدم له من نادي اتحاد
كلباء الإماراتي، فسكوب الذي يتسلم 20ألف دولار كراتب شهري مع منتخب
اليمن وبلا مقدم عقد أو مؤخر، أغراه العرض الإماراتي الذي سيتسلم بموجبه
راتب شهري 30 ألف دولار، بالإضافة إلى مقدم عقد بلغ 100ألف دولار،
ومميزات أخرى، وذلك فضلا عن الاستقرار الذي سيسهم بشكل كبير في إنجاح
مهمته.. وأي مدرب يتلقى مثل هذا العرض، بالتأكيد سيفضله عن ما يتحصل عليه
مع اليمن، حتى لو كان شيباني ذاته.
من يتحمل المسؤولية؟
أمام تلك المعطيات، يمكن القول أن المسؤولية قد تكون مشتركة في رحيل
سكوب عن المنتخب الوطني وما سيؤول إليه في المرحلة القادمة سيما وأن
المنتخبين الأول والأولمبي يواجهان استحقاقات هامة.. لكن المسؤولية
الرئيسية لايتحملها سوى الاتحاد اليمني العام لكرة القدم الذي أضاع
بعشوائيته وتخبطه فرصا عديدة على الكرة اليمنية للتطور والنهوض، بل
أوصلها إلى أسوأ مركز وتصنيف لها طوال تاريخها الطويل.
وما يزيد الأمور تعقيدا، أن من الصعب إيجاد مدرب على مستوى عالٍ لقيادة
المنتخبين الوطنيين الأول والأولمبي في ظل الظروف الراهنة التي يعاني
فيها اليمن عدوانا سعوديا حاقدا يستهدف الأرض والإنسان وطالت ضرباته
البربرية المنشآت الرياضية اليمنية حتى وصل الأمر إلى تدمير المنشآت
التابعة لاتحاد كرة القدم وتضرر مقره الرئيسي، بينما لا تزال عدد من