ﺃﺩﺭﺟﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ “ ﻳﻮﻧﻴﺴﻜﻮ” ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﺷﺒﺎﻡ ، ﻭﺳﻂ
ﺍﻟﻴﻤﻦ ، ﻓﻲ ﻻﺋﺤﺔ “ﻣﺪﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪّﺩ ” .
ﻭﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷﻣﻤﻴﺔ، ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺃﻥّ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﺑﺎﻵﺟﺮ ﺗﻌﺮّﺿﺖ ﻷﺿﺮﺍﺭ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ
ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠّﺢ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ، ﻭﺃﻥّ
“ ﺣﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻲ” ، ﺑﻤﺤﺎﺫﺍﺓ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ، “ﺗﻌﺮّﺽ
ﻷﺿﺮﺍﺭ ﻓﺎﺩﺣﺔ ” . ﻛﻤﺎ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺃﻥّ “ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﺒﺎﻡ ﺍﻟﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﺟﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ 16 ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ” .
ﺟﻮﺍﻫﺮ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ
ﻳﻌﺪّ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻴﻦ ﺃﺛﻤﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻧﻬﺎ . ﻭﺗﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺕ ﻋﺪّﺓ ﺃﻫﻤّﻬﺎ
ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺗﻀﺎﺭﻳﺴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﺋﻴﺔ ﺿﺪّ ﺍﻟﺴﻴﻮﻝ . ﻭﻫﻨﺎﻙ
ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﺒﺮﺟﻲ
ﻟﻤﺒﺎﻧﻴﻬﻤﺎ ﻣﻊ ﻛﺜﺎﻓﺘﻬﺎ . ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺗﺸﺘﺮﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﻼﺻﻖ ﻣﻌﻈﻢ
ﺃﺑﻨﻴﺘﻬﻤﺎ ﻟﻤﻨﺢ ﻛﻞّ ﺑﻨﺎﺀ ﻗﻮّﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ .
ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻮﺳّﻂ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺘﺎﻥ ﻣﺤﺎﻓﻈﺘﻴﻬﻤﺎ ﻭﺗﺘﺸﺎﺑﻬﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻲ
ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻬﻤﺎ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻬﻤﺎ ، ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﻴّﺰﺍﻥ ﺑـ ” ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ”،
ﻣﻊ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﻧﺠﺤﺖ ﺃﻭّﻝ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﻬﺠﻴﻦ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺘﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺪﺭﺟﺘﻴﻦ ﺿﻤﻦ “ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺨﻤﺲ
ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ”، ﻭﺩﻣﺞ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻟﻤﺒﺎﻧﻴﻬﻤﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﻨﺘﺠﻊ
ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺳﺒﺄ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﻫﻼﻝ ﺟﺰﻳﺮﺓ “ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﺟﻤﻴﺮﺍ ” ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺩﺑﻲ . ﻭﺷﺎﺭﻛﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻣﻌﺮﺽ ﻳﻤﻨﻲ ﺩﻭﻟﻲ،
“ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ”، ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻈّﻤﻪ
ﻣﺘﺤﻒ ﻟﻮﻳﺰﻳﺎﻧﺎ ﻟﻠﻔﻦّ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺪﻧﻤﺎﺭﻛﻴﺔ
ﻛﻮﺑﻨﻬﺎﻏﻦ، ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻛﻤﻔﺘﺎﺡ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ .
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻤﺘﺤﻒ ﻣﻔﺘﻮﺡ
ﻫﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻗﺪﻡ ﺟﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ،
ﺃﺧﻴﺮﺍً ، ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻟﻠﻴﻮﻧﺴﻜﻮ . ﻛﺎﻥ ﺃﻭّﻝ ﺍﺳﻢ ﻟﻬﺎ “ﺁﺯﺍﻝ ”،
ﻭﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﺫﻛﺮﻩ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻟﻤﺆﺳﺴﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﺎﻡ ﺑﻦ ﻧﻮﺡ .
ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻷﺛﺮﻱ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﺨﺮﻱ : “ ﻻ
ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻟﻨﻘﺎﺭﻧﻬﺎ ﺑﻬﺎ، ﻓﻬﻲ
ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻭﻃﺮﺍﺯ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﺃﺳﻮﺍﺭﻫﺎ ، ﻭﻓﻲ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ
ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﻬﺎ ﻳﺤﺲّ ﺑﺄﻧﻪ
ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺑﻀﻊ ﻣﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ، ﺣﻴﺚ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ” .
ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻲ ﻟﺼﻨﻌﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ، ﻟﻜﻦ ﺃﺛﺒﺘﺖ
ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺃﻥّ ﻣﻌﺎﻟﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﺛﻴﺔ ﻛﻤﺪﻳﻨﺔ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 70
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ . ﻇﻬﺮﺕ ﻷﻭّﻝ ﻣﺮّﺓ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺄﺭﺏ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺤﺼّﻨﺔ .
ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ، ﻭﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ،
ﻭﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ، ﻛﺬﻟﻚ، ﺳﻮﺭ ﺿﺨﻢ ﻣﺒﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺒﻦ
ﻭﺗﺘﺨﻠّﻠﻪ ﺳﺒﻊ ﺑﻮﺍﺑﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ .
ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ
ﻭﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﻣﻜﻮّﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﺛﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻴّﺪﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﻄﺮﺍﺯ ﻣﻌﻤﺎﺭﻱ
ﻭﻫﻨﺪﺳﻲ ﻓﺮﻳﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﻱّ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺃﻱّ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻳﻤﻨﻴﺔ
ﺃﺧﺮﻯ . ﻭﻳﻤﺘﺎﺯ ﻣﻌﻤﺎﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﻤﻼﺀﻣﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺰﺧﺎﺭﻑ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺩ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻵﺟﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ
ﺍﻟﺨﻔﻴﻒ ﻭﺍﻟﻄﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﺺّ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﺍﻷﺧﺸﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﺑُﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺼﻠّﻰ
ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻜﺎﺗﺪﺭﺍﺋﻴﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ . ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ
ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ، ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﺳﻊ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ .
ﻭﻗﺪ ﻫﺪﻣﺖ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑـ100 ﺳﻨﺔ . ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ
ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻴﻼﺀ ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻓﺒﻨﻰ
ﺃﺑﺮﻫﺔ ﺍﻷﺷﺮﻡ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘُﻠَّﻴﺲ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﺮﻛﺰﺍً ﻟﻠﻘﻮّﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻟﻠﺤﺒﺸﺔ . ﻛﻤﺎ ﺑﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﺛﺎﻟﺚ
ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ . ﻭﺣﺎﻓﻈﺖ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺍﺙ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺩﻳﻨﻲ ﻭﺳﻴﺎﺳﻲ ﺗﺠﻠّﻰ ﻓﻲ 6500 ﻣﻨﺰﻝ ﻭ106
ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻭ 21 ﺣﻤﺎﻣﺎً ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟـ 11 .
ﺷﺒﺎﻡ : ﻣﺎﻧﻬﺎﺗﻦ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ
ﺑﻨﻴﺖ ﺷﺒﺎﻡ ﻗﺒﻞ 600 ﺳﻨﺔ . ﻭﻳﺼﻔﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻮﻥ ﺑـ ” ﻣﻨﻬﺎﺗﻦ
ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ” ، ﺣﻴﺚ ﻧﺎﻃﺤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺗﺘﻸﻷ ﻛﺴﺒﺎﺋﻚ
ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ .
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2000 ﺗﺮﺃّﺱ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺎﺋﺰ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰﺓ
“ ﻧﻮﺑﻞ ”، ﻏﻮﻧﺘﺮ ﻏﺮﺍﺱ، ﻭﻓﺪﺍً ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﺒﺎﻡ ﻟﻴﺘﺴﺎﺀﻝ
ﻏﺮﺍﺱ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺗﺪﺍﻋﻲ ﺑﻌﺾ ﺑﻨﺎﻳﺎﺗﻬﺎ : “ﻣﺎ ﻣﺼﻴﺮ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ؟” . ﻭﺍﻗﺘﺮﺡ ﻏﺮﺍﺱ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺪﺭﺳﺔ
ﻳﺘﻌﻠّﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﺎﺅﻭﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﺣﺘّﻰ ﻻ
ﺗﻨﺪﺛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ . ﻭﺗﺒﺮّﻉ ﻟﺪﻋﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ
ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃﻩ ﺑﻨﺠﺎﺡ “ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ” ﻭ ” ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ
ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ”، ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ
ﺍﻟﻤﺘﻀﺮّﺭﺓ، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﺑﺤﺴﺐ
“ ﻳﻮﻧﺴﻜﻮ” .
ﺍﻗﺮﺃ ﺃﻳﻀﺎً : ﺑﻠﻘﻴﺲ : ﻻ ﺗﻨﺴﻮﺍ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ
ﻟﺸﺒﺎﻡ ﺳﻮﺭ ﺣﻤﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻳﻠﺘﻒّ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﻟﻬﺎ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .
ﺑﻴﻮﺗﻬﺎ ﻣﻜﻌﺒﺎﺕ ﻃﻴﻨﻴﺔ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭﻣﺘﻼﺻﻘﺔ ﻭﻳﻔﺘﺢ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ
ﻣﻨﺰﻝ ﻭﺁﺧﺮ ﺑﺎﺏ ﻳﺴﻤﻰ “ ﺍﻟﻤَﺴﻠﻒ” ، ﻳﺆﺩﻱ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،
ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺭﺑّﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟـ ”ﺍﻟﺴﻠﻒ” ﻣﻦ ﺟﺎﺭﺗﻬﺎ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻬﺎ . ﻭﻣﻨﺎﺯﻟﻬﺎ
ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﻨﺎﻃﺤﺎﺕ ﺳﺤﺎﺏ، ﻣﺜﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻓﺎﻋﺘُﺒﺮﺕ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﺎ
“ ﺃﻭّﻝ ﻧﺎﻃﺤﺎﺕ ﺳﺤﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ”، ﻭﻳﺘﻢ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺷﺒﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺒﻦ .
ﻧﺎﻃﺤﺎﺕ ﺳﺤﺎﺏ
ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢّ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺩ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ : ﻃﻴﻦ ﻭﺗﺒﻦ
ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﺒﻦ ﺍﻟﻤﺨﻤﺮ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ، ﻭﺃﺧﺸﺎﺏ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺴﺪﺭ
ﻟﻸﺳﻘﻒ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻋﺎﻣﺎﺕ، ﻣﻊ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻟﺘﺰﻳﻦ
ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ . ﻭﻟﻬﺎ ﻧﻮﺍﻓﺬ ﺟﻤﻴﻠﺔ، ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﻓﺮﻳﺪﺓ
ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻨﺤﻮﺗﺔ ﺑﻨﻘﻮﺵ ﺑﺪﻳﻌﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﻘﺎﻥ . ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ
ﻃﺒﻘﺎﺗﻬﺎ ﻋﻘﺐ ﺗﻬﺪّﻡ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ ﻭﺗﻘﻠّﺼﺖ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ﺣﺘّﻰ
ﺍﻧﺤﺼﺮﺕ ﻓﻲ ﺃﻛﻤﺔ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﺿﻴّﻘﺔ… ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ .
ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﺷﺒﺎﻡ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻃﻮﺍﻝ ﻣﺘﻮﺍﺯﻳﺔ ﺗﺒﻠﻎ
ﺃﻃﻮﺍﻟﻬﺎ ﻣﻌﺪﻻً ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻫﻮ : 24 ﻣﺘﺮﺍً . ﻻ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﻭﺍﻷﻣﻄﺎﺭ
ﺑﻔﻀﻞ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﻮﻝ ، ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ
ﺑﺴﻴﻮﻝ ﻋﺎﻡ 2008 ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻣﺮﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﻭﺍﺩﻱ
ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ . ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ 500 ﻣﻨﺰﻝ ﻣﺘﻼﺻﻖ ﺗﺘﺨﻠّﻠﻬﺎ ﺍﻷﺯﻗﺔ
ﻭﻳﺘﻮﺳﻄﻬﺎ ﺟﺎﻣﻊ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ، ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻤﺌﺬﻧﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻞّ ﻋﻦ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ . ﻭﻳﺘﻘﺪّﻡ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ
ﻭﺍﻟﺤﺼﻦ ﺍﻟﻨﺠﺪﻱ ﻭﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺠﻨﺪ .
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ
ﻣﺜّﻠﺖ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻣﺮﻛﺰﺍً ﺗﺠﺎﺭﻳﺎً ﻭﻃﺮﻳﻘﺎً ﻫﺎﻣﺎً ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﻭﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺻﻮﻻً ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑـ “ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﺒﺎﻥ ” .
ﻭﻗﺪ ﻣﺮّﺕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﻤﺮﺍﺣﻞ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 525 ، ﺗﻼﻩ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ . ﻭﺃﻗﻴﻤﺖ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻘﻼﻉ ﻣﺜﻞ ﻗﻠﻌﺔ ﻏﻤﺪﺍﻥ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻭّﻝ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ