ماذا تعرف عن قاعدة العند؟!

Monday 30 November -1 12:00 am
ماذا تعرف عن قاعدة العند؟!
----------

 متابعات: 
تكتسب قاعدة العند الجوية التي تسعى 
المقاومة الشعبية الموالية للشرعية 
في اليمن استعادتها من المتمردينالحوثيين
 وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي 
عبد الله صالح، أهمية سياسية وعسكرية
 بالغة . وتسعى المقاومة الشعبية لدخول
 هذه القاعدة، الواقعة في محافظة لحج
 والبعيدة نحو 60 كيلومترًا شمال عدن،
لتعزز انتصاراتها اﻷخيرة في
 الجنوب اليمني،وتؤمن عبرها اﻻنتقال
 شماﻻً لتحرير باقي البلدات والمدن اليمنية . 
وهذه القاعدة الجوية، التي تتربع على
 مساحة 15 كيلومترًا مربعًا، أنشئت
 في منتصف الستينات من القرن العشرين 
من قبل اﻻستعمار البريطاني، كمركز 
متقدم لدعم وإمداد الجيش البريطاني
 المرابط وقتها في المناطق الحدودية
 مثل الضالع وكرش وردفان والصبيحة، 
وهي مناطقكانت تعرف حينها بالمحميات
 الغربية . وبعد استقﻼل جنوب اليمن 
عن بريطانيا في نوفمبر ‏) تشرين الثاني ‏
( 1967 ، زادت أهمية القاعدة العسكرية
 لدى النظام اليساري التقدمي الحاكم 
للجنوب، إذ شرع النظام الوطني ببناء 
وتطوير القاعدة، بحيث مقرًا يستقبل
 آﻻف المجندين وضباط الصف سنويًا
 لتلقي التدريبات . وكان آﻻف المجندين
 من خريجي المدارس الثانوية، يخضعون
 لفترة تعلم وتدريب أولية وأساسية 
في المعسكر قبل أن يتم توزيعهم
 على عموم وحدات القوات المسلحة
 وبعد أن يتلقوا العلوم النظرية والتطبيقية
 في كل التخصصات القتالية، وكذلك
 صف الضباط الذين تتم ترقياتهم إلى
 مصاف الضباط بعد ستة أشهر من التدريب
 والتعليم في المدارس المختلفة . 
وإلى جانب مدارس التدريب والتأهيل
 ﻵﻻف المجندين وضباط الصف،
 وُسعت القاعدة العسكرية بحيث
 باتت مساحتها الشمالية معسكرًا لقيادة المحور الغربي الذي ضم لواءً قتاليًا 
وكتائب ملحقة مرابطة في المكان، 
عﻼوة على قيادتهﻷلوية القتالية المنتشرة
 طوال الحدود الدولية التي وضعها اﻹنجليز 
واﻷتراك مطلع القرن العشرين، فيما الجهة
 الجنوبية عبارة عن قاعدة جوية للواء
 طيران تشكيﻼته من مقاتﻼت حربية
 من نوعي الميغ والسوخوي الروسية إلى
 جانب إقامة أحياء سكنية لعائﻼت
 الضباط والجنود في المعسكر، وكذ العائﻼت الخبراء والمستشارين السوفيات
 حينها . بعد الوحدة بين الجنوب والشمال
 سنة 1990 ، دخلت القاعدة العسكرية
 مرحلة من النسيان، إلى أن جاءت
 اﻷزمة السياسية بين شركاء الوحدة . 
وبعد أول انتخابات برلمانية يوم 27 أبريل ‏) 
نيسان ‏( 1993 ، وعودة نائب الرئيس علي 
سالم البيض واعتكافه في عدن،
 عاد اﻻهتمام بقاعدة العند، فحاولت
 القيادات السياسية والعسكرية الجنوبية
 إعادة الحياة للقاعدة المهملة . 
وخﻼل السنوات اﻷخيرة، تحولت القاعدة
 إلى منطلق لتنظيم عمليات ضد 
تنظيم القاعدة في اليمن؛ إذ منذ عامين
 تقريبًا وقوات المارينز اﻷميركية ترابط
 في قاعدة العند العسكرية، متخذة 
منها مستقرًا لجنودها وقواتها المحاربة 
لﻺرهاب، إلى أن انحدرت اﻷوضاع 
ووقع اﻻنقﻼب الحوثي على
 الحكومة الشرعية، وأجبر القوات
 اﻷميركية ‏) المارينز ‏( على الرحيل . 
وعﻼوة على ذلك، تعد قاعدة العند بمثابة
 نقطة ارتكاز تلتقيفيه إمدادات
 محافظات تعز والضالع ولحج وعدن، 
فالعند يمثل منفذًا اقتصاديًا وتجاريًا
 وحيويًا نظرًا لموقعه المشرف على
 أهم شريان بري يتمثل في الطريق
 الواصلة بين هذه المحافظات المحاصرة
 حاليًا نتيجة سيطرة الميليشيات
 على الطريف الحيوي المار بمحاذاة
 القاعدة من الجهة الشرقية .
 وهذا العامل يعد، في نظر المقاومة،
 سببًا محفزًا للتعجيل بمسألة ‏»
 تحرير القاعدة ‏« . اليوم،
 يتكرر سيناريو اﻷمس وإن بطريقة
مغايرة؛ فالميليشيات الحوثية
 وقوات الرئيس المخلوع صالح 
ما زالت مستميتة في القاعدة العسكرية 
المهمة والمحورية في معادلة 
الصراع العسكري . وفي المقابل، هناك مقاومة صاعدة مسنودة بقوات موالية للرئيس
 هادي تحظى بدعم جوي 
من دول التحالف العربي، 
وفوق ذلك بشعبية جماهيرية،
 وبيئة أقل ما يقال إنها حاضنة للمقاومة
 ونابذة للقوات المتمردة اﻻنقﻼبية .
 توجد في القاعدة الجوية اﻵن قوات
 موالية للحوثي وصالح، لكنها قوات
 مخلخلة ومحاصرة من كل الجهات
 الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية
، وفضﻼً عن وضعها العسكري البائس
 والحصار المفروض عليها من المقاومة 
وقوات الجيش المتخلقة من رحم الحاجة 
والواقع والمصلحة الوطنية؛ ﻻ يوجد لهذه 
القوات المبرر السياسي والمجتمعي
 الذي يمكنه إطالة عمر المعركة على 
قاعدة العند . فأيًا تكن العدة والعتاد لدى 
كتائب الحوثي وصالح، ففي النهاية 
ستدخل المقاومة وقوات الجيش الجديد، 
قاعدة العند، حسبما يرى متابعون للشأن
 العسكري في اليمن . ويرى هؤﻻء
 أنه مثلما كانت العند بوابة لعبور قوات
 الرئيس المخلوع نحو لحج وعدن، فإنها ‏) 
القاعدة العسكرية ‏( ستكون أيضًا في
 قادم اﻷيام مقدمة لسقوط قوات صالح
 والحوثي وفي كل الجبهات اﻷخرى.