تعتبر (العشة) البناء التهامي الأشهر ورمز التراث الشعبي الأصيل، والمعلم البارز لتراث تهامة المعماري الذي يفتخر به أبناء المناطق التهامية في محافظتي حجة والحديدة.
والعشة هي نموذج المنزل التقليدي لنمط البناء في تهامة، وتنتشر العشة عادة في القرى الريفية ذات الطبيعة الزراعية نظراً لتوافر المواد الخام لبنائها وملاءمة البناء للطبيعة. وتتميز العشة ببناء مخروطي الشكل يتألف من مادة القش والطين والأخشاب، وتكسوها حبال قوية من الخارج. والعشة هذا البيت من بيئة تهامة الساحلية على الأخص تعبيراً عن الاستجابه البشرية للظروف الطبيعية ،وابتكر اساساً ليتلاءم مع طبيعة الأمطار الغزيرة التي تهطل على المنطقة بغزارة خاصة في فصلي الخريف والشتاء.
ويتكون بناء (العشة) من مراحل عدة ، فبناؤها الخارجي يتكون من مواد خاصة تبنى منها مثل الجريد المصنوع من نبات الأثل والمض المعروف بصلابته واستقامته والمرخ والحشيش الذي يُغطى به على الجريد.
أما بناؤها الداخلي فهو فن نسائي تقوم عليه النساء في القدم ويتفنن في ذلك فبعد جلب الطين وروث البقر يقمن بعجنه وتركه لعدة ساعات ليبدأن بعد ذلك بطلائه على جدران العشة ورسم نقوش عليها وعلى نوافذها وبعد إكمال العشه يقمن بطلاء أرضية العشة بالطين ممتداً حتى ساحتها.
بعد ذلك يترك الطين ليجف ثم يقمن النساء بترتيب الأثاث داخلها المشتمل على الأواني الفخارية الجميلة والتي توضع عادة فوق رف علوي يقمن بعمله أثناء بناء العشه وتُزين أركانها بالفوانيس. وترتب (القعايد) بجوار بعض وهي سُررٌ تفرش باللحُف المتوارثة جيلاً بعد جيل وتوضع بجانب كل قعادة طاولة خشبيه مطلية باللون الأحمر يُرسم عليها نقوشٌ تنسب لهذه المنطقة.
ويتم ربط حبل بسقف العشة يوضع فيه ما يُعرف بالسُقّاطي وهي تستخدم لحفظ الطعام وتزين العشة بالجرار وهي أواني فخاريه مخصصة لحفظ الماء. كما يتم وضع قعايد في ساحة العشة المعروفه بالطرّاحة، وهي كانت مخصصه منذ القدم لاجتماع الأهل والأقارب لتبادل الأحاديث فيها والإستمتاع بالأجواء الجميلة.