أنت أيش أصلك ؟

Monday 30 November -1 12:00 am
أنت أيش أصلك ؟

زين عيديد

----------


ألاحظ هذه الأيام كلما تعرفت على جماعة أو ألتقيت بحركة من الحراكات الجنوبية هنا أو هناك أو في أحد الوقفات أجد دائماً سؤال يتكرر في الطرح علي ويقال لي : ما هو أصلك ... تعزي أو يافعي أو ردفاني أو بدوي أو ......... ألخ ومن بعد معرفة أصلي يحدد أسلوب تعامله معي
قرأت في صحيح البخاري حديث عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه مختصر قصة الحديث أنه في أحد الغزوات تشاجر أحد الأنصار مع احد المهاجرين فصرخ كل واحداً منها فقال المهاجر يالمهاجرين وصاح الإنصاري يالأنصار فعلم الرسول صلى الله عليه وسلم فغضب غضباً شديداً وقال : ما بال دعوى الجاهلية .... دعوها فإنها منتنة.
الرسول صلى الله عليه وسلم وصف العصبية بالنتنة والجميع يعرف ما هو الشيء النتن.
لا أذكر قبل 1990 أيام الدراسة لم يكن أحد يركز على أصل كل شخص وأيضاً لم أكن أرى لقب أسرة الشخص دائماً في الاسم المكتوب على كراسته عكس هذه الأيام قد يحدث أنه يكتب أسمه ولقبه مباشرة وليس للتعريف عن نفسه بل من أجل التفاخر بأنه من أصل فلان أو علان.
للعلم كل من كان لديه عصبية لأصله أو منطقته أو قبيلته فللعلم أنك كإبليس والعياذ بالله حيث أننا لو ركزنا بان أول مخلوق تفاخر بأصله هو إبليس فعندما أمر بالسجود لآدم فقال إبليس خلقتني من نار وخلقته من نار !!
ولكن لا يعني ذلك أنه لا يحق لنا التفاخر بتاريخنا العظيم وماكنا عليه ولا معنى ذلك أن لا نحب وطننا فأنا عن نفسي أتفاخر وأحب أنني من أصل جنوبي لكن أخذ هذه المحبة والتفاخر من قصة عندما سأل أحد الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم أمن العصبية أن يحب الرجل قومه ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : لا ولكن العصبية أن ينصر الرجل قومه على الظلم .
وهذه ما نراه هذه الأيام من تحالفات وتكتلات هنا وهناك أصحاب المنطقة الفلانية عملوا التكتل الفلاني وأصحاب المنطقة العلانية عملوا الجبهة العلانية وهكذا وفي الأخير نريد النصر من رب العباد ونحن نقلد أبليس الرجيم !!
لهذه يجب التعامل فيما بيننا على أساس الدين فديننا واحد أولاً ومن ثم الأخلاق وطريقة تعامل الشخص معنا دون النظر إلى أصله .
عن نفسي أفتخر بأن جيراني من لحج وأتفاخر بأن صديقي الذي حببني في رياضة كمال الأجسام وله مواقف رجولية معي من أبين وأفتخر أيضاً بأن صديق عمري من طفولتي ليومنا أصله من تعز وأفتخر بأن صديقي الذي حببني بالسياسة وأشياء أخرى كثيرة من ردفان ولي صديقي الذي أذهب معه يومياً إلى العمل وكم ساعدني في عدة مواقف ولم يقصر معي من يافع ولا أنسي أصدقائي الذين كنا فيما نمشي سوياً فعند سماع الآذان وأعترف أنا من النوع الذي أصلي غالباً بالبيت فكانا سوياً يجرانني إلى المسجد واحد من شبوة والآخر من حضرموت ... للأسف لا أذكر أنني أعرف أحد من المهرة أو سقطرى.
وللعلم حتى إخواننا الشماليين هناك أناس يستحقون أن نشهد لهم مواقف كريمة ولا ننعتهم بألقاب أو ألفاظ بحجة أصولهم الشمالية فللعلم هناك شماليين وقفو معنا مواقف أشد من بعض الجنوبيين بل هناك من الجنوبيين من يحاول شق صفوفنا فلو تحدثنا عن الأصل فقط فقد ظلمنا أنفسنا قبل ان نظلم غيرنا.