"طيف"، زهرة يانعة، يفوح عبيرها في الحي، يشتمّه الأهل والجيران

Monday 30 November -1 12:00 am
"طيف"، زهرة يانعة، يفوح عبيرها في الحي، يشتمّه الأهل والجيران

- الطفلة طيف:

----------
 
"طيف"، زهرة يانعة، يفوح عبيرها في الحي، يشتمّه الأهل والجيران. 
ضحكتها، تملأ المكان، فرحاً. تبتسم ببراءة الطفولة، لكل من تراه ماراً أمامها. تسارع الخطى نحوه، لا تعرف إلا الأمان واللعب والحلوى.
أزدحمت منطقتهم- في مديرية جردان بمحافظة شبوة- منذ أيام، بالأهل والضيوف، الذين وفدوا لمشاركتهم فرحة العرس الجماعي، الذي سَيُزَف فيه الى جوار بقية العرسان، ثلاثة من اعمامها. 
الفرحة، مضاعفة إذن؟
 الرجال، يحتشدون صوب مخيم العرس، والنساء منشغلات بإكمال زينتهن وبعض الترتيبات المنزلية الأخرى. 
الأطفال، يلعبون، جوار منازلهم، في انتظار استدعائهم للاغتسال وارتداء ملابسهم الجديدة، التي جهزتها الأمهات لهذه المناسبة.
 "طيف"، كانت بينهم، تلهو وتلعب -لعلها كانت الأكثر احساساً بالفرح-، خرجت أمها لأخذها معها للمنزل، لكنها لم تجدها، مع الأطفال، الذين اجابوا رداً على تساؤلات الأم المفجوعة: "لقد شلّها أبوها"!.
بحثوا عن الأب، الذي كان منهمك في استقبال الضيوف، والإشراف على ترتيبات الغداء لهم، فكانت الصاعقة، التي هزت ارجاء وادي جردان عامة وأسرة آل الرفاعي خاصة،"طيف" ليست مع اباها، الذي لم يغادر مخيم العرس منذ الصباح الباكر.
الفرح، تحول الى مأتم، بفعل أيادٍ آثمة، اختطفت الطفلة ذات العامين، من بين نظرائها، الذين كانوا يعتقدون بإن من أخذها هو اباها.
هكذا هم الأطفال، ينظرون لكل الكبار بأنهم آباء لهم، لا يتوقعون الغدر منهم.
صرخات الأم، على وحيدتها، اسالت العسل الجرداني في خلاياه. 
وآهات الأب "احمد محمد الرفاعي"، جعلت النحل يقف مشدوهاً، من الأيادِ النجسة التي سوّلت لها نفوسها المسكونة باحقاد الكون اختطاف "طيف".
الأب و الأم، تعرضا لإنهيار نفسي وعصبي، منذ اختطاف ابنتهما الوحيدة، يوم الإثنين قبل الماضي الموافق 4يوليو. 
صحتهما تنهار، بينما البحث جار عن فلذة كبدهما، ومحبوبتهما "طيف".
الحادثة-الفاجعة- تتطلب من كل الطيف المجتمعي في محافظة شبوة، اعتبار "طيف" ابنتاً لهم، والجدية في متابعة قضيتها، وضرورة انزال اقصى العقوبات بالمختطفين حين يتم اكتشاف هوياتهم. 
لا علاقة للأطفال، بخلافات ومشاكل الكبار، مهما كان حجمها وتداعياتها. 
الأطفال لا ذنب لهم.
 
شفيع العبد :