غوارديولا.. يا معلم!

Monday 30 November -1 12:00 am
غوارديولا.. يا معلم!

محمد حمادة

----------
 
 
لطالما اقتنعنا بأن هناك فارقاً شاسعاً بين صورة البريميرليغ وما تقدمه للجماهير، وهوةً بين قوة تسويقها ومتعة أدائها.. ويبدو أنه جاء اليوم الذي سيغير من هذا الاقتناع.. الدربي الـ172 بين قطبي مانشستر يونايتد والسيتي أمّن عرضاً حلواً قلما عرفته الملاعب الإنكليزية من قبل، وقد حسمه لاعبو بيب غوارديولا من حيث الفوز بالنقاط الثلاث وبالقلوب معاً.. ثورة برشلونة وبايرن ميونيخ انتقلت الى السيتي ودرس لقنه مدرب الفريق الفائز لنده مدرب الفريق الخاسر في الشوط الأول بالذات.. وقد أوضحت المباراة الى أين يريد غوارديولا أن يصل، وأكدت أن مورينيو البراغماتي سيقود اليونايتد من خلال براعته في شحذ همم لاعبيه والتركيز على كبريائهم وليس من خلال نظرة جديدة في أسلوب اللعب.
لم يكن أحد يشك في قدرات غوارديولا المبتكر.. حلاوة الأداء كانت عنواناً لفريقيه السابقين، ولكن أحداً لم يكن يتوقع أن يستوعب لاعبو السيتي ثقافته وفلسفته بهذه السرعة الصاروخية.. احتكار للكرة وتنويع في التمرير وتبادل للمراكز وانتشار بطول الملعب وعرضه حتى تحسب أن 11 لاعباً يواجهون 15 أو أكثر، وسيطرة مطلقة على وسط الملعب بفضل الثلاثي فرناندينيو ودافيد سيلفا والعبقري دي بروينه نجم المباراة.. الصورة التكتيكية النظرية 4 – 1 – 4 - 1 ورأس الحربة كان الشاب إيهيناتشو (ولو لعب أغويرو الموقوف لربما اهتزت شباك اليونايتد أكثر من مرتين).. ومن الناحية العملية فإن الأمر يختلف تماماً، وأبرز مثال هو أن دي بروينه هو الذي كان رأساً للحربة عندما مرر له إيهيناتشو الكرة من الخلف فتخطى بليند وسجل الهدف الأول.. ومثال آخر: الظهيران سانيا وكولاروف يتحولان الى جناحين عند الهجوم ويتراجع فرناندينو الى الخلف ليتسلم الكرة من أحد قلبي الدفاع ستونز أو أوتامندي ليبدأ الهجمة وكأن هناك 3 في الخط الخلفي وليس 4.. وهذا ليس بجديد في فكر غوارديولا.
من جانبه، لم يحب مورينيو إلا ما شاهده في الشوط الثاني و"طنش" عن الحديث عن الشوط الأول: "حاولنا معادلة النتيجة بشجاعة ونزاهة".. ما قاله صحيح، ولكن ما سيبقى في الذاكرة من هذا الدربي هو الشعور بأن السيتي لعب وسيلعب كرة تختلف تماماً عن كرة اليونايتد.. لجأ مورينيو الى عبارة "لو" مراراً في تصريحاته بعد المباراة: "لو احتسب لنا الحكم ركلة جزاء" و"لو طرد الحكم الحارس برافو" و"لو وفقنا في استثمار ما سنح لنا من فرص في الشوط الثاني".. ونلجأ من جهتنا الى العبارة ذاتها ونقول: "لو وفق دي بروينه لسجل 3 أهداف وليس هدفاً واحداً لأن القائم الأيسر رد له كرتين" و"لو لم يغب أغويرو لكانت خسارتنا فادحة" و"لو كان برافو في مستواه العادي لما سجل أي هدف ولما عدنا الى المباراة أبداً".. المشكلة لدى مورينيو تكمن دائماً في الآخرين من حكام ولاعبين وصحفيين وليس فيه هو ولو لمرة واحدة.. وكم كان رائعاً لو شكر برافو بالذات على حسن صنيعه لأنه لعب لليونايتد أكثر مما لعب للسيتي!.   
أصاب غوارديولا في كل شيء باستثناء اختياره لحارس مرماه.. دفع حارس المنتخب المحلي جو هارت الى الرحيل نحو تورينو، وأتى بالتشيلي كلاديو برافو.. وهذا الأخير كان أقرب الى كارثة.. وعموماً، ما من بشري يصل الى حد الكمال، بمن فيهم المعلم الكاتالوني!.
وبعد.. هل نرشح السيتي منذ اليوم للفوز بالدوري الإنكليزي، وكذلك بدوري أبطال أوروبا؟.