في جهات عدّة ومناطق استراتيجية، تتعرض مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح الموالية لها، لخسائر فادحة أجبرتها على الانسحاب أمام قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، التي وصلت إلى مناطق ساحلية مهمة على مضيق باب المندب، بدعم غارات التحالف العربي الذي تقوده السعودية. فقد أعلنت مصادر قبلية انسحاب مسلحي الحوثي وصالح من جبهات القتال شرقي العاصمة صنعاء، السبت، بعد مقتل الزعيم القبلي الشيخ علي البشاري "غدراً"، وتعرض المجموعة التي كان يقودها لـ"الخيانة من قِبل مقاتلي الحوثيين". وتدبّ الخلافات السياسية والانقسامات بشكل جلي بين جماعة الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح، الذين يحاولون منذ عام 2014 إسقاط حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، عبر اجتياح صنعاء ومحافظات الأخرى، الأمر الذي استدعى تدخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية في 26 مارس/آذار 2015 لإنقاذ "شرعية الرئيس هادي"، بناءً على طلب الأخير. وبحسب وكالة الأنباء السعودية، اتهم رجال القبائل عناصر المليشيات الحوثية بقتل الزعيم القبلي "غدراً" في جبهة نهم شمال شرقي العاصمة صنعاء، كما شهدت الجبهة "خسائر بشرية كبيرة وانسحاب أكثر من 70 مقاتلاً بصورة مفاجئة، من قبيلة (العصيمات) التابعة لقبائل حاشد، التي تحالفت مع الحوثيين". وعدّ مراقبون انسحاب مقاتلي قبيلة العصيمات "أول تمرد قبلي"، على مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وذلك بالتزامن مع رفض بعض القبائل السماح للمليشيات الحوثية بالقتال على أراضيها. وبدأت الانهيارات تدب في صفوف المليشيا الانقلابية، وهرب عدد كبير من المسلحين من جبهات القتال عائدين لقبائلهم، ما جعل "الحوثي" وصالح عاجزين عن منعهم من الهروب الجماعي من جبهات القتال بعد الهزائم الفادحة التي تكبدوها. وأعلنت القوات الموالية للحكومة اليمنية القبض على "8 ضباط و30 جندياً من أنصار صالح بمعسكر العمري بمديرية ذُباب، جنوب غربي تعز"، بالإضافة إلى القبض على "قائد معسكر العمري في أثناء محاولته الهروب". كما قصفت البوارج الحربية للتحالف الانقلابيين في المعسكر، حيث فقدت مليشيات الحوثي وصالح، منطقة "ذُباب" الساحلية، بمديرية باب المندب، كما حرر الجيش اليمني منطقة كهبوب التابعة لمحافظة لحج، بحسب قناة "الإخبارية" السعودية. وتصاعدت التوترات بين الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح بشكل علني وملموس، وبدا ذلك جلياً في تقاسم المناصب الوزارية في "حكومة الإنقاذ"، التي لم يعترف بها سياسياً. وأعلن الحوثيون وحليفهم صالح، أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تشكيل حكومة مشتركة بينهم سمّيت "حكومة الإنقاذ" من جانب واحد، مقرها العاصمة صنعاء، وتقوم بحكم المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وسيطر الحوثيون على وزارات معينة مثل التعليم والداخلية؛ بهدف ترسيخ مذهبهم وأفكارهم، في حين كان همُّ المخلوع صالح الوزارات الربحية كقطاع الاتصالات والنفط. وبدا واضحاً للعيان، أن مليشيا الحوثي تحاول وسط منافسة حادة، حشد المؤيدين لها داخل القبائل اليمنية، في ظل محاولة صالح الإبقاء على تأييد القبائل له كما كان خلال حكمه، وذلك بـ"تدليل" المشايخ وتهديدهم أحياناً أخرى. وإثر ما ظهر للعلن من هزائم، أطلق ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي وسم "#تحالف_الحوثي_وصالح_ينهار"، محتفين بانهيار هذا التحالف. جاء ذلك بعد أكثر من يوم من نشر الداعية الإسلامي عائض القرني تغريدة قال فيها: إن "النصر اقترب في اليمن"، على حد تعبيره، مشيراً إلى انهيار في جماعة الحوثي والجماعات الموالية لعلي عبدالله صالح. وثمّن ناشطون دور الجيش اليمني وتضحياته في الدفاع عن البلاد، والوقوف في وجه المليشيات. وأكد مغردون عبر الوسم أن تحالف "الحوثي" وصالح باطل، ويجب أن ينتهي.